قلق أوروبي.. هل يلغي ترامب سياسات بايدن لمجرد أنها من صنعه؟

يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق مُتزايد من إمكانية أن يتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطوات لإلغاء قرارات سلفه جو بايدن فقط لأنه هو من اتخذها، دون النظر بشكل جاد إلى تأثير هذه القرارات على الحلفاء الأوروبيين.

في هذا السياق، طلبت المفوضية الأوروبية من كبار المسؤولين إجراء مراجعة شاملة للأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن، والتي تشمل عقوبات ضد روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، فضلًا عن قضايا أخرى مثل التجارة والأمن السيبراني.

مراجعة شاملة

وفق ما نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، الجمعة 10 يناير 2025، تسعى المراجعة الأوروبية إلى تحديد الأوامر التي قد يكون لإلغائها أكبر تأثير على الاتحاد الأوروبي، أو التي قد تضر بجهود الاتحاد، مثل العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد بمثابة وسيلة ضغط محتملة في أي مفاوضات مع موسكو بشأن وقف إطلاق النار.

ويأمل المسؤولون الأوروبيون في أن يحتفظ ترامب بهذه العقوبات بدلًا من إلغائها، وذلك لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، ومع اقتراب تنصيب ترامب في 20 يناير 2025، تزداد مخاوف الاتحاد الأوروبي من الإجراءات التي قد يتخذها الرئيس المنتخب.

مواجهة السيناريوهات المحتملة

في الأيام الأخيرة، رفض ترامب استبعاد استخدام القوة العسكرية أو فرض رسوم جمركية على الدنمارك لإجبارها على بيع جزيرة جرينلاند، كما اقترح أن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة، إلى جانب قناة بنما.

في الصيف الماضي، أنشأت المفوضية الأوروبية فريقًا داخليًا من كبار المسؤولين لتحليل التأثيرات المحتملة للرئاسة الثانية لترامب، وقد ركز هذا الفريق على القضايا المتعلقة بالنزاعات التجارية المحتملة، وتخفيض الدعم الأمريكي لأوكرانيا، واحتمال تغيير التزام واشنطن بأمن أوروبا والدفاع عنها.

أوامر يمكن إلغاؤها

تجدر الإشارة إلى أن الأوامر التنفيذية التي يصدرها الرؤساء الأمريكيون يمكن إلغاؤها في أي وقت، ومن المُعتاد أن يراجع الرئيس الجديد الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس السابق فور توليه منصبه.

وفي عام 2017، ألغى ترامب سياسات سابقيه، مثل تقليص التحسن في العلاقات مع كوبا الذي أعلنه باراك أوباما، وكذلك انسحب من اتفاقية باريس للمناخ.

عواقب سياسية

وفقًا للمسؤولين الأوروبيين، فإن الخوف الأكبر يكمن في أن يقرر ترامب إلغاء القرارات التي اتخذها بايدن لمجرد أن بايدن هو من أصدرها، وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استشراف الآثار المُترتبة على هذه القرارات في حال حدوث تراجعات.

من جانبه، أشار المتحدث باسم فريق الانتقال للرئيس المنتخب إلى أن ترامب قد حصل على “تفويض هائل لتنفيذ وعوده التي قطعها أثناء حملته الانتخابية، وإحداث تغييرات كبيرة في واشنطن”.