فيديو| 100 صاروخ تضرب إسرائيل من لبنان خلال 10 دقائق.. من الفاعل؟

محمد النحاس

قد تستغل الحكومة الإسرائيلية هذه الضربات فرصة للهروب من مشكلاتها الداخلية وفق ما يراه أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب.


ضرب وابل من عشرات الصواريخ إسرائيل انطلاقًا من لبنان، غداة اعتداءات واسعة على المقدسيين.

وقالت قناة 14 الإسرائيلية إن نحو 100 صاروخ أطلقت من الأراضي اللبنانية خلال 10 دقائق فقط، وقال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته تصدت لعشرات الصواريخ، وردت المدفعية بقصف على مناطق حدودية لبنانية، في حين أعلنت بيروت فتح تحقيق بالأمر.

تزايد التوترات

قال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 30 صاروخًا أطلقت من لبنان ضربت شمالي البلاد، اليوم الخميس 6 إبريل 2023، في وقت تتصاعد التوترات بالأراضي المحتلة، في أعقاب عدة اقتحامات للشرطة والمستوطين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، هذا الأسبوع.

f352614a5524bbd6db2c36508084798c

الضربات تأتي بعد اقتحامات إسرائيلية للأقصى

وفي حديث مع شبكة رؤية الإخبارية، قال خبير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان تجاه شمال أراضي الاحتلال يمثل تغيرًا كبيرًا في التوقعات، التي رجحت أن تكون المبادرة آتية من إسرائيل، وليست من فصائل تابعة أو موالية للمقاومة الفلسطينية.

تعهد إسرائيلي بالرد

قال وزير الخارجية، إيلي كوهين، في تغريدة عبر تويتر: “لا ينبغي لأحد أن يختبرنا، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا وشعبنا”، وفق ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

وقال الجيش الإسرائيلي إن تحقيقًا أوليًّا وجد أن 34 صاروخًا أطلقت من الأراضي اللبنانية على إسرائيل، 25 منها اعترضتها الدفاعات الجوية، وحسب بيان الجيش فإن هذه الأرقام ليست نهائية.

إصابات في صفوف الإسرائيليين

تلقى السكان الذين يعيشون في مجمعات قريبة من حدود إسرائيل مع لبنان تعليمات بالبقاء بالقرب من الملاجئ، وفق صحيفة هارتس العبرية.

AP23096489855612

جنود من الجيش الإسرائيلي يلتقطون شظايا الصواريخ

وأُصيب إسرائيلي بجروح طفيفة، في حين أصيب آخر في أثناء توجهه إلى ملجأ بعد سقوطه، وتعرضت امرأة لنوبة هلع بعد سماعها دوي صافرات الإنذار.

230406093230 01 israel lebanon rockets 0406

خلفت الضربات خسائر مادية، وإصابات في صفوف الإسرائيليين ونتج عنها حالة من الفزع

من الفاعل؟

حسب أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، فإن أصابع الاتهامات تشير إلى ضلوع إيران، أو بعض التنظيمات المرتبطة بها، لافتًا إلى أن إيران غير مستعدة لأن تدخل حربًا مباشرة مع إسرائيل، لكنها قد تخوض “حربًا بالوكالة” معها.

الدكتور أيمن الرقب

خبير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب

ورجحت مصادر أمنية غير إسرائيلية، لم توضح وكالة رويترز هويتها، أن “الفصائل الفلسطينية في لبنان، وليس حزب الله، هي المسؤولة” ومع ذلك يرى الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ،تامير هايمان، أن حزب الله قد يكون على علم بهذه الهجمات، وأعطى الضوء الأخضر، وفق ما ذكر عبر تويتر.

ولم تعلن أي منظمة مسؤوليتها عن الضربات الصاروخية، حتى الآن، وذكرت قناة الميادين التابعة لحزب الله أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل (قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان)، بدأت التحقيق في الحادث، بما في ذلك مسح المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ.

توترات بين إيران وإسرائيل

يوم الجمعة الماضي، قال الحرس الثوري الإيراني إن أحد مستشاريه العسكريين قتل بعد غارة إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، متعهدًا بالرد على ما وصفه بـ”الإجرام”، ويعد ذلك الهجوم الإسرائيلي السادس على دمشق، خلال الشهر الأخير.

وتأتي تلك التوترات على خلفية التطور المتسارع في المشروع النووي الإيراني، الذي دفع إسرائيل لاستهداف أشخاص على علاقة بالمشروع، علاوةً على الاغتيالات لبعض العلماء الإيرانيين، التي تزعم طهران تورط الموساد الإسرائيلي بها، وتبدي الدولة العبرية التزامها علانية بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، حتى لو تطلب ذلك شن ضربة عسكرية.

محاولة إيرانية دعائية؟

رأى الرقب، في حديثه مع رؤية، أن محاولة الربط بين اقتحامات قوات الاحتلال للأقصى، أمس، وبين ما جرى اليوم، محاولة لتحقيق مكاسب دعائية على المستوى الشعبي لطهران، خاصةً في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على دمشق، الذي قد يستهدف أهدافًا إيرانية دون رد.

وحسب خبير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد تستغل الحكومة الإسرائيلية هذه الضربات فرصة للهروب من مشكلاتها الداخلية، مضيفًا أن الكثير من المحللين توقعوا سابقًا أن يكون هروب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شمالًا تجاه لبنان، وليس جنوبًا تجاه قطاع غزة، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبل توترات متزايدة “في وقت تشتعل فيه كل الجبهات”، على حد وصفه.

ضربات متبادلة

تعد هجمات اليوم، أكبر وابل من الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل  منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وأطلقت فصائل فلسطينية في غزة أمس الأربعاء رشقات صاروخية على المستوطنات المتاخمة للقطاع.

وردًا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافًا في غزة مرتبطة بحركة حماس، التي تعتبرها مسؤولة عن أي هجمات تنطلق من القطاع.

توعد لجان المقاومة الشعبية

أشاد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، محمد البريم، بالقصف الصاروخي من لبنان، الذي ربطه بأحداث الأقصى، وأضاف:  “لن يصمت أي عربي ولا مسلم في الوقت الذي يقتحم فيه الأقصى بهذه الطريقة الهمجية والوحشية، دون أن يدفع العدو ثمنًا باهظًا”، وفق ما نقلته وكالة أنباء رويترز.

ويتزامن ذلك مع زيارة الزعيم السياسي لحركة حماس في غزة، إسماعيل هنية، الموجود حاليًا في بيروت، بعد أن وصل أمس الأربعاء، ومن المتوقع أن يلتقي زعيم حزب الله، حسن نصر الله.

تطورات خطيرة

في بيان مكتوب، وصفت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، الوضع بأنه “خطير للغاية”، وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس، وقالت إن رئيس اليونيفيل، أرولدو لازارو، على اتصال بالسلطات من الجانبين، وفق ما أوردته وكالة أنباء رويترز.

ووسط مخاوف من تتصاعد الأحداث أكثر، يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، جلسة مغلقة لمناقشة الأزمة، ويجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع مجلس الوزراء المصغر للمرة الأولى، منذ فبراير الماضي، لتقييم الوضع في شمال إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا