تم عقد قمة منتدى فوكاك التاسعة، في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للقارة الأفريقية، وسط تحديات أمنية اقتصادية واجتماعية تواجهها دول القارة من جهة، وانتقال الصين إلى مُربَّع المُنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة من جهة أخرى.
أصبح منتدى التعاون الصيني الإفريقي، القمة التي تُعقد كل 3 سنوات، حدثًا رئيسًا في السياسة العالمية منذ افتتاحها، لأنها تحدد تجاه وشكل العلاقات الصينية الإفريقية في السنوات الثلاث التالية للقمة.
وحسب دراسة لمركز فاروس للاستشارات، فإن منتدى التعاون الصيني الإفريقي “فوكاك 2024 FOCAC” في دورته التاسعة، الذي استضافته العاصمة الصينية بكين في الفترة من 4 حتى 6 سبتمبر 2024، جاء تحت عنوان: “التكاتف لدفع التحديث وبناء مجتمع صيني – إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك”، ليحدد مسار العلاقات الصينية الإفريقية في السنوات القادمة.
وقت حرج
تم عقد تلك القمة في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للقارة الإفريقية، وسط تحديات أمنية اقتصادية واجتماعية تواجهها دول القارة من جهة، وانتقال الصين إلى مُربَّع المُنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة في أحد مسارح التنافُس المهمة، وهي قارة إفريقيا، من جهة أخرى، لتأكيد نفوذها الإقليمي والدولي.
كما عُقدت هذه القمة في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد؛ إذ يشهد العالم حالة من الاستقطاب الحاد، بسبب الحرب الأوكرانية الروسية وما نتج عنها من اصطفافات وتقاطعات في المصالح.
وقد عُقد المنتدى هذا العام على مستوى القمة، وهو أكبر اجتماع دبلوماسي تستضيفه العاصمة الصينية منذ جائحة كورونا، حيث حرص عدد كبير من رؤساء الدول الإفريقية إلى جانب الرئيس الصيني على حضور افتتاح المنتدى.
إفريقيا والمنتدى الصيني- الإفريقي (فوكاك)
يُعد منتدى التعاون الصيني الإفريقي نموذجًا فاعلًا لأُطر التعاون الأفريقي مع الشركاء الدوليين؛ حيث نمت العلاقات بين الصين وإفريقيا بشكل كبير وازدهرت على مدى العقدين الماضيين، منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2000، والذي يضم 55 عضوًا من بينهم الصين، والدول الإفريقية الـ53 التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين، بالإضافة إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي، ويعُقد مرَّةً كُلّ 3 سنوات، بالتناوب في بكين والعواصم الإفريقية.
وبدأ منتدى التعاون “الصيني- الإفريقي”، كمنصَّةٍ تُركِّزُ في المقام الأول على العلاقات الاقتصادية، لتحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة تحديات العولمة.
ثم توسَّعَ لاحقًا ليشمل مجموعةً أوسع من القضايا التي تعكس الأولويات الصينية والإفريقية، وارتكز المنتدى منذ إعلانه على استهداف تحقيق الرخاء المشترك والتنمية المستدامة للشعبين الصيني والإفريقي، وأعلى كثيرًا من مبادئ الاحترام والتقدير والندية والتكافؤ وتحقيق المصالح المشتركة ما بين الصين ودول القارة السمراء.
قمة تاسعة
سعت القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي الى زيادة الثقة السياسية المتبادلة من خلال تنسيق المواقف والسياسات للتوصل إلى التوافقات تجاه القضايا الإقليمية والتحديات العالمية، من أجل تعزيز قوة دول الجنوب العالمي وإعلاء صوت الدول النامية.
ويقوم المنتدى بدورٍ مهمٍ في تسهيل المناقشات والاتفاقيات والمشاريع التعاونية بين الصين والدول الإفريقية؛ إذ تعتبر النسخة التاسعة للمنتدى الآلية الأساسية لتنسيق السياسات الرئيسة متعددة الأطراف بين الدول الإفريقية والصين.
للاطلاع على الدراسة كاملةً اضغط هنا
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1978163