في ذكرى تأسيسها الـ61.. “ناسا” بين الإنجازات والفضائح

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تحتفل الإدارة الوطنية الأمريكية للطيران والفضاء “ناسا” بذكرى مرور 61 عاما على تأسيسها، ففي التاسع والعشرين من يوليو 1958، تم تأسيس وكالة الفضاء الأمريكية، ودفعت الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ هذا الإجراء بعد إطلاق أول قمر صناعي يدخل فى مدار حول الأرض من قبل الاتحاد السوفيتي.

كذبة أمريكية

كان السوفييت نجحوا في توجيه ضربة قوية للأمريكيين عندما أطلقوا في الرابع من يناير 1957 أول قمر صناعي هو “سبوتنيك 1″، بواسطة صاروخ عابر للقارات، الأمر الذي أثار صدمة للأمريكيين، كما أثار قلق قادتهم العسكريين، لأكثر من سبب، منها خشيتهم أن يكون هذا القمر للتجسس وكذلك من امتلاك السوفييت  تكنولوجيا صواريخ باليستية بعيدة المدة ومتطورة.

لم تبدأ ناسا من الصفر، إذ تم استلامها من اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (NACA)، التى تم إنشاؤها خلال الحرب العالمية الأولى والتي بدأت بالفعل في تجربة الصواريخ.

تطلق ناسا بعثات تاريخية وغير مسبوقة نحو الفضاء، ومنها ما يكون خياليا بالنسبة للبعض في البداية، إلا أن الوكالة تحققه كبعثتها الأخيرة نحو الشمس، فضلًا عن أيقونتها “نيوهورايزون” التي بدأت رحلتها نحو سحابة “أورت” بعد أن اجتازت بلوتو ، وعلى الرغم من ذلك هناك 4 خطط مستقبلية أعلنت عنها “ناسا” وكأنها أقرب للخيال:

– بدلة فضائية تصلح نفسها

يمكن منح رواد الفضاء قوى عظمى بعد أن قدمت وكالة ناسا التمويل لجامعة “تكساس A&M”، حتى يتمكن الباحثون من العمل على اختراع “بدلة ذكية”، تتميز بتقنيات عالية لتحسين حركة رواد الفضاء.

وتحتوي البدلة الفضائية أيضا على تقنيات الروبوتات الرقيقة وأجهزة استشعار، بالإضافة إلى جلد “الشفاء الذاتي”، الذي يحمي الرواد أثناء قيامهم بالمهام الصعبة.

– إنشاء موقع للتعدين على القمر

تدعم ناسا شركة “TransAstra Corporation” من خلال موقع التعدين القمري الحيوي للغاز القطبي (LGMO)، الذي يمكن أن يقلل من تكلفة الاستكشاف البشري والتصنيع، عبر تسهيل استخراج الجليد القطبي على سطح القمر، وجعله أكثر فعالية من حيث التكلفة.

– المسابير العنكبوتية

يقترح مشروع جامعة فرجينيا الغربية، الذي تموله ناسا، إسقاط آلاف المعدات الصغيرة في أجواء الكواكب المختلفة، في المهام المستقبلية.

ويعتمد المشروع على آلية تنقّل العناكب عبر الهواء، باستخدام خيوط من الشبكات لإنشاء هيكل يشبه طائرة ورقية يمكن حملها في مهب الريح.

– الهبوط على فينوس

على الرغم من أن المركبات الفضائية غير المأهولة أُرسلت إلى كوكب فينوس سابقا، إلا أنها استكشفت السطح فقط.

ومنحت الوكالة الأمريكية التمويل لمختبر الدفع النفاث، ومقره كاليفورنيا، حتى تتمكن من التحقيق في نهج جديد يدعم مهام سطح الكوكب طويلة الأمد.

وتعمل ناسا حاليا مع روسيا على مهمة، يمكن أن تؤدي إلى رسم خريطة واضحة لكوكب فينوس في نهاية عام 2020.

كواكب جديدة

تعتزم وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) البحث عن كواكب غير شمسية، يعتقد أنها قادرة على دعم أشكال للحياة، وذلك في مهمة تستغرق عامين، وتتكلف 377 مليون دولار.

وأطلقت ناسا مركبة “ترانزيتينغ إكسوبلانت” المسحية من محطة كيب كانافيرال التابعة لسلاح الجو في فلوريدا بصاروخ “فالكون 9”.

وتهدف أحدث مهام ناسا، المعتمدة على الفيزياء الفلكية، إلى استكمال مهمة مسبار الفضاء كيبلر، الذي اكتشف قرابة 3500 كوكب خارج النظام الشمسي.

وكان المسبار كيبلر ضمن مهمة جرى توثيقها على مدى الأعوام العشرين الماضية، ما أحدث ثورة في علوم الفضاء.

وتتوقع ناسا أن ترصد المركبة الجديدة آلافا من العوالم، التي لم تكتشف من قبل، وربما تكون المئات منها بحجم الأرض أو لا تزيد على ضعف حجمها.

مأساة أبولو

في عام 2015  كشف المخرج الأمريكي الكبير ستينلي كوبريك أن كل مشاهد هبوط أول إنسان على سطح القمر مزورة، معلنا أنه هو الذي كان يصورها.

وقال المخرج -في حديث أدلى به قبل وفاته- “أن كل عمليات الهبوط على القمر كانت مزورة، فأنا كنت ذلك الشخص الذي صور ذلك”.

ويشرح كوبريك في حديثه بشكل مفصل وشامل كيفية اختلاق وكالة “ناسا” الأمريكية للفضاء كافة عمليات الهبوط على القمر، وكيف أنه كان يصور على الأرض جميع مشاهدات البعثات الأمريكية المزعومة إلى القمر.

بهذا الشكل تم وضع نقطة كبيرة ونهائية في القطاع الفضائي الأمريكي “غير المسبوق” من قبل المخرج في هوليود الذي يتمتع باعتراف عالمي.

ونُشر هذا الحديث المتضمن اعترافا صارخا لموضوع قد أثار الكثير من التساؤلات والشكوك لأعوام كثيرة، بعد وفاة المخرج بـ16 عاما، وبات الأخير له حيث صوره المخرج باتريك ميوريي قبل ثلاثة أيام من وفاته في مارس من عام 1999.

وأجبر ميوريي قبل تسجيل الحوار على التوقيع على اتفاق من 88 صفحة يلزمه بعدم نشر أو الإعلان عن فحواه خلال 15 عاما من يوم وفاة كوبريك.

وقد أثار اللقاء ضجة عالمية في الأيام الأخيرة بكل أنحاء العالم وكشف أخيرا زيف أكبر كذبة أمريكية كانت قد أثارت سابقا الشكوك والتساؤلات، على الأقل لعدم تكرار مثل هذه الرحلات الفضائية إلى القمر مرة أخرى مع أن التقنيات صارت متطورة وحديثة أكثر، هذا فضلا عن تساؤلات أخرى مثل سبب رفرفة العلم الأمريكي فوق القمر الخالي من الهواء.

رواد فضاء سكارى

في 2007 كشف تقرير مستقل لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن رواد فضاء كانوا سكارى في حادثتين منفصلتين قبل الطيران في مهمة بمكوك فضاء، في غضون ذلك كشفت الوكالة في حادثة منفصلة أن الأسلاك في صندوق جهاز كمبيوتر خاص بمحطة الفضاء الدولية قطعت في عمل تخريبي.

وأفادت مجلة أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء الأمريكية بأن اللجنة التي شكلتها ناسا لمراجعة صحة رواد الفضاء خلصت إلى أنه في مرتين على الأقل سمح لرواد فضاء بالانطلاق في الفضاء بالرغم من تحذير الأطباء أنهم سكارى بدرجة كبيرة تعيقهم عن الطيران.

تعرضت الوكالة للفشل أكثر من مرة، إذ انتهت أبولو 1، وهى أول مهمة مأهولة لبرنامج أبولو، بمأساة فى يناير 1967 عندما أدى حريق خلال اختبار إلى مقتل جميع أفراد الطاقم الثلاثة، كما تسببت الحوادث المأساوية فى حدوث وفيات على متن مكوك الفضاء تشالنجر وكولومبيا.

علاقات في الفضاء

اشتعلت أزمة داخل وكالة الأبحاث الفضائية، بسبب العلاقات بين رواد ورائدات الفضاء خلال الرحلات الفضائية التي تستغرق مدتها أحيانا عاما ونصف العام، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ستار” البريطانية .

وأكدت الصحيفة أن المخاوف تعلقت بإمكانية تعرض الإناث للحمل والولادة على متن سفن الفضاء ما يعرض الرحلات الفضائية إلى التشتت، والانشغال عن هدفها الرئيسي والبحثي الذي خرجت لأجله.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مطالبَ قوية من العديد من خبراء الأبحاث الفضائية بضرورة أن يكون كافة رواد السفن الفضائية من النساء فقط أو من الرجال، لتجنب احتمالية وقوع علاقات حميمية بينهم، وبالتالي فشل الأهداف الأساسية في البحث والرحلة كلها.

ربما يعجبك أيضا