فوز ترامب ينعش الأسواق.. والمستثمرون يتجهون للأسهم الرابحة

محمد عماد
بيانات الأسهم

يواجه المستثمرون الذين تخطوا موجة الارتفاع الأولي بالأسهم الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب الحاسم، تحدياً جديداً.

الرئيس الجمهوري المنتخب قدّم وعوداً كثيرة خلال حملته الانتخابية، ومنها فرض تعريفات جمركية مرتفعة، وتخفيضات ضريبية، وتخفيف القيود التنظيمية بما يدعم مصلحة الشركات، وتشديد قوانين الهجرة، وفقًا لموقع “الشرق بلومبرج” اليوم الأحد 10 نوفمبر 2024.

اندفاع المستثمرين

في ظل اندفاع المستثمرين نحو الأسهم الأسبوع الماضي أملاً في أن تدعم سياسات ترامب الاقتصاد، يتمثل التحدي الأساسي في تحديد القطاعات التي ستحقق دعماً مستداماً.

على سبيل المثال، ربما تؤجج التعريفات الجمركية التضخم وتضرّ الشركات متعددة الجنسيات الكبرى، في حين قد تستفيد الشركات الصغيرة ذات التوجه المحلي. إلا أن تشديد قوانين الهجرة قد يؤدي إلى زيادة تكاليف العمالة، ما يضغط على الشركات الصغيرة.

من جهة أخرى، يمكن أن يعزز موقف ترامب المؤيد للطاقة التقليدية الإنتاج، ما قد يخفض أسعار النفط، بينما قد تجد الجهود الرامية لإلغاء سياسات الرئيس جو بايدن الداعمة للطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية صعوبة في الحصول على موافقة الكونجرس.

أسهم شركات التكنولوجيا والخدمات المالية

توقع إريك كلارك، مدير محفظة في “أكيوفست غلوبال أدفيزورز” (Accuvest Global Advisors)، أن يبدأ المستثمرون النشطون باستخدام أدوات تحليل دقيقة للتمييز بين الصناعات لمعرفة الشركات والصناعات التي قد تستفيد الآن.

أقدم كلارك بالفعل على تحركات من هذا القبيل، حيث باع بعض أسهم شركات التكنولوجيا والخدمات المالية بعد ارتفاع أسهم البنوك والصناعات والطاقة والتكنولوجيا الكبرى يوم الأربعاء، واشترى أسهماً في شركات التجزئة الفاخرة والسلع الاستهلاكية الأساسية التي كانت منخفضة وسط هذا الارتفاع.

كثف المستثمرون في جميع أنحاء آسيا رهاناتهم على الفائزين المحتملين من عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض، مما أدى إلى قفزات كبيرة في بعض الأسهم الشهيرة.

صورة أكثر وضوحاً

شهدت أسهم الشركات الصغيرة ارتفاعاً في الأسبوع الماضي، ويبدو أنها في وضع مناسب حيث يقيّم المتداولون تأثير سياسات ترامب المحتملة. تستفيد هذه الشركات التي تعتمد على السوق المحلي من دعوات الحمائية الاقتصادية، كما أن تخفيضات الضرائب على الشركات قد تكون مفيدة لها.

اقترح ترامب فرض ضريبة تتراوح بين 10% و20% على الواردات بشكل عام، وقد تصل إلى 60% على السلع المصنعة في الصين، مما ساهم في ارتفاع مؤشر “راسل 2000” لأسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة بنسبة 8.6% الأسبوع الماضي، حيث تضاعفت قيمة شركة “سيزل” (.Sezzle Inc)، إحدى أكبر الرابحين في المؤشر، خلال تلك الفترة.

تحظى الأسهم المالية أيضاً بوضع قوي؛ نظراً لتعهد ترامب بإجراء تغييرات على الهيئات التنظيمية التي كانت قد شددت القواعد المصرفية في عهد بايدن. يعتقد مايك مايو، المحلل المصرفي في “ويلز فارجو”، أن عصر التخفيف التنظيمي قد يعزز ربحية “وول ستريت”، حيث ارتفعت أسهم “سيتي جروب” و”جولدمان ساكس” و”جيه بي مورجان” بعد فوز ترامب.

الأسهم الأمريكية

يضيف فينو كريشنا، استراتيجي الأسهم الأمريكية في “باركليز”، قائلاً: “الأسهم متحمسة لتسعير سياسات ترامب للنمو المحلي عبر الأسهم الصغيرة، مع آمال لتخفيف التشريعات التنظيمية” من خلال الرهان على الأسهم المالية والتكنولوجيا الكبرى.

شركات الصناعات والآلات، مثل “كاتربيلر” (Caterpillar Inc) تبدو مستعدة للاستفادة من التركيز على الإنتاج المحلي للطاقة وسلع التعدين.

أكد المحلل ستيفن فولكمان من شركة “جيفيريز” (Jefferies) على اختيار “كاتربيلر” كأفضل شركة في القطاع، مشيراً جزئياً إلى محدودية انكشافها على السوق الصينية.

تشديد قوانين الهجرة

أضاف أن شركات توزيع المستلزمات الصناعية، مثل “فاستينال” (Fastenal Co) و”دبليو دبليو جرينجر” (WW Grainger Inc)، لديها سجل قوي في تمرير زيادات التكاليف، مثل التي تنتج عن التعريفات المرتفعة.

إلا أن احتمال تشديد قوانين الهجرة يمثل تحدياً محتملاً يراقبه المستثمرون عن كثب. مع ذلك، توجد شركات قد تستفيد من هذا التوجه، مثل مشغلي السجون الخاصة، مثل “كور سيفيك” (CoreCivic Inc) و”جيو جروب” (GEO Group Inc).

ربما يعجبك أيضا