فيديو| روسيا وكوريا الشمالية.. تحالف يزعزع التوازن شرق آسيا

محمد النحاس
بوتين وكيم جونج أون

في الآونة الأخيرة، بدأت العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا تتعمق بشكل ملحوظ، إذ أرسلت الأولى جنودًا للمشاركة في القتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، وهو تطور غير مسبوق في تحالفات البلدين.

هذا التوجه يأتي في وقت كانت فيه روسيا تعتمد بشكل مُتزايد على كوريا الشمالية لتزويدها بالذخائر، حيث تشير التقارير إلى أن نصف قذائفها في الحرب الأوكرانية تأتي من بيونج يانج.

تقارب بين روسيا وكوريا الشمالية

في هذا السياق، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة نادرة إلى كوريا الشمالية في يونيو 2024، وهي الزيارة الأولى منذ أكثر من عقدين، مما يعكس مدى تطور العلاقات بين الطرفين.

ولكن هذه التقارب لم يمر مرور الكرام، فقد أثار قلقًا كبيرًا في الصين، الحليف التقليدي لكوريا الشمالية، وبدأت تشعر بأن نفوذ روسيا في كوريا الشمالية يتزايد، ما يهدد مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

رد الصين

ردًا على ذلك، بدأت الصين في اتخاذ خطوات دبلوماسية لتحجيم هذا التعاون بين بيونج يانج وموسكو، في الأشهر الأخيرة، أجرت الصين محادثات أمنية مع كوريا الجنوبية واليابان، في خطوة تهدف إلى تقوية تحالفاتها في المنطقة وكبح تأثير روسيا على جارتها كوريا الشمالية.

لكن في الوقت نفسه، تظل الصين أكبر شريك اقتصادي لكوريا الشمالية، حيث تمثل 98% من تجارتها، وهو ما يربط بشكل وثيق اقتصادات البلدين، وفق ما نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، الثلاثاء 12 نوفمبر 2024.

توترات جديدة

إلى جانب ذلك، فإن العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية قد شهدت توترات جديدة بسبب القضايا النووية والعقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج.

الصين، رغم دعمها المستمر لكوريا الشمالية، بدأت في فرض عقوبات محدودة عليها، مثل الحد من تجارة الأسماك وتقييد أنشطة الصيد غير القانونية في المياه الكورية الشمالية، كما اتخذت بكين إجراءات أكثر صرامة ضد عمليات التهريب عبر الحدود.

اتجاه كوريا الشمالية نحو روسيا

قابلت كوريا الشمالية هذه الضغوط بعزلة متزايدة عن الصين، حيث أبدت استياءً واضحًا من عدم الدعم الكافي من بكين، وعبرت عن ذلك بطرق رمزية مثل تخفيض مستوى التقدير في رسائلها الرسمية إلى القيادة الصينية.

وفي ضوء هذه التوترات، بدأت كوريا الشمالية تتجه بشكل أكبر نحو روسيا، لا سيما في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.

سياسة الضغط

في النهاية، أدركت الصين أن سياسة الضغط على كوريا الشمالية لم تحقق نتائج ملموسة وأن تعزيز علاقتها مع الغرب، وتحديدًا مع الولايات المتحدة وأوروبا، بات أمرًا بالغ الأهمية.

لذلك، بدأت بكين في اتخاذ خطوات للحد من دعمها لكوريا الشمالية على الساحة الدولية، خوفًا من أن تصبح بيونج يانج عبئًا على جهودها لتحسين علاقاتها مع الغرب، وخاصة في ظل التوترات المتزايدة في شرق آسيا.

ربما يعجبك أيضا