قبيل قمة بغداد المرتقبة.. تقارب إيراني تجاه دول الخليج

يوسف بنده

قبل العودة للمفاوضات النووية، وقبل اجتماعها مع الرياض في بغداد، دفعت الخارجية الإيرانية تحركاتها تجاه دول الخليج العربي، لتعزيز مستوى التمثيل الدبوماسي.


قبيل القمة الإيرانية-السعودية على مستوى وزراء الخارجية، في ضيافة العاصمة العراقية بغداد، التي لم يُعلن عن موعدها بعد، يوجد تقارب إيراني مع دول خليجية أخرى.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، أمس الثلاثاء 26 يوليو 2022، في تغريدة، أنه اتصل بوزراء خارجية بعض الدول الخليجية، بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وبحث معهم الحلول لتدعيم العلاقات، مشيرًا إلى أنه أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره العراقي فؤاد حسين، مؤخرًا.

إعادة فتح السفارات

ذكر عبداللهيان قبل أيام، أن بعض الدول تعتزم رفع تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إلى مستوى سفير قريبًا.

وأعلن السفير الإيراني لدى الكويت محمد إيراني، عن “زيارة قريبة لوزير الخارجية للكويت”، وأشار إيراني إلى زيارة نائب الرئيس الإيراني، رئيس منظمة البيئة في إيران، علي سلاجقة، المرتقبة للكويت، حسب صحيفة “الراي” الكويتية.

 

14010504000980 Test PhotoN

ائتلاف شامل

طوال حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني السابقة، دعت وزارة الخارجية الإيرانية بقيادة الوزير، جواد ظريف، إلى إنشاء منتدى للحوار الإقليمي لحل الأزمات بين إيران ودول الجوار في الخليج. لكن الأمر لم ينجح، لأن حكومة روحاني الإصلاحية لم تكن تستطيع إنجاح الأمر طالما التيار المحافظ والمتشدد في المعارضة، لأن سيعمل على إفشال ذلك، مثلما نجح في إفشال الإتفاق النووي، خشية من تعاظم مكانة التيار الإصلاحي.

والآن، بعدما سيطر المحافظون على الرئاسة في إيران، وفي ظل المخاوف من التقارب الخليجي مع إسرائيل، كشفت صحيفة «الجريدة» الكويتية، أن طهران تعد مقترحات لعرضها على الرياض، أبرزها تشكيل ائتلاف إسلامي سياسي وعسكري واقتصادي. وذلك خلال لقاء عبداللهيان مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، في قمة بغداد المقبلة.

تحالف إسلامي

أوضحت الصحيفة أن إيران عملت على تهيئة هذا المشروع العسكري الإسلامي، ومستعدة لطرحه تحت أي عنوان مقبول من الجميع، حتى إنها مستعدة ليكون مقر الائتلاف في مكة المكرمة أو جدة، على غرار منظمة التعاون الإسلامي، للارتقاء بمستوى العلاقات والتعامل بين الدول الإسلامية. وأن اللمسات النهائية على المشروع ستوضع خلال الأيام المقبلة.

وكشفت الصحيفة أن طهران تعتزم، إلى جانب الرياض، دعوة كل الدول الإسلامية للمشاركة في هذا الائتلاف، على أمل أن يتحول إلى تحالف أمني وسياسي واقتصادي بين جميع الأعضاء. ولا تزال مسألة التهديدات الإيرانية القديمة في المنطقة تحول دون هذا الائتلاف. ولكن إيران متشجعة في دعوتها، بعدما وجدت باكستان ودولًا إسلامية في شرق آسيا أيضًا، مستعدة للانضمام إليه.

اختبار عملي

يبدو أن العاهل الأردني، الملك عبدالله، قد وضع إيران أمام اختبار عملي لإثبات حسن نيتها من التقارب تجاه الدول العربية، فقال، في حوار مع صحيفة “الرأي” الأردنية: “يجب أن تغير إيران سلوكها ضمانًا لمصلحة الجميع في المنطقة، فالمنطقة ليست بحاجة إلى مزيد من الأزمات والصراعات، ولا نريد توترًا فيها، والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران أيضًا”.

وتأتي الدعوة الإيرانية للحوار، في جين حذرت إسرائيل من بلوغ إيران “العتبة الذرية” بحلول الصيف المقبل. وكشفت “الجريدة” الكويتية، أن إيران انتهت من صناعة صاروخ موجه من طراز “كروز” بعيد المدى، قد تستخدمه ضد أهداف في الشرق الأوسط والخليج، وتخطط لإرساله إلى ميليشياتها في لبنان واليمن وسوريان، ضد أهداف حيوية وبحرية، وهو ما يمثل ورقة ضغط إيرانية على دول الخليج.

ربما يعجبك أيضا