فاينانشال تايمز: دبي وميامي وسنغافورة أكثر مدن العالم جذبًا للأثرياء

بسام عباس

تنافس مدن دبي وميامي وسنغافورة على المراكز الدولية لجذب الأثرياء في العالم بترحيبها الحار والتسهيلات التي تقدمها لهم.


انخفض عدد المليونيرات العام الماضي، 12% في نيويورك، و14% في هونج كونج، و15% في موسكو.

وتستغل دبي وسنغافورة وميامي هذه الهجرة بفتح أبوابها أمام رؤوس الأموال. وتُصنف هذه المدن العالمية من بين أكثر المدن جاذبية للأثرياء المهاجرين، فهي تمثل المراكز الثلاثة الأولى بين أسواق العقارات الفاخرة، فمن المتوقع ارتفاع الأسعار أسرع هذا العام.

مؤشرات التنمية

قال رئيس شركة روكفلر الدولية لإدارة رأس المال، روشير شارما، في مقال له بصحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية، إن هجرة الوظائف ورؤوس الأموال من المؤشرات الرئيسة للتنمية أو الانحدار، وإن المدن العالمية الطاردة للثروة سينتهي بها المطاف إلى تخريب آفاقها الاقتصادية لصالح منافسين أكثر ترحيبًا مثل ميامي ودبي وسنغافورة.

وأضاف، في مقال نشر أمس الأحد 12 مارس 2023، أن النخبة المحلية في مدينة نيويورك تعتقد أن مانهاتن ستظل دائمًا مركز الجاذبية للتنوع الثقافي، ومقصدًا لأثرياء العالم، وأن المدينة ستكون أفضل حالًا دون أن يهاجر جميع “المليونيرات الأغنياء إلى ميامي”.

وأوضح أن هذا الرضا العميق بالوضع الطارد لرأس المال، يمكن أن يفسد أعظم مدن العالم، فقد كشفت جائحة كورونا أن العمل عن بعد يمكن أن يصبح وظيفة بدوام كامل، ما يسهل على أي شخص الانتقال للعيش في أماكن أرخص كلفة وتعظيم دخله.

تأثير المرآة المتصدع

لفت شارما إلى ظاهرة يمكن أن يطلق عليها اسم “تأثير المرآة المتصدع”، فتعاني مدينة نيويورك الضرائب المرتفعة، والجريمة المتزايدة، والعداء المناهض للرأسمالية، ما أسهم في هروب الأثرياء إلى مدن أخرى، لا يوجد بها ضرائب وأكثر ترحيبًا بهم مثل ميامي.

وأضاف أن تأثيرًا مماثلًا يظهر في موسكو، فالعقوبات العالمية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا أدت إلى هروب الأثرياء الروس إلى المدن الأكثر ترحيبًا بهم، وظهرت خيارات أفضل مثل دبي، مشيرًا إلى أن الضغوط التنظيمية التي تفرضها الحكومة الصينية تدفع أباطرة المال لشراء منازل ثانية في سنغافورة.

زخم يجذب الثروة

قال روشير شارما إن هذه المدن تكتسب زخمًا، وأصبحت تجذب الأثرياء، فأنماط الحياة السهلة التي يسودها المناخ الدافئ والحكومات الفعالة تجتذب المهاجرين من جميع أنحاء العالم، وهم بدورهم يجتذبون مطاعم جديدة ومراكز تجارية فاخرة ومهرجانات فنية.

وأضاف أن تعداد المليونيرات في سنغافورة يصل إلى 250 ألفًا، أكبر من عددهم في دبي أو ميامي، لافتًا إلى أن سنغافورة افتتحت وكالة خاصة للترحيب بشركات إدارة الثروات العائلية، وكان التدفق غامرًا لدرجة أن المدينة أصبحت أكثر انتقائية بشأن من هو المؤهل للحصول على حوافز ضريبية.

التأشيرات الذهبية في دبي

تقدم دبي الآن “التأشيرات الذهبية” التي تسمح للأثرياء بشراء العقارات والإقامة، ما يجذب المهاجرين من روسيا ودول جنوب آسيا والشرق الأوسط، في حين تشهد سوق العقارات طفرة مدفوعة بمشتريات قياسية، حيث تتم 80% من المعاملات نقدًا، ما يجعل سوق العقارات أكثر استقرارًا مما كانت عليه عام 2008.

وأضاف الكاتب أن دبي لا تزال تحطم أرقام موسوعة “جينيس” القياسية بقدر ما تقدر ثقافتها المتنوعة، حيث شهدت المدينة افتتاح فندق “أتلانتس ذا رويال” الجديد العملاق، الذي يحوي ما يقرب من 800 غرفة و17 مطعمًا، يدير العديد منها طهاة مشهورون عالميًّا.

محاكاة نجاح دبي

ذكر الكاتب أن ميامي تمكنت من استقطاب عدد كبير من أثرياء العالم، مستفيدين من التساهل الضريبي، بالإضافة إلى إبرام صفقات في الحي المالي المزدهر، والسير على الرمال البيضاء والتسوق في أول حي فاخر مصمم لهذا الغرض في الولايات المتحدة.

وأوضح أن المدن الرأسمالية أكثر اتصالاً مما كانت عليه من قبل، لافتًا إلى أن درجة الأعمال على متن الرحلات الجوية من ميامي إلى دبي كاملة العدد يوميًّا، ما يمثل شبكة تواصل مباشرة بين رواد الأعمال الأمريكيين ودولة الإمارات.

وأضاف أن العديد من الدول الأخرى يسعى إلى محاكاة نجاح دبي، بما في ذلك دولة زيمبابوي، التي تأمل في إعادة تشكيل شلالات فيكتوريا كمركز تجاري عالمي.

ربما يعجبك أيضا