فيديو| دبيشي: خروج الأسد يعيد رسم خريطة المستقبل السوري

قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، خبيرة الشؤون الدولية ومديرة المركز الفرنسي للدراسات الدولية، إن ما شهدته سوريا في الأيام الأخيرة من تغييرات مفاجئة يمثل تحولًا جذريًا في المشهد السياسي للبلاد.

وفي تعليقها على الأحداث الأخيرة، قالت دبيشي خلال مداخلة لقناة الشمس، اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024: “التحولات التي طرأت على سوريا جاءت بسرعة غير متوقعة، إذ انهار النظام السوري بشكل مفاجئ بعد قرار الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة، ما جعل من الصعب التكهن بمستقبل البلاد في ظل هذه التحولات السريعة”.

مخطط دولي

أضافت دبيشي أن ما يحدث في سوريا هو جزء من مخطط أوسع يهدف إلى القضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة مقابل الامتيازات التي حصلت عليها روسيا، مبينة أن هذا التوازن الجديد يعكس تغيرات استراتيجية كبيرة تؤثر في الوضع السوري بشكل عام.

وأضافت دبيشي أن رحيل الرئيس بشار الأسد، بغض النظر عن طريقة أو شخصية هذا الرحيل، مثلّ مفاجأة لم يتوقعها كثيرون.

وأشارت إلى أن “خروج الأسد تم بطريقة سريعة للغاية، ما يفتح المجال أمام أسئلة عديدة حول القوى التي تقف وراء هذا التغيير”.

الجولاني وإسرائيل

في سياق حديثها عن القوى السياسية الصاعدة، لفتت مديرة المركز الفرنسي للدراسات الدولية، إلى ظهور “الجولاني”، الذي كان يوصف سابقًا كإرهابي مطلوب للعدالة، ولكن اليوم أصبح له دورًا قياديًا في الساحة السورية ويقود 20 فصيلا مسلحًا.

وأضافت: “من الواضح أن الجولاني هو عميل إسرائيلي بلا شك، حيث يتناغم سلوكه مع مصالح الكيان الإسرائيلي في المنطقة بشكل مريب”.

وتابعت: “ظهور الجولاني على الساحة السياسية بعد سقوط الأسد يمثل تحولًا لافتًا في المشهد السوري، ما يطرح تساؤلات عديدة حول من يقود المرحلة المقبلة.”

تناقض في موقف الغرب

فيما يخص محاربة الإرهاب، أشارت دبيشي إلى التناقضات الواضحة في سياسات الغرب إلا أن ما يحصل الآن يكشف التناقضات في قواعد محاربة التطرف والإرهاب.

وبينت أن الغرب يغير مواقفه حسب ما يخدم مصالحه، حتى إذا كان ذلك يتناقض مع شعاراته المعلنة في محاربة التطرف والإرهاب في الماضي.

تحالفات جديدة

تطرقت دبيشي أيضًا إلى التداعيات المتوقعة لهذه التطورات، قائلةً: “التغييرات السريعة ستنعكس بشكل مباشر على العلاقات الإقليمية والدولية، وسيكون من المهم مراقبة ردود الفعل من القوى الكبرى في هذا السياق.”

وأوضحت دبيشي أن ما يحدث اليوم هو بداية مرحلة جديدة قد تفتح أفقًا مختلفًا للبلاد والمنطقة بشكل عام، وقد تتشكل تحالفات جديدة مع ظهور قوى محورية جديدة قد تساهم في إعادة ترتيب الأوراق.”