في ذكرى اغتيال والده.. الحريري يعود إلى لبنان في زيارة «بعيدة عن السياسة»

بعد عام تقريبًا من اعتكافه السياسي، عاد رئيس تيار المستقبل اللبناني، سعد الحريري، إلى بيروت، يوم أمس الأول الأحد 12 فبراير 2023، لإحياء ذكرى اغتيال والده ورفاقه، التي تصادف اليوم الثلاثاء.

ونفل الموقع الرسمي لـ”التيار الوطني الحر” عن مصادر أن الحريري سيمدد إقامته في لبنان بضعة أيام، حتى نهاية هذا الأسبوع، قبل أن يغادر إلى الإمارات، ولن يعود الى العمل السياسي في المدى المنظور.

لقاء أقل من ساعة

في لقاء دام أقل من ساعة، التقى الحريري بكوادر تيار المستقبل لاطلاع على الواقع الحالي للتيار، ولم يتحدث عن موقف سياسي واحد خلال لقاءاته في بيروت، بحسب ما أورده موقع قناة الجديد.

وبدأ الحريري اجتماعه مع مسؤولي الهيئات الأولى في التيار، بقوله: “مش جايي إحكي سياسة”، فلم يتطرق إلى السبب الحقيقي، الذي دفعه للابتعاد، وربط قراره بانهيار الدولة ومؤسساتها والأزمة الاقتصادية.

انتخاب رئيس لبنان ليس قريب

اعتبر رئيس تيار المستقبل أن بقاءه في الساحة السياسية اللبنانية يعني تحميل تياره وحده تبعات الأزمة الحالية.

وعندما سأله أحد المسؤولين عن الشغور الرئاسي، لم يدخل الحريري في التفاصيل، واكتفى بالإشارة إلى أن المعطيات تشير إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية ليس في المدى القريب، وفق “الجديد”.

الشرخ السياسي اللبناني يزداد حدة

في رأي الحريري، فإن الشرخ السياسي يزداد حدة، “طالما أن البلد قائم على الانقسام الطائفي والمذهبي والمحسوبيات، فلا قيامة له، وللأسف هذا الانقسام يتعمّق ويتجذّر، بدلًا من الانتماء إلى الوطن”.

وقال الحريري ذلك ليثبت أن اعتكافه السياسي كان في المسار الصحيح والدقيق، وعدّد المحطات التي تعكس زيادة الشرخ السياسي وانهيار الدولة اللبنانية، دون الدخول في التفاصيل والأسماء.

وقدم لكوادره بانوراما محلية عربية دولية، عن الأوضاع السياسية المحلية والدولية، متحدثًا عن وقائع الحرب الروسية الأوكرانية، والوضع “غير المستقر” لمنطقة الشرق الأوسط، على حد وصفه.

الحريري يعيد ترميم ثروته

قالت مصادر مطلعة إن الحريري ليس متعجلًا العودة النهائية إلى لبنان، ويعالج جذريًّا الأزمة الاقتصادية الخاصة به، ويعيد ترميم ثروته، التي من دونها لن يكون قادرًا على استعادة نفوذه السياسي والإعلامي بالقدر المطلوب في المرحلة المقبلة، وفق ما ذكر موقع “لبنان 24”.

وقال الحريري لكوادر تيّاره إنه “لا أفق”، وأن عودته إلى الساحة السياسيّة غير واردة حاليًا، على اعتبار أن الظروف، التي دفعته إلى الابتعاد، ما زالت قائمة.

عون يتمنى عودته

بعد لقائه كواد التيار، زار سعد الحريري، مساء أمس الاثنين، مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان، في دار الفتوى مطمئنًا إلى صحته.

من جانبه، أجرى الرئيس السابق، ميشال عون، اتصالًا بالحريري، مجددًا التعزية باستشهاد والده. وتمنى على الحريري العودة إلى لبنان بعد طول غياب، “لأن الوطن بحاجة اليوم إلى جميع أبنائه وطاقاته”.

إحياء ذكرى رحيل رفيق الحريري

يحيي تيار المستقبل، اليوم الثلاثاء، ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأشار مصدر مطلع لموقع قناة الجديد، إلى أن جدول حركة الحريري لن يتضمن أي مهرجان شعبي أو حزبي، ولا كلمة أو لقاءات سياسية، بل سيكتفي بزيارة ضريح والده وقراءة الفاتحة مع مجموعة من المقربين، تضم المستشارين وأفراد العائلة وبعض النواب السابقين المستقبليين.

وسينتقل الحريري إلى منزله في بيت الوسط، وسيفتح أبوابه لمن يريد زيارته في هذه المناسبة، ويستقبل وفودًا شعبية وسط إجراءات أمنية مشددة، وسيخصص لقاءات الغد لبعض الشخصيات السياسية والدبلوماسية، إضافة لاجتماع مع مسؤولي منسقيات المناطق، لكن لن تكون اللقاءات ذات طابع سياسي.