قبل قدوم «ترامب».. الصين نحو تأكيد الشراكة مع إيران

«نافارو» بجانب «ترامب».. الصين وإيران أمام حرب تجارية

يوسف بنده

دلت زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني، تشانج غوّه تشينج، إلى طهران، الثلاثاء والأربعاء 3 و4 ديسمبر الجاري، إلى تحركات قبل قدوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

ووصل المسؤول الصيني إلى طهران، الثلاثاء الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تبحث الاتفاقية الشاملة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين التي تم توقيعها قبل عدة سنوات.

بزشكيان يلتقي مساعد رئيس الوزراء الصيني

بزشكيان مع نائب رئيس وزراء الصين

اتفاقية استراتيجية

وقعت إيران والصين على اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين في عام 2020م، خلال عهد حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني. ورغم الاتفاقية الاستراتيجية التي تمتد إلى 25 عامًا بين البلدين، والحجم الاستثمارات الصينية يصل إلى 400 مليار دولار داخل إيران وفق هذه الاتفاقية.

لكن تشتكي طهران من تأخر تفعيل بكين لهذه الاتفاقية الاستراتيجية في ظل أزمات تواجه الاقتصاد الإيراني بفعل العقوبات الغربية وغياب التطوير عن منشآت النفط والغاز والطاقة لديها، وهو ما يدفعها للحاجة إلى الحوار مع الغرب من أجل تخفيف تلك العقوبات.

لكن الصين لا تزال تضع ثقل تجارتها بعيدًا عن إيران، بفعل مخاوفها من الولايات المتحدة الأمريكية التي عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني، بجانب عدم انضمام طهران إلى اتفاقيات دولية مهمة مثل معاهدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب (فاتف)، وهو ما يجعل الصين تخشى على تجارتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من التعاون مع إيران.

نائبا الرئيسين الصيني والإيراني في لقاء بطهران

نائبا الرئيسين الصيني والإيراني في لقاء بطهران

تفعيل الشراكة

خلال لقاء المسؤول الصيني، أمس الأربعاء مع الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان”، أكد الطرفان على تفعيل التعاون الاستراتيجي بين البلدين في إطار التصدي للأحادية الغربية.

وحسب تقرير وكالة آنا الإيرانية، فقد قال بزشكيان: “منذ بداية تسلمي رئاسة الحكومة، أتابع تنفيذ اتفاق التعاون الشامل مع الجانب الصيني.

وقال تشينج: “الصين تعتبر إيران شريكًا ستراتيجيًا مهما بالنسبة لها، ونحن نتابع العلاقات معكم وفق خطة لتطوير وتوسيع العلاقات الاستراتيجية المستديمة، كما يسعدنا الجهود التي تبذلها إيران بهدف تعميق الأواصر معنا”.

بيتر نافارو

بيتر نافارو

«نافارو» بجانب «ترامب»

تقلق الصين من سياسة الرئيس الأمريكي الجمهوري، دونالد ترامب، تجاهها، خاصة بعد تعيينه بيتر نافارو، مهندس الحرب التجارية الأمريكية ضد الصين مستشارًا له. وقد كتب ترامب على موقعه Truth Social: “سيقوم بيتر بعمل أفضل كمستشار أول لحماية العمال الأمريكيين، وجعل التصنيع الأمريكي عظيما مرة أخرى”. ما يعني أن ترامب ماضي في حربه التجارية ضد الصين.

وقد تبنت الصين قوانين جديدة مثل “قائمة الكيانات غير الموثوقة” و ”قانون مكافحة العقوبات الأجنبية” لاستهداف الشركات أو الأفراد الذين تعتبرهم يضرون بنمو اقتصادها، وهو ما يستهدف في المقام الأول الشركات الأمريكية، في إطار الحرب التجارية المتبادلة.

كذلك، فإن تشديد العقوبات على إيران أيضًا جزء من هذه الحرب، خاصة أن معظم صادرات النفط الإيراني تتوجه إلى المصافي الصينية، لكنها تجد صعوبة في الوصول مؤخرًا بسبب تشديد القوى الغربية عقوباتها على شركات الملاحة والشحن الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا