«فقاعة الحماية».. 3 عوامل وراء نجاح أوكرانيا في مهاجمة روسيا

«السرية والسرعة وتشويش الإلكترونيات».. كيف هاجمت أوكرانيا أراضي روسيا؟

شروق صبري
الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية

نفذت أوكرانيا هجومًا سريعًا عبر الحدود الروسية، واستولت على أراضٍ وشتت القوات الروسية باستخدام تشويش إلكتروني متقدم.


في تطور عسكري غير متوقع، حققت القوات الأوكرانية تقدمًا ملحوظًا عبر الحدود الروسية، حيث اجتاحت بلدة سودزها في عملية سريعة ومباغتة.

يعتبر الهجوم الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أحرزت أوكرانيا تقدمًا غير مسبوق على الأراضي الروسية، بعد 6 أيام من الهجوم، اكتشفت وحدة أوكرانية مجموعة من الجنود الروس مختبئين في مصنع زبدة.

استعدادات سرية وتجهيزات مسبقة

بدأت الاستعدادات لهذا الهجوم قبل عدة أشهر، حيث استخدمت أوكرانيا الطائرات المسيّرة لمهاجمة البنية التحتية في منطقة كورسك، بما في ذلك الشبكات الكهربائية ومخازن الذخيرة والوقود، بحسب “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم 17 أغسطس 2024.

إضافةً إلى ذلك، نفذت مجموعة شبه عسكرية مدعومة من المخابرات الأوكرانية عمليات استطلاع عبر الحدود، مما ساعد على وضع خطة دقيقة للهجوم. تم الاحتفاظ بخطط الهجوم في سرية تامة، حيث لم يكن العديد من الجنود المشاركين على علم بتفاصيل المهمة حتى اللحظات الأخيرة.

«هجوم مباغت» وتقدم سريع

في الساعة الثالثة صباحًا من 6 أغسطس، بدأت القوات الأوكرانية هجومها باستخدام مدفعية ثقيلة من طراز M777، المدعومة بمعدات أمريكية وألمانية مثل عربات Stryker وMarder هذا الهجوم السريع أدى إلى تقدم القوات الأوكرانية عدة أميال داخل الأراضي الروسية.

واستولت القوات الأوكرانية على قرى ومناطق جديدة بسرعة كبيرة. استخدمت القوات الأوكرانية تكتيكًا غير تقليدي، حيث تجنبت الهجمات المباشرة على المدن والقرى، وركزت على التقدم السريع عبر الطرق الرئيسة.

«تشويش إلكتروني» وتفوق تكتيكي

اعتمد الهجوم الأوكراني على استخدام وحدات الحرب الإلكترونية، التي قامت بتشويش الاتصالات الروسية والطائرات المسيرة.

هذا التشويش خلق “فقاعة حماية” حول القوات الأوكرانية المتقدمة، مما عرقل قدرة القوات الروسية على تحديد مواقعهم أو اعتراض اتصالاتهم. أدى هذا إلى زيادة فعالية الهجوم الأوكراني وجعل من الصعب على روسيا تنظيم دفاعات فعالة.

الرد الروسي والتحديات المستمرة

فوجئت روسيا بالهجوم الأوكراني السريع، واضطرت إلى استخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات لمحاولة إبطاء التقدم الأوكراني. ولكن، تمكنت القوات الأوكرانية من صد هذه الهجمات الجوية باستخدام أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

في الوقت نفسه، قامت أوكرانيا بتحريك أنظمة الصواريخ إلى داخل الأراضي الروسية، مما زاد من الضغط على القوات الروسية وأدى إلى تدمير العديد من الأهداف العسكرية الروسية.

تحديات الإمداد

واجهت القوات الأوكرانية تحديات كبيرة في تأمين الإمدادات الغذائية والمائية داخل الأراضي الروسية، مما أثر على قدرتها على الاستمرار في الهجوم.

بالإضافة إلى ذلك، دمرت أوكرانيا جسرًا في منطقة غلوشوفو، مما أعاق جهود روسيا لإرسال تعزيزات إلى الجبهة. كما أشار المحللون إلى أن أوكرانيا قد تكبدت خسائر في المعدات العسكرية، ولكن الأعداد البشرية المفقودة كانت أقل مقارنةً بالهجمات السابقة.

الوضع العسكري والتوازن

مع استمرار الهجوم، اضطرت روسيا إلى سحب بعض القوات من الجبهات القتالية في أوكرانيا، مما أثر على قدرتها على الاستمرار في المعارك في شرق أوكرانيا. قد تحتاج روسيا إلى أكثر من 20,000 جندي لاستعادة الأراضي التي فقدتها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا بالنظر إلى الوضع الحالي في ساحة المعركة.

كما أظهرت الصور الجوية أن روسيا بدأت في حفر الخنادق وبناء التحصينات على بعد أكثر من 30 ميلاً من الحدود، مما يعكس الاستعدادات الدفاعية المتزايدة لمواجهة التهديد الأوكراني.

نقطة تحول مهمة في الصراع

في المجمل، يمثل الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية نقطة تحول هامة في الصراع، حيث يظهر القدرة الأوكرانية على تنفيذ عمليات معقدة وبالغة الدقة.

ومع استمرار التطورات في هذا الصراع، يبقى الوضع العسكري غير مستقر، ويعتمد نجاح الأوكرانيين على قدرتهم على إدارة مواردهم والاستمرار في تحقيق التفوق على الأرض.

ربما يعجبك أيضا