فضيحة سيجنال جيت تهز واشنطن.. مطالب باستقالة كبار المسؤولين

إسراء عبدالمطلب

في ظل تسارع التسريبات الأمنية وتحول الأسرار القومية إلى محادثات جماعية عبر تطبيقات الهواتف الذكية، تبرز فضيحة “سيجنال جيت” كواحدة من أخطر الانتهاكات الأمنية في تاريخ الولايات المتحدة.

وهذه الفضيحة التي كشفت عنها تقارير إعلامية أثارت جدلاً واسعًا بين المسؤولين والمشرعين الأمريكيين، بعدما تم الكشف عن تسريب معلومات عسكرية حساسة عبر مجموعة محادثة على تطبيق “سيجنال”.

شهادة المسؤولين أمام الكونجرس

أدلت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، الأربعاء 26 مارس 2025، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، بشهادتيهما أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، لمناقشة تداعيات تسريب معلومات سرية عن هجوم عسكري أمريكي وشيك ضد مليشيات الحوثي في اليمن.

البيت الأبيض يجد صعوبة في تفسير كيفية وقوع هذا الخطأ الفادح، حيث انتهى الأمر بكبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التورط في واحدة من أخطر انتهاكات الأمن القومي الأمريكي، حسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي”، الأربعاء 26 مارس 2025.

فضيحة تسريبات سيجنال

تفاصيل الفضيحة

أفادت مجلة “ذا أتلانتيك”، الاثنين 24 مارس 2025، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أضاف عن طريق الخطأ رئيس تحرير المجلة، جيفري جولدبرج، إلى مجموعة محادثة على تطبيق “سيجنال”، حيث تم تداول تفاصيل الضربات العسكرية المخطط لها ضد الحوثيين في اليمن.

وشارك في المحادثة عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم:

  • تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية
  • جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية
  • نائب الرئيس جيه. دي. فانس
  • وزير الخارجية ماركو روبيو
  • وزير الدفاع بيت هيغسيث
  • وزير الخزانة سكوت بيسنت
  • المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف

ما أنكرته جابارد فضحه جولدبرج

في تقريره الأولي، امتنع جولدبرج عن نشر تفاصيل المحادثة بالكامل حفاظًا على الأمن القومي، ولكن بعد أن شهدت جابارد وراتكليف أمام الكونجرس بأن المحادثة لم تتضمن أي معلومات سرية، قرر جولدبرج نشر المحتوى الكامل، الذي كشف عن أن وزير الدفاع بيت هيجسيث قد ناقش تفاصيل عملياتية دقيقة عن الهجوم الوشيك.

وتضمنت المحادثة المسربة تسلسل العمليات العسكرية، بما في ذلك توقيتات الضربات الجوية واستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ:

  • 11:44 صباحًا: تأكيد الاستعداد لإطلاق المهمة.
  • 12:15 مساءً: إطلاق مقاتلات F-18 (الحزمة الأولى).
  • 1:45 مساءً: بدء الضربة الأولى.
  • 2:10 مساءً: إطلاق المزيد من مقاتلات F-18 (الحزمة الثانية).
  • 2:15 مساءً: وصول الطائرات المسيرة إلى الأهداف.
  • 3:36 مساءً: بدء الضربة الثانية لمقاتلات F-18 وإطلاق صواريخ توماهوك من البحر.

تصاعد الغضب والدعوات للاستقالة

وفقًا لدليل البنتاجون والأوامر التنفيذية الخاصة بالتصنيف الأمني، فإن هذه المعلومات تعتبر من أسرار الدولة، وعلى إثر التسريبات، دعا السيناتور الديمقراطي مارك وارنر إلى استقالة كل من بيت هيجسيث ومايك والتز.

كما طالب الديمقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب بمحاسبة المسؤولين، حيث قال النائب جيسون كرو خلال جلسة الاستماع: “عندما تكون المخاطر بهذا الحجم، فإن عدم الكفاءة ليس خيارًا، من المشين أن يأتي مسؤولو الإدارة أمامنا اليوم دون أي قبول للمسؤولية أو الاعتراف بالخطأ”.

ردود فعل متباينة

رغم تصاعد الغضب، استمرت إدارة الرئيس دونالد ترامب في التقليل من شأن الحادثة، وقالت تولسي جابارد خلال شهادتها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: “لم يتم تبادل أي معلومات سرية في تلك المحادثة”.

أما مايك والتز، فظهر على قناة “فوكس نيوز” ليؤكد مسؤوليته عن الخطأ، لكنه أصر على أنه لم يتحدث مع جولدبرج من قبل، وأن رقم الصحفي أُضيف عن طريق الخطأ.

غياب المسؤولين عن جلسة الاستماع

في الوقت الذي عقدت فيه لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جلسة استماع خاصة بالقضية، تغيب كل من مايك والتز وبيت هيجسيث، رغم أن الجلسة كانت مقررة قبل كشف “سيجنال جيت”، وكان يفترض أن تركز على التهديدات الأمنية العالمية.

وتسلط هذه الفضيحة الضوء على مخاطر استخدام التطبيقات غير الرسمية لتداول المعلومات الحساسة، وتثير تساؤلات حول مدى كفاءة إدارة الأمن القومي في الولايات المتحدة. ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل واشنطن مع هذه الثغرة الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا؟

ربما يعجبك أيضا