ضمن استعداداتها لاستضافة COP28، شلكت دولة الإمارات مجموعة رفيعة المستوى من الخبراء لوضع خارطة طريق لإصلاح آليات التمويل المناخي في خطوة حاسمة غير مسبوقة.
تستعد دولة الإمارات بجدية تامة لتسريع مسار العمل المناخي، من خلال استضافتها لمؤتمر COP28، بعد نحو 100 يوم من الآن.
وحسب مقال رأي نشرته وكالة بلومبرج، اليوم الثلاثاء 22 أغسطس 2023، تعد الإمارات أول دولة تتولى رئاسة مؤتمر الأطراف تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق حاسم يتعلق بالتمويل المناخي، وتحديدًا للدول النامية.
رئاسة الإمارات علامة فارقة
قالت نديليكا مانديلا، حفيدة الزعيم الجنوب إفريقي التاريخي الراحل، نيلسون مانديلا، في المقال المشار إليه، إن الإمارات رغم كونها واحدة من كبار منتجي النفط في العالم، ستكون استضافتها لقمة COP28 خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل، علامة فارقة في مسار العمل المناخي.
وأضافت نديليكا أن رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية تمثل “فرصة تاريخية لا يجب تفويتها، من أجل الاقتراب من التخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري، وإحداث خرق إيجابي في ما يتعلق بالتمويل المناخي”.
وأشارت الناشطة الاجتماعية الشهيرة إلى أن “الإمارات تعد أول دولة تتولى رئاسة مؤتمر الأطراف تضع تفعليل تعهدات التمويل المناخي للدول النامية على رأس جدول أعمال المؤتمر”، مضيفة أن “تفويت هذه الفرصة سيعرض العالم للخطر”.
بدء العد التنازلي لـ100 يوم على انطلاق مؤتمر الأطراف (كوب 28)، أكبر حدث عالمي في مجال العمل المناخي، والذي تأتي استضافته في الإمارات تزامناً مع عام الاستدامة، وتماشياً مع رؤية وتوجيهات قيادة الدولة التي تركز بشكل رئيسي على النمو الاقتصادي المستدام. pic.twitter.com/AcAqnLrcp3
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) August 22, 2023
طموح الإمارات المناخي
تعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتعهد علانية بالوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول 2050، وترى حفيدة مانديلا أن “العالم أمام لحظة فارقة في مسار العمل المناخي، فالإمارات أول دولة نفطية رئيسة تعلن مثل هذا التعهد، وأعلنت أنها ستركز خلال مؤتمر الأطراف على هدف خفض الانبعاثات وتحويل التعهدات المناخية إلى إجراءات ملموسة”.
وتابعت حفيدة مانديلا بأن “الإمارات تضع آليات التمويل المناخي وتسريع تحقيق انتقال عادل وتدريجي في قطاع الطاقة على رأس جدول أعمال COP28، ولديها طموح في قطاع الطاقة المتجددة يتجاوز بلدان الاتحاد الأوروبي، عبر خطة وطنية لمضاعفة قدرتها الإنتاجية للطاقة المتجددة بأكثر من 3 مرات بحلول 2030، ثم مضاعفتها مرة أخرى بحلول 2040”.
واستطردت: “هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها رئاسة مؤتمر الأطراف بأموالها لدعم العمل المناخي، ففي نوفمبر الماضي أطلقت الإمارات وأمريكا شراكة لتسريع جهود تبني الطاقة النظيفة عالميًّا عبر استثمار 100 مليار دولار، لتنفيذ مشروعات تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاوات بحلول 2035”.
خطوة حاسمة
تابعت نديليكا مانديلا: “كافحت مؤتمرات الأطراف السابقة من أجل طرح تعهدات تمويل المناخ على الطاولة، ونعلم جيدًا أن مبلغ الـ100 مليار دولار الذي تعهد به مؤتمر COP27 غير كافٍ على الإطلاق، إلا أن مؤتمر COP28 سيكون الأول من نوعه الذي يعالج البيروقراطية الهيكلية التي تمنع التقدم باتجاه أهداف التمويل المناخي”.
وذكرت أن الإمارات شكلت مجموعة رفيعة المستوى من الخبراء لوضع خارطة طريق لإصلاح آليات التمويل المناخي في خطوة حاسمة غير مسبوقة، وأن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيَّن لـCOP28 الدكتور سلطان الجابر، أعرب في وقت سابق عن تأييده لمبادرة بريدجتاون، الرامية إلى تسهيل الوصول إلى تريليون دولار من التمويلات المناخية”.
اختبار للتعاون العالمي
ترى مانديلا أن الدول الأكثر ثراء في العالم لم تقدم شيئًا يذكر لمساعدة البلدان الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ رغم كونها المسؤول الأكبر عن زيادة الانبعاثات الكربونية.
واعتبرت افتقار بلدان إفريقيا، التي تسهم بأقل من 5% من الانبعاثات الكربونية، إلى الدعم المالي المتعلق بأهداف المناخ “إرث قاتم من عدم المساواة والعنصرية”.
واختتمت بأن قمة COP28 ستكون بمثابة اختبار للتعاون العالمي، وفرصة لا يمكن تفويتها من أجل مصلحة الشعوب الأفقر.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1593847