غزة على مشارف «كارثة إنسانية» والغرب يغض الطرف

رؤية

رغم الانتهاكات المروعة، يواصل الغرب دعم الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة


وصفت منظمات حقوقية مستقلة ما يحدث في قطاع غزة بالكارثة الإنسانية، مع قطع الإمدادات عن القطاع والغارات الجوية المتواصلة.

ورغم ذلك تتركز الإدانات الغربية على هجمات الفصائل الفلسطينية المسلحة، في حين تتجاهل بنحو صارخ الاستهداف المباشر للمدنيين  والمسعفين والصحفيين، وقطع إمدادات الوقود والمياه والكهرباء، عن القطاع المنكوب يعد أكثر مناطق العالم إزدحامًا بالسكان.

انتهاكات وجرائم مروعة

أفادت السلطات الصحية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر 2023، بتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الطواقم الصحية، التي تعمل على إنقاذ الضحايا المدنيين، في انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وفي أفعال ترقى إلى جرائم حرب.

ونسّق الهلال الأحمر الفلسطيني مع الصليب الأحمر، الذي نسق بدوره مع الجيش الإسرائيلي، من أجل السماح للطواقم الطبية بالتوجه لإحدى المناطق التي قصفتها الطائرات ليفاجئ المسعفين بعد أن هرعوا للموقع المقصود باستهدافهم، ما أدى لاستشهاد 3 من الأطقم الصحية.

استهداف ممنهج للمدنيين

حادثة استهداف الفرق الطبيىة للهلال الأحمر الفلسطيني ليست الوحيدة، فعلى نحوٍ ممنهج يستهدف الاحتلال الإسرائيلي المدنيين بنحو مكثف، وحسب ما ذكره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهو جهة دولية مستقلة، فإن إسرائيل ترتكب جرائم واسعة النطاق ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وذكر المرصد أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل نحو 880 فلسطينيًّا حتى وقت إعداد تقريره، وهو العدد الذي ارتفع إلى 1000 حسب بيانات الجهات الصحية في غزة، وذكر الأورومتوسطي فإن قرابة 59% من الضحايا من المدنيين، وبينهم 185 طفلًا و120 امرأة. وأصيب نحو 5000 آخرين، ولا يزال المئات محاصرين تحت الأنقاض، وعلى طول المناطق الحدودية.

كارثة إنسانية

على مدار أيام الصراع، الذي اندلع يوم السبت 7 أكتوبر، بعد تسلل عناصر من الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى مستوطنات غلاف غزة، ردًا على الاستفزازات الإسرائيلية والانتهاكات بحق الفلسطنيين، قطع الاحتلال إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود عن غزة، ما خلق تهديدًا وشيكًا بحلول كارثة إنسانية مروعة.

ورجح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الثلاثاء، أن أكثر من 263 ألفًا و934 شخصًا في غزة فروا من منازلهم، مشيرًا إلى أن الأعداد مرشحة للزيادة. وفي بيان لها، قالت المنظمة إن ما يحدث في القطاع يمثل كارثة إنسانية، خاصة مع انقطاع الكهرباء والمياه الذي يؤثر في أكثر من 90% من السكان.

استهداف للمدارس والمقار الإعلامية

وثق المرصد الأورومتوسطي مقتل 7 صحفيين وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين، وتعرض نحو 40 مؤسسة إعلامية وصحفية لأضرار أو دمرت بالكامل، من جراء استهداف الاحتلال المناطق المدنية، بما في ذلك برجي فلسطين والوطن، في حين تأثرت 56 مدرسة وقرابة 30 روضة أطفال.

ورصد الأورومتوسطي تدمير ما لا يقل عن 70 منشأة صناعية و970 وحدة سكنية، إلى جانب أضرار كبيرة لحقت بقرابة 7920 وحدة سكنية، وجاء في البيان أن 14 محطة للمياه والصرف الصحي تعرضت لأضرار بالغة، ما أثر في الخدمات المقدمة لنحو نصف مليون شخص، وفي حديثه لشبكة رؤية الإخبارية حذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أيمن الرقب، من أن قطاع غزة بلا إمكانات وأنها لن تتحمل عنف الرد الإسرائيلي.

دعم غربي للاحتلال

أمام هذه الانتهاكات، ظلت الدول الغربية صامتة، على الرغم من مسارعتها لإدانة الفصائل الفلسطينية، ولم تكتف هذه الدول بالصمت وحسب على الجرائم التي ترتكب، بل أعلنت صراحةً دعمها إسرائيل في ما أسمته “حق الدفاع عن نفسها”، دون أن توضح كيف يعدّ استهداف المدنيين ضمن هذا “الدفاع المشروع” عن النفس، ودون ذكر حق الفلسطينيين في الحياة لو عرضًا.

وأصدرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة بيانًا لدعم إسرائيل في “الفظائع التي تُرتكب ضدها”، فضلاً عن ذلك أرسلت واشنطن حاملة طائرات تجاه شرق المتوسط، لتكون على مقربة من السواحل الإسرائيلية، وأعلنت مساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار في مشهد وصفه متابعون بـ “دعم الجاني في حين تُقتل الضحية بلا هوادة”.

ربما يعجبك أيضا