في خطوة غير مسبوقة، نجحت الطائرات المسيّرة من طراز “شاهين” في تغيير مجرى الحرب في سوريا، إذ لعبت دورًا حاسمًا في المعركة الحاسمة التي شهدتها البلاد في نوفمبر 2024.
وأسفرت عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها الفصائل السورية المسلحة في 27 نوفمبر عن إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في غضون 12 يومًا فقط، بمساعدة هذا السلاح الفعال، الذي أظهر كفاءة عالية وأثرًا بالغًا في تحقيق النصر.
الطائرات المسيّرة “شاهين” في قلب المعركة
منذ الأيام الأولى للمعركة، بدأت الفصائل السورية المسلحة في نشر مقاطع فيديو تُظهر فعالية طائرات “شاهين” المسيّرة، التي استهدفت بدقة عالية آليات عسكرية ونقاط تجمع لجنود النظام السوري، كما أظهرت المقاطع استخدام هذه الطائرات في مهام متعددة، بما في ذلك عمليات الرصد والمراقبة وإلقاء مناشير تحذيرية لجنود النظام، ما زاد من فاعلية تحركات الفصائل على الأرض.
وتزامن ذلك مع ظهور “كتائب شاهين”، وهي وحدات متخصصة في استخدام الطائرات المسيّرة، التي أصبح المناصرون للفصائل يتابعون بترقب مقاطع الفيديو التي تسجلها هذه الطائرات، والتي تتسم بدقة الإصابة وتحقيق أهداف استراتيجية في المعركة.
تاريخ الطائرات المسيّرة في الصراع السوري
تعود بداية استخدام الطائرات المسيّرة من قبل الفصائل السورية المسلحة إلى عام 2017، عندما تعرضت القواعد الروسية في سوريا إلى هجوم مفاجئ باستخدام طائرات مسيّرة، ما كان بمثابة نقطة تحول في طبيعة الصراع، وفي ديسمبر 2017، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاعدتيها العسكريتين في مطار حميميم بريف اللاذقية وطرطوس تعرضتا لهجوم بطائرات مسيّرة، أسفر عن مقتل جنديين وتدمير عدد من الطائرات الروسية.
وحسب تقرير وزارة الدفاع الروسية، فقد تمكنت قواتها من إسقاط 7 طائرات مسيّرة، والسيطرة على 6 أخريات باستخدام أجهزة الحرب الإلكترونية، كما نشرت الوزارة صورة لإحدى الطائرات التي استولت عليها، ووصفتها بأنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف القواعد الروسية بهذه الطريقة، والطائرة المسيّرة التي ظهرت في الصورة كانت طائرة مجنحة تحمل على كل جناح 4 قنابل، مما يدل على فعالية الطائرات في تنفيذ الهجمات بدقة.
تطور “شاهين” وأثرها على المعركة
بالرغم من الصعوبات التي واجهتها الفصائل السورية المسلحة في البداية، تمكنوا من تطوير طائرات “شاهين” المسيّرة بشكل ملحوظ، حتى أصبحت عنصرًا حاسمًا في العمليات العسكرية، وساعد تطور هذه الطائرات في إحداث تحول كبير في المعركة، حيث استطاعت “شاهين” أن تستهدف المواقع العسكرية للنظام بدقة متناهية، فضلاً عن تكليفها مهام أخرى مثل توجيه ضربات جوية خاطفة، والمساعدة في استهداف مواقع استراتيجية للجيش السوري، خاصةً تلك التي كانت تشكل تهديدًا للفصائل.
وكان للتطور التكنولوجي في تصنيع وتطوير الطائرات المسيّرة دور كبير في تحسين قدرات الفصائل السورية المسلحة، حيث تمكّنوا من إنتاج طائرات ذات مواصفات متطورة، قادرة على إتمام مهمات الاستطلاع والمراقبة بدقة، بل أيضًا تنفيذ ضربات دقيقة ضد تجمعات ومواقع القوات النظامية.
شاهين”… سلاح المستقبل
تُعتبر طائرات “شاهين” المسيّرة من أبرز الأدوات العسكرية التي استخدمتها الفصائل السورية المسلحة في المعركة ضد نظام الأسد، ولعبت هذه الطائرات دورًا محوريًا في استهداف أهداف استراتيجية، سواء كانت آليات أو تجمعات عسكرية أو حتى مواقع حساسة، ما ساهم في تعزيز قدرة الثوار على تحقيق الانتصارات.
وبينما يتطلع المناصرون للفصائل إلى استثمار هذه التكنولوجيا بشكل أكبر، يمكن القول أن الطائرات المسيّرة، وخاصة “شاهين”، قد أحدثت نقلة نوعية في مسار الصراع السوري، حيث ساعدت في تحويل ميزان القوى لصالح الفصائل بعد سنوات من الصراع الدموي والمعقد.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2072895