يمثل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة القادم في نيويورك فرصة إيجابية لعودة الحوار بين إيران والأطراف الغربية.
يبدو أن أوروبا لديها مخاوفها من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بما يضعها أمام عواقب عودته المحتملة.
ولطالما هدد الرئيس الجمهوري بالضغط على الحلفاء الأوروبيين من أجل دفع المزيد من الأموال لحمايتهم من روسيا، كما أن أوروبا خسرت مصالحها مع إيران بعد إعلان ترامب مغادرة الاتفاق النووي عام 2018، وهو ما يرفع من مخاوف أوروبا الأمنية والطاقوية والاقتصادية.
إشارة أوروبية
أجرى المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، حوارًا مع وكالة الطلاب الإيرانية (ايسنا) اليوم الاثنين 9 سبتمبر، أكد فيه إبقاء الاتحاد الأوروبي على الاتصالات مع أطراف الاتفاق النووي بهدف الحفاظ على استمرارية الحوار وإمكانية رفع العقوبات.
وأوضح بيتر ستانو، أن موقف الاتحاد واضح، “نحن ملتزمون بسياسة شاملة قائمة على الاحترام المتبادل، ونحن مستعدون للتعاون في أية وقت أو مكان، بما يتماشى مع صالح كلا الطرفين”.
إشارة إيرانية
في إشارة من جانب إيران أيضًا، وحسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: “العودة للاتفاق النووي مرهون بعودة الأطراف الأخرى بالتزاماتها، والاتفاق يمكن تفعيله حينما تعود تلك الأطراف إلى التزاماتها”. ما يعني أن طهران تنتظر خطوة لرفع العقوبات عن إيران سواء من الطرف الأوروبي أو الأمريكي.
كما أشار كنعاني أيضًا إلى إجراء محادثات هاتفية جيدة بين مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي. ما يشير إلى تجاوب إيجابي بين إيران والمفوضية الأوروبية.
عودة من طرف واحد
فتحت تصريحات متحدث الشئون الخارجية الأوروبية الباب أمام احتمالية عودة الترويكة الأوروبية للاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بعيدًا عن الولايات المتحدة الأمريكية، أو على الأقل العودة لاستئناف المفاوضات الغربية مع الأطراف الأوروبية.
فقد صرح ستانو: إننا “نتابع عن كثب القرار التي سيتخذها الرئيس بزشكيان، كما أن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، باعتباره منسق الاتفاق النووي بموجب قرار مجلس الأمن 2231 مستمر في الاتصالات مع الإيرانيين وكافة أطراف الاتفاق النووي”.
على هامش نيويورك
يبدو أن إيران تعمل على بعث رسائل طمأنة حول برنامجها النووي مع اقتراب اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الأمريكية، بداية من 24: 28 سبتمبر الجاري.
ويمثل ذلك الاجتماع فرصة إيجابية لعودة الحوار بين إيران والأطراف الغربية، فقد قال متحدث الخارجية الإيرانية: “إن الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة جيدة جداً لإجراء مشاورات دبلوماسية، وهذه الفرصة موجودة بين الطرفين (إيران والاتحاد الأوروبي).
موضحًا: “كان هناك اتفاق بين عراقجي وبوريل على عقد تلك المحادثات في المستقبل القريب، ونعتقد أن الجمعية العامة فرصة جيدة لإجراء المحادثات وتبادل الآراء”.
عودة مهندسي الاتفاق
عمل وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، ضمن فريق عمل الحكومة الإيرانية الجديدة، وكذلك تولي مساعده إبان إبرام الاتفاق النووي 2015، عباس عراقجي، حقيبة الخارجية في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، اعتبرته مجلة أوراسيا ريفيو، 2 سبتمبر الجاري، ليس بالأمر الاعتباطي، وهو أمر لافت للنظر.
وأوضح تقرير المجلة الأمريكية، أنه قد عاد مهندسو الاتفاق النووي، وهم شخصيات تحظى بتقدير كبير في العواصم الغربية. وعلى وجه الخصوص، لدى ظريف تفاعلات جادة مع النخب الناشطة في السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك مؤسسات الفكر والرأي والخبراء.
وأشار تقرير أوراسيا ريفيو، إلى أن التفاعل بين إيران والغرب لا يتعلق بالملف النووي فحسب، بل هناك قضايا أمنية أخرى تتعلق بالشرق الأوسط وأوكرانيا وأمن الطاقة ومسارات التجارة الدولية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1974082