مع اقتراب دخول الحرب الروسية لعامها الرابع، بدأت أوكرانيا في فهم وتقبل متزايد لحقيقة مفادها أن وقف إطلاق النار أصبح أكثر واقعية من تحقيق النصر في ساحة المعركة.
عقب بداية الحرب بأيام اقترحت موسكو معاهدة كانت شروطها أحادية الجانب تعادل استسلام كييف، وفقًا لمسودة حصلت عليها وحدة التحقيق الروسية “سيستيما” التابعة لإذاعة أوروبا الحرة.
أهداف بوتين
أوضح تحليل، نشرته “إذاعة أوروبا الحرة” على موقعها الثلاثاء الماضي 5 نوفمبر 2024، أن الاتفاقية المقترحة تسلط الضوء على أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الغزو الكامل لأوكرانيا، والتي أكد أنها ستتحقق، يأتي هذا مع دخول الحرب الشاملة عامها الرابع دون أي علامة واضحة على نهايتها في الأفق، وسط مؤشرات على محادثات سلام في طور الإعداد في 2025.
وأضاف أن مسودة “معاهدة حل الوضع في أوكرانيا وحياد أوكرانيا”، بتاريخ 7 مارس 2022، بعد 11 يومًا من شن روسيا للغزو، وبعد أسبوع من بدء المحادثات بين أوكرانيا وروسيا، تم إعدادها في موسكو وسلمت للوفد الأوكراني في ذلك اليوم، في الجولة الثالثة من المحادثات، وهي أول وثيقة معروفة تحدد شروط روسيا لاتفاقية سلام بعد بدء الغزو الكامل.
وبدأت المحادثات في 28 فبراير 2022، في وقت استولت فيه القوات الروسية على مساحات شاسعة من الأراضي في جنوب وشرق وشمال أوكرانيا، حيث تقدمت بالقرب من كييف بعد تدفقها عبر الحدود من روسيا وبيلاروسيا، وعُقدت بعض الجلسات شخصيًا، والبعض الآخر عبر الإنترنت.
تحييد أوكرانيا
كان هدف روسيا منذ البداية تدمير قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وتبرر ذلك بأن أي دولة “يمكن أن تكون محايدة ولديها جيش قوي وتكون قادرة على الدفاع عن النفس، ولكن هذا ليس ما كانت روسيا تفكر فيه، ومن الصعب القول ما إذا كانت هذه محاولة حقيقية للتفاوض، لأن مثل هذه الشروط ستكون غير مقبولة لأي أوكراني، كانوا سيحيدون أوكرانيا إلى الحد الذي يجعلها بلا دفاع.
ودعا مشروع القرار أوكرانيا إلى تقليص جيشها إلى ما لا يزيد على 50 ألف جندي، أي أقل بنحو 5 أضعاف عما كان عليه في عام 2022، ومنع أوكرانيا من تطوير أو نشر صواريخ يزيد مداها عن 250 كيلومترًا، وكان من الممكن أن تتمكن موسكو من حظر أنواع أخرى من الأسلحة في المستقبل.
ودعا إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على روسيا من أوكرانيا أو الغرب منذ عام 2014، عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وأثارت الحرب في دونباس، ما من شأنه إجبار أوكرانيا على الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم لروسيا ومنطقتي دونيتسك ولوجانسك كمناطق مستقلة، وإجبار كييف كذلك على دفع تكاليف إعادة الإعمار في دونباس.
منطق خاطئ
الاتفاق وفقا لتقرير إذاعة أوروبا الحرة؛ كان سيترك أوكرانيا مكسورة، مع بقاء القوات الروسية في مكانها، وعدم وجود وسيلة للدفاع عن نفسها أو طلب الدعم الأمني الغربي، وتُظهِر وثائق المراحل اللاحقة من المحادثات، ومسودات المعاهدة من 17 مارس و15 أبريل، التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، أن الجانبين اقتربا من بعض القضايا مع تقدم المحادثات، ومع صد أوكرانيا لقوات موسكو في الشمال.
وأشار إلى أن المباحثات التي نوقشت بعد بضعة أسابيع في اسطنبول وفي الجلسات الافتراضية لا تزال تستند إلى المنطق الروسي الخاطئ الذي تسلل إلى النص الأولي، وأن المعاهدة لو وُقِّعَت، فشكلها النهائي في أبريل كان سيكون مجرد نسخة أكثر ليونة من الاستسلام الأوكراني.
ولا تزال المسودات اللاحقة تتضمن بعض المطالب الروسية الرئيسة، مثل حظر دائم على عضوية الناتو لأوكرانيا، وهو أمر لن تقبله كييف ولا التحالف الغربي، وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يسعى للحصول على دعوة سريعة كجزء من “خطة النصر” التي قدمها للأوكرانيين وداعمي البلاد في الخارج في الأسابيع الأخيرة.
أكثر عدوانية
أوضح الموقع أنه، في غضون ذلك، أصبحت شروط روسيا المعلنة للسلام أكثر عدوانية مما كانت عليه في 7 مارس 2022، ففي سبتمبر من العام ذاته، زعم بوتين أن 5 مناطق أوكرانية، شبه جزيرة القرم، ودونيتسك، ولوجانسك، وزابوريزهزيا، وخيرسون، أصبحت أجزاء غير قابلة للتصرف من روسيا.
وأضاف تحليل وحدة سيستيما أن الادعاء الروسي، الذي لا أساس له من الصحة، شمل أجزاء من تلك المناطق التي ظلت، ولا تزال، في أيدي كييف، لمشيرًا إلى أن بوتين شدد على أن السيطرة الروسية على تلك الأراضي شرط أساسي لأي مفاوضات سلام.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2036769