قبل أيام من انطلاق مارثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تسعى الولايات المتحدة، بقيادة مدير وكالة الاستخبارات المركزية، بيل بيرنز، للوصول إلى هدنة في قطاع غزة من أجل تخفيف التوتر وتبادل الأسرى.
بيرنز، الذي يُعد كارت واشنطن الأهم في ملف غزة، أجرى الأحد الماضي، لقاء مع نظرائه من إسرائيل وقطر، وناقشوا صيغة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق موقع أكسيوس الأمريكي.
مقترح جديد
حسب “أكسيوس”، قال المسؤولون الإسرائيليون إن المقترح يشمل هدنة مؤقتة لمدة 28 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح نحو 8 محتجزين لدى حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، وتهدف الهدنة إلى كسر الجمود المستمر منذ شهرين، وفتح باب المفاوضات على أمل الوصول إلى اتفاق شامل يحسن الأوضاع الإنسانية ويحرر بعض المحتجزين.
رغم الجهود المبذولة، تشير التقارير إلى احتمالية عدم تحقيق تقدم كبير قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ يتوقع أن يتخذ الجانبان، الإسرائيلي وحماس، قرارات حاسمة بناءً على نتائج الانتخابات، كما تبرز تحديات إضافية مرتبطة بتضارب المواقف؛ حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه لن يوافق سوى على اتفاق جزئي، بينما تطالب حماس بوقف شامل للنار وإنهاء الصراع كشرط لأي اتفاق.
مصلحة خاصة
من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن اللقاءات التي تجري في الدوحة والمقترح المصري للهدنة في غزة لم ينضجا بعد، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية المبذولة حاليًا تهدف فقط إلى مصلحة خاصة، وهي كسر حالة الجمود لدى الجمهور، لكنها لم تصل إلى رؤية واضحة.
ويضيف القيادي في حركة فتح، خلال تصريحاته لـ«شبكة رؤية الإخبارية»، أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، إلا أن تحقيق هذا الهدف يبدو مستحيلًا؛ فإذا تم الاتفاق على رؤية مشتركة، تمريرها عبر الكنيست والحكومة الإسرائيلية سيتطلب على الأقل أسبوعًا كاملاً، مما يجعل الوصول إلى اتفاق نهائي قبل الانتخابات صعبًا للغاية.
مقترح غير مكتمل
يلفت الرقب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يرغب في التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات، حيث يفضّل الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات الأمريكية لتحديد الخطوات التالية، وبالنسبة لمقترح الهدنة الأمريكي، قال الرقب إنه غير مكتمل ويحتوي على تعديلات كبيرة، إذ تم تقليص مدة الهدنة إلى 28 يومًا بدلًا من 42 يومًا كما كان الحديث سابقًا ويقل هذا المقترح عن المشروع الأمريكي الذي طُرح في مايو الماضي، والمعروف بقرار 27-35.
ويضيف أن المقترح يقلل من عدد الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم ويقترح انسحابًا متدرجًا من قطاع غزة بدلاً من انسحاب كامل، وبعد انقضاء فترة الـ 28 يومًا، سيتم بدء حوار حول وضع الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
ويختتم أستاذ العلوم السياسية، بأن الأمريكيين يدركون أن تنفيذ أي قرار قبل الانتخابات الأمريكية قد يكون مستحيلاً، وأن الأطراف ستحتاج إلى مزيد من الوقت للوصول إلى توافق حقيقي يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى استقرار المنطقة.
عوائق التوصل لاتفاق
بحسب تصريح مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس”، فإن إسرائيل قد تقبل بهدنة مؤقتة فقط، بينما ترى حماس أن أي هدنة يجب أن تتضمن خطوات إسرائيلية دائمة، وأضاف المصدر أن عدم تنازل أي من الجانبين عن مواقفه قد يقوض إمكانية التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب.
ويبقى التوصل إلى هدنة في غزة مرهوناً بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات قد تفضي إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع وفتح آفاق للحل على المدى البعيد، في ظل ترقب واسع للتطورات السياسية المقبلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2027884