حقق دونالد ترامب فوزًا قويًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، ولكن لم يكن من المُفترض أن يحصل على فرصة لتدمير القوات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن اختياراته الأخيرة لبعض المناصب المهمة في إدارته، مثل ترشيح بيت هيجسث وزيرًا للدفاع وتولسي جابارد مديرة للاستخبارات الوطنية، تشير إلى خطة تهدد الاستقرار المؤسسي للبلاد.
تعيينات هيجسِث وجابارد
تعتبر الترشيحات التي قدمها ترامب لهذا المناصب خطرًا حقيقيًا على مستقبل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية في الولايات المتحدة. فقد اشتهر هيجسِث، بالهجوم على القادة العسكريين عبر وسائل الإعلام، مما قد يشكل تهديدًا مباشرًا لهذه المؤسسات، وفق ما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الخميس 14 نوفمبر 2024.
وفي كتابه “الحرب على المحاربين”، شن هيجسِث هجومًا شخصيًا على الجنرال تشارلز كيو براون والأدميرال ليزا فرانشيتي، واصفًا إياهم بأنهم تم تعيينهم بسبب توجهات التنوع على حساب الكفاءة المهنية، وهذه التصريحات لا تمثل سوى بداية للتهديدات التي قد يشكلها هيجسِث لمنظومة القيادة العسكرية الأمريكية.
خطورة ترشيحه
الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في تصريحاته الإعلامية، بل في توجهاته التي قد تؤدي إلى تطهير للجيش الأمريكي.
بالإضافة إلى أن الفريق الانتقالي لترامب يخطط لإصدار أمر تنفيذي يقضي بتشكيل “لجنة المحاربين” التي ستقترح طرد الجنرالات الذين لا يتفقون مع المعايير السياسية لترامب، وهذه الفكرة قد تسبب إرباكًا في الجيش الأمريكي وتزعزع استقراره، مما يؤدي إلى ضعف معنويات الضباط والجنرالات.
جابارد “مديرة الاستخبارات الوطنية”
أما بالنسبة لترشيح تولسي جابارد لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، فهو يعكس اختيارًا مثيرًا للقلق أيضًا، فبدلًا من أن يشغل هذا المنصب شخص ذو خبرة عملية في مجال الاستخبارات، يتم اختيار جابارد التي تفتقر إلى هذا النوع من المؤهلات، فضلًا عن مواقفها المثيرة للجدل، وتصريحاتها، تعكس تحالفًا مع رؤى تتبناها دول معادية مثل روسيا.
ترامب وجابارد يتفقان في رؤيتهما لتقليص التدخل الأمريكي في الحروب الخارجية. حيث انتقدت جابارد، أثناء حملتها الانتخابية لعام 2020، ما سمته “عقيدة الحروب المستمرة” التي تبناها كل من بوش وكلينتون وترامب.
واعتبرت أن هذه الحروب قد أضرت بالأمن القومي الأمريكي وكلفت البلاد آلاف الأرواح، هذه الرؤية تتماشى مع سياسة ترامب التي تسعى إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي في مناطق مثل الشرق الأوسط.
الكونجرس الأمريكي
مع هذه الترشيحات المثيرة للجدل، تأتي مسؤولية كبيرة على عاتق مجلس الشيوخ الأمريكي، وعلى أعضاء المجلس أن يقيّموا بعناية المخاطر التي قد تنجم عن تأكيد هذه التعيينات.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الجيش الأمريكي والاستخبارات الأمريكية تحديات متزايدة من قوى مثل الصين وإيران، فإن اختيار أشخاص غير مؤهلين مثل هيغسِث وجابارد قد يضعف قدرة الولايات المتحدة على مواجهة هذه التهديدات بنجاح.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2046915