في تشاد.. إدريس ديبي «يشرعن» النظام الهش

انتخابات تشاد لم تغير شيئًا جوهريًا في البلاد أو لنظام ديبي

بسام عباس
الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية في نجامينا

فاز الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشاد في 6 مايو، بعد حصوله على أكثر من 61% من الأصوات، حسبما أعلنت الهيئة الانتخابية في البلاد، نقلاً عن النتائج الأولية.

ووفقًا لما أوردته وكالة رويترز فإن التصويت يمثل نهاية الفترة الانتقالية في البلاد بعد أن تولى ديبي السلطة في انقلاب في أبريل 2021 عقب وفاة والده الذي تولى السلطة منذ عام 1990.

على خطى والده

قالت مجلة وورلد بوليتكس ريفيو، في تقرير نشرته الجمعة 10 مايو 2024، إن نتيجة الانتخابات في تشاد ليست مفاجئة، بل إنها نتيجة حتمية منذ استولى ديبي على السلطة قبل أكثر من 3 سنوات، ورغم أنه من الناحية الفنية ذروة “الانتقال الديمقراطي”، إلا أنه لم يتغير شيء جوهريًا بالنسبة للبلاد أو لنظام ديبي.

وأضافت أن والد ديبي ظل في السلطة لأكثر من 3 عقود، من خلال مزيج من المحسوبية واستمالة شخصيات معارضة، في حين ظل يتلاعب بالعشائر المتنافسة ويقمع التمردات المسلحة المتكررة، وبهذه الطريقة لقي حتفه، مشيرة إلى أنه تحدث عن الانتخابات، بينما كان يقمع حركات الاحتجاج المعارضة.

وأوضحت أن ديبي، على مدى الـ3 سنوات الماضية، أظهر أنه ينوي المضي على خطى والده في إدارة نظامه، فنتائج الانتخابات تتوج فترة انتخابية مشحونة تميزت بمقتل ورفض شخصيات معارضة بارزة من قائمة المرشحين، وقضايا أخرى يقول منتقدون إنها أضرت بمصداقية العملية.

Daily Review: In Chad, Deby ‘Legitimizes’ a Fragile Regime

الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

دعم فرنسي

أفادت المجلة بأن هذه الانتخابات حتى لو لم تغير أي شيء بالنسبة لتشاد، فإنها مهمة لديبي كوسيلة خلق واجهة شرعية لنظامه، مشيرة إلى أنه لا يزال يواجه عددًا من التهديدات لسلطته، على شكل جماعات متمردة، فضلًا عن خطوط الصدع الداخلية داخل قاعدة سلطته.

وذكرت أن ديبي قد نجح في احتواء هذه التهديدات حتى الآن جزئيًا لأن نظامه يحظى بدعم فرنسا، التي حافظت على وجود أمني في البلاد لأكثر من قرن من الزمان ودعمت أيضًا والد ديبي، والآن تمنح هذه الانتخابات فرنسا الغطاء لاعتبار حكم ديبي “شرعيًّا”، مهما كان هذا التوصيف مشكوكًا فيه.

علاقات أوثق مع روسيا

قالت المجلة الأمريكية إنه ليس من الواضح إلى أي مدى يمكن لديبي الاعتماد على باريس لأمن النظام، في الوقت الذي ضعف فيه دور فرنسا في منطقة الساحل المجاورة بشكل كبير في أعقاب سلسلة من الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وتابعت أن كلاً من فرنسا والولايات المتحدة تتمتعان بموقع أقوى في تشاد، التي لا تزالان تعتبرانها شريكًا أمنيًّا مهمًا في المنطقة، لكن يقال إن ديبي يسعى إلى إقامة علاقات أوثق مع روسيا، وهو ما كان في كثير من الأحيان في منطقة الساحل مقدمة لتغير التحالفات الجيوسياسية.

وأضافت أن انسحاب أي من فرنسا أو الولايات المتحدة أو كليهما، سواء في تشاد أو منطقة الساحل، يمكن أن ينظر إليه خصوم ديبي على أنه فرصة للإطاحة به والاستيلاء على السلطة، ومن المرجح أن يحافظ ديبي على قبضته على السلطة، لكن تحت السطح، تبدو هذه القبضة أكثر هشاشة.

ربما يعجبك أيضا