كاتب إيراني: هناك سوء إدراك في إدارة العلاقات مع دول الجوار

يوسف بنده

كيف تسببت السياسات الحكومية الإيرانية في شيوع حالة من الاستقطاب والتعصب داخل المجتمع الإيراني، وعزل إيران عن محيطها الإقليمي؟


منذ مجيء الحكومة الإيرانية الحالية، برئاسة إبراهيم رئيسي، وجهاز خارجيتها يعلن سياسة “الأولوية لدول الجوار”.

تكررت هذه العبارة على لسان وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان؛ أما على أرض الواقع فما زال النظام الإيراني ملتزمًا بسياسة التهديدات الإقليمية، فيما عُرف بسياسة “دبلوماسية الميدان”.

وبات التيار الإصلاحي يمثل تيار المعارضة للحكومة المحافظة الحالية، بعد انتهاء ولاية الرئيس الإصلاحي حسن روحاني. وهو ما يدفع الصحف الإصلاحية إلى معارضة أو نقد السياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة “رئيسي” المحافظة.

 سوء إدراك

قدم الكاتب السياسي سيد محمد حسيني، في مقالٍ له على صحيفة آفتاب الإصلاحية، نقدًا للسياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول الجوار. واعتبر أن وجهة النظر غير الرسمية التي تحملها الشعوب تجاه الحكومات الأجنبية هي الأساس في الحكم على مدى نجاح تلك السياسة الخارجية أو غيرها، ولذلك فإن نظرة شعوب دول الخليج تجاه إيران هي المحدد لمدى نجاح السياسة الخارجية لإيران تجاه دول الجوار الخليجي.

أيضًا، اعتبر حسيني أن الشعب الإيراني في حاجةٍ أيضًا إلى تغيير نظرته تجاه دول الخليج والجوار بما يدعم سياسة حكومته الخارجية.

 عوامل سوء الإدراك؟

في تحليله لعوامل سوء إدراك المجتمع الإيراني لجيرانه، قال الكاتب الإيراني: “مشكلة الاستقطاب في العلاقات الخارجية تعد قصة حزينة لعلاقات إيران الخارجية خلال القرنين الماضيين”، كذلك فإن “الاستقطاب في السياسة الخارجية هو نتاج الافتقار إلى توافق المصالح الوطنية على مستوى النخبة والمجتمع”.

وطالب حسيني بتطوير انفتاح المجتمع الإيراني، من خلال الاهتمام بالسياحة والتنوير الإعلامي ودبلوماسية المسار الثاني في هيئة رحلات علمية وأكاديمية وثقافية ورياضية وما إلى ذلك، من أجل تحسين الإدراك ​​للمجتمع الإيراني تجاه العالم الخارجي ومحيطه الإقليمي.

تفعيل جمعية الصداقة

يرى حسيني أن “تفعيل جمعيات الصداقة بين إيران ودول الجوار، وتسهيل العلاقات التجارية، والعلاقات الثقافية بين البلدين، والعلاقات السياسية، يلعب دورًا بارزًا في الإصلاح الإدراكي والمعرفي تجاه دول الجوار”

وطالب سيد محمد حسيني، وزارة الخارجية الإيرانية بإعداد وثيقة استراتيجية حول نظرة المجتمع الإيراني لجيرانه وتحديد دور الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين في هذا المجال، وأوصى بإعداد هذه الوثيقة بالمشاركة مع مراكز الفكر والجامعات والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة.

ويعبر مقال حسيني عن نقد حالة الاستقطاب والتعصب التي وصل إليها المجتمع الإيراني في ظل نظام ولاية الفقيه، الذي عزل إيران عن محيطها الإقليمي، بإصراره على اعتماد سياسة تفرض على العالم الخارجي تبني رؤية النظام وفهمه تجاه العالم حوله، وهي السياسة التي أدت في المقابل إلى تنامي شعور الكراهية تجاه إيران في دول الخليج والمنطقة العربية.

ربما يعجبك أيضا