«ميونخ للأمن».. زيلينسكي يشبه بوتين بجالوت وتشكيل تحالفات جديدة

ثروت منصور

يناقش مؤتمر ميونخ للأمن عدة موضوعات منها الحرب الروسية الأوكرانية.


انطلقت فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن 2023، بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتصعيد كييف مناشداتها للحصول على مزيد من الأسلحة.

ويحضر المؤتمر، الذي افتتح فعالياته، أمس الجمعة 17 فبرير 2023، 40 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب سياسيين وخبراء أمنيين من 100 دولة، بما في ذلك من الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين ودول عربية، في غياب أي تمثيل لروسيا.

عدم دعوة روسيا

للمرة الأولى منذ عقدين، لم توجه الدعوة إلى قادة موسكو لحضور المؤتمر. وفي نسخة العام الماضي، رفض المسؤولون الروس حضور الحدث، الذي انتهى قبل 4 أيام من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤتمر ميونخ، كريستوف هيوسجن، إن المشاركين سيتعاملون مع مسألة كيفية احترام “النظام الدولي القائم على القواعد”، مضيفًا: “في المستقبل، هل سيوجد نظام تسود فيه قوة القانون، أم سيوجد نظام يسود فيه قانون الأقوى؟”.

ويركز المؤتمر على أوروبا تحت عنوان الأمن الإقليمي. وتركز أجندة المؤتمر أيضًا على الشراكة عبر الأطلسي، وغالبًا ما تعد منصة مهمة لإظهار التضامن الغربي، لذلك يُطلق عليها أيضًا اسم “اجتماع الأسرة عبر الأطلسي”.

خطاب زيلنسكي

تحدث الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في المؤتمر عن بعد، وحث حلفاءه الغربيين على “الإسراع” في تقديم المساعدات العسكرية الموعودة. وقال زيلينسكي، وهو يقارن بين حرب بلاده مع روسيا وقصة النبي داود وجالوت، “يجب أن يخسر جالوت!”.

وقال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس، إنه مع وجود مؤشرات على أن روسيا تنجح في التكيف مع العقوبات المفروضة بسبب غزوها، تخطط الولايات المتحدة وحلفاؤها لمجموعة كبيرة من الإجراءات الجديدة ضد موسكو، بمناسبة ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير.

خطاب المستشار الألماني

بدا أن المستشار الألماني، أولاف شولتز، استجاب إلى دعوة الرئيس الأوكراني، وحث أي حلفاء يمكنهم تسليم دبابات ليبارد 2 القتالية إلى أوكرانيا للقيام بذلك على الفور، ووعد بتقديم الدعم اللوجستي لمن يفعل ذلك.

ويمثل موقف شولتز تأرجحًا كبيرًا عن الشهر الماضي، عندما فكرت حكومته، لعدة أيام، في ما إذا كانت ستوفر الدبابات المتقدمة لأوكرانيا خوفًا من تصعيد الموقف.

خطاب الرئيس الفرنسي

في تصريحات أمام المؤتمر، ردد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تلك المشاعر، وحث الحلفاء على “تكثيف دعم” أوكرانيا، وأصر على أنه لا يريد رؤية حرب طويلة، لكن في ذات الوقت أشار إلى أن فرنسا مستعدة لـ”صراع طويل الأمد”.

وقال ماكرون إنه من الضروري للغاية البدء في إعداد شروط السلام لأوكرانيا. مضيفًا: “أنها ليست روح التسوية، إنها روح المسؤولية، يجب أن نعد شروط السلام”.

دفاع جوي أوروبي

اقترح ماكرون أن تستضيف فرنسا مؤتمرًا في باريس بشأن الدفاع الجوي لأوروبا، والاستثمارات الضخمة في الدفاع، لمواجهة التحديات التي تواجه القارة.

وقال: “آمل أن نتمكن مع شركائنا الألمان والإيطاليين والبريطانيين، وجميع أولئك الذين يرغبون بالانضمام إلينا في أوروبا من تنظيم مؤتمر في باريس بشأن الدفاع الجوي لأوروبا”.

خطاب سوناك

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقتطفات من خطاب رئيس وزراء المملكة المتحدة، ريشي سوناك، الذي سيدعو فيه إلى ضمان “سلام دائم” لأوكرانيا، من خلال إنشاء ميثاق جديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمساعدة البلاد على الدفاع عن نفسها، في مواجهة أي حرب مستقبلية من روسيا.

ومن المتوقع أن يدعو سوناك إلى مضاعفة الدعم العسكري، والتحذير من أن “أمن وسيادة كل دولة  على المحك”.

ونقلت الجارديان أن سوناك يعتزم القول: “حان الوقت الآن لمضاعفة دعمنا العسكري، عندما بدأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذه الحرب، راهن على أن تصميمنا سيتعثر، وحتى الآن يراهن على أننا سنفقد أعصابنا، لكننا أثبتنا أنه مخطئ حينها، وسوف نثبت خطأه الآن”.

الحضور الأمريكي

يمثل الولايات المتحدة في المؤتمر نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، ووفد من الحزبين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. ومن المقرر أن تلقي هاريس كلمة أمام المؤتمر، اليوم السبت.

وأعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، في خطابها، أن الولايات المتحدة قررت أن روسيا ترتكب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا، وفي أحدث هجوم في جهود الغرب لمحاسبة موسكو على الفظائع التي ارتكبتها في زمن الحرب.

وفي وقت سابق، قالت هاريس لشبكة MSNBC الأمريكية: “سوف نتأكد من أننا نفعل كل ما في وسعنا لتعزيز موقف أوكرانيا في ساحة المعركة، وعندما تجري مفاوضات، ستكون أوكرانيا في أقوى موقف في المفاوضات”.

التوتر الصيني الأمريكي

من المتوقع أيضًا أن تكون التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على جدول الأعمال في ميونيخ، بعد أن أسقط الجيش الأمريكي بالون مراقبة صينيًّا مزعومًا فوق الأراضي الأمريكية، الأسبوع الماضي.

وحضر المؤتمر مسؤول صيني كبير، وهو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب، وانج يي، وسيزور فرنسا وإيطاليا والمجر وروسيا في الفترة من 14 إلى 22 فبراير.

خطاب وانج

قال وانج يي في مؤتمر ميونخ للأمن إن الصين “لم تلقِ الوقود على النار” في ما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، وتواصل الدعوة إلى السلام والحوار، مضيفًا “أقترح أن يبدأ الجميع في التفكير بهدوء، وخاصة الأصدقاء في أوروبا، بشأن نوع الجهود التي يمكننا بذلها لوقف هذه الحرب”.

وأشار وانج إلى أنه يوجد “بعض القوى التي يبدو أنها لا تريد أن تنجح المفاوضات، أو أن تنتهي الحرب قريبًا”، دون أن يحدد لمن يشير. وشدد على أن الصين ستحدد موقفها، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية في وثيقة تنص على ضرورة احترام وحدة أراضي جميع الدول.

ردًّا على سؤال بشأن التصعيد العسكري ليس وشيكًا على مضيق تايوان، قال وانج إن “قوى الاستقلال” التايوانية تتعارض مع السلام، مضيفًا أن “إذا أردنا الحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان، فعلينا أن نعارض بحزم استقلال تايوان”. وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين إن تعامل الولايات المتحدة مع حادث البالون “هستيري”.

تحالف إنتاج الذخيرة

قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراوسكي، اليوم السبت على هامش مؤتمر ميونخ للأمن: “يمكننا التحدث عن نقل طائراتنا من طراز ميج كجزء من تحالف أوسع، ونحن مستعدون لذلك”.

وأضاف موراوسكي: “يمكن لبولندا أن تكون جزءًا فقط من تحالف أكبر بكثير هنا، تحالف مع الولايات المتحدة كقائد”. وكشف موراوسكي عن أن بولندا تشكل تحالف دولي من الدول القادرة على إنتاج، وتمويل إنتاج الذخيرة بقدر مشترك على أوسع نطاق ممكن.

وأعلن رئيس الوزراء أنه في حالة حرمان أوكرانيا من تسليم الأسلحة والذخيرة، فإنها ستخسر الحرب بسرعة “وسيبحث بوتين عن دولة أخرى لغزوها”، مشددًا على أن أوكرانيا “لا يمكن أن تصبح منطقة عازلة”.

تجديد المخزونات العسكرية

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى توحيد الجهود مع صناعة الدفاع في الاتحاد، لتسريع إنتاج الذخيرة التي تشتد الحاجة إليها في ساحة المعركة في أوكرانيا، وتوسيع نطاقها وتجديد المخزونات العسكرية في دول القارة.

وفي حديثها في مؤتمر ميونخ للأمن، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية على الكتلة أن تفعل ما فعلته خلال الوباء، لإنتاج لقاح كورونا على نطاق واسع، من أجل إنتاج الذخيرة.

الناتو يحذر من الصين

يحذر الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، من أن الغزو الروسي كشف مخاطر اعتماد أوروبا المفرط على الأنظمة الاستبدادية، وينبغي أن يكون بمثابة درس.

ويحذر قائلًا: “يجب ألا نرتكب نفس الخطأ مع الصين والأنظمة الاستبدادية الأخرى”، أعلن، حسب مقتطفات من خطابه اطلعت عليه وكالة فرانس برس، بوتين لا يخطط للسلام، إنه يخطط إلى مزيد من الحرب”.

أمن القوقاز

يستضيف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، اجتماعًا بين رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، ورئيس أذربيجان، إلهام علييف، في ميونيخ بألمانيا.

وسيشارك رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، والرئيس الأذربايجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الجورجي، إيراكلي غريبشفيلي، في حلقة نقاش بشأن بناء الأمن في جنوب القوقاز.

ربما يعجبك أيضا