الجهود المصرية للمصالحة بين فتح وحماس مستمرة منذ الانقسام بينهما، فالدولة المصرية تعمل على جمع الفصائل الفلسطينية وتوحيد كلمتها، وهذه الجهود مستمرة منذ سنوات طويلة
عملت مصر منذ الانقسام الفلسطيني في 2006م، على محاولة لم شمل الفصائل الفلسطينية مرات عدة في مؤتمرات للمصالحة خصوصا المصالحة بين فتح وحماس، وحتى المؤتمرات التي عقدت في بلدان عربية أخرى لم تغب الدبلوماسية المصرية عنها.
أدى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005 وفوز حماس بالانتخابات الفلسطينية إلى خلافات فصائلية تم علاجها إقليما عبر اتفاق مكة، لكن الخلافات بلغت ذروتها بعد الاقتتال الفلسطيني في قطاع غزة في يونيو 2007 مما أدى إلى انقسام الحكومة الفلسطينية، وبذلت الديبلوماسية المصرية جهودا كبيرة لتحقيق مصالحة فلسطينية شاملة أسفرت عن إبرام اتفاقيتي القاهرة 2011 و 2017 .
الجهود المصرية سبقت الانقسام
ترعى الدولة المصرية الحوار الفلسطيني – الفلسطينى منذ نوفمبر 2002 بهدف مساعدة الفصائل على تحقيق الوفاق فيما بينها بما يخدم الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
في 19 مارس 2005، وقعت مجموعة واسعة من الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على إعلان القاهرة الفلسطيني، وهدفه كان توحيد الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بعد ظهور بوادر الصدام بين بعض الفصائل الفلسطينية.
ونشطت الدولة المصرية منذ عام 2006 وعام 2007، في محاولة ترتيب توافق فلسطيني-فلسطيني، من أجل عقد مصالحة تنهي الانقسام السياسي والجغرافي.
خط زمني للجهود المصرية بعد الانقسام
جرت محاولات مصرية عدة للمصالحة بين “فتح” التي تسيطر على الضفة الغربية و”حماس” التي تسيطر على قطاع غزة. وفيما يلي تسلسل زمني لابرز تلك المحاولات: –
10 مارس/آذار 2009: عقد الفرقاء الفلسطينيون اجتماعات في القاهرة لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإصلاح أجهزة السلطة وخصوصا الأمنية وإعادة بناء هيكل منظمة التحرير الفلسطينية والتحضير للانتخابات.
15 أكتوبر/تشرين الأول 2009: اقترح الوسطاء المصريون اتفاقا يدعو الى انتخابات منتصف عام 2010 وقعت عليه حركة فتح بينما طلبت حركة حماس تأجيلا جديدا وبندا ينص على “الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
27 أبريل/نيسان 2011: فتح وحماس أعلنا توصلهما لاتفاق مصالحة وتشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية قبل آيار/مايو 2012.
اتفاق القاهرة 2011
3 مايو /آيار 2011: الفصائل الفلسطينية توقع اتفاق المصالحة في القاهرة، الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية للتكنوقراط للتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية للسلطة الوطنية الفلسطينية في سنة واحدة. كما سمح بدخول حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
30 يونيو 2011 ، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قلقه إزاء حكومة الوحدة بسبب المعارضة الدولية خاصة من الولايات المتحدة ضد حكومة مشاركة مع حماس. واقترح تأجيل مثل هذه الحكومة على الإطلاق قبل تصويت الأمم المتحدة على إقامة الدولة.
24 نوفمبر تشرين الثاني 2011: قمة تجمع قادة فتح وحماس أعلنوا فيها بدء “شراكة” فلسطينية جديدة.
كانون الأول/ديسمبر 2011: لقاءات في القاهرة شارك فيها كل من عباس ومشعل حول توحيد كافة الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وإنشاء لجان انتخابية.
اتفاق القاهرة 2012
20 مايو/آيار 2012: اتفاق جديد في القاهرة بين فتح وحماس بجهود مصرية، نص على بدء المشاورات لتشكيل الحكومة تزامنا مع عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة.
20 مايو/آيار 2012: وقعت حماس وفتح اتفاقا آخر بجهود مصرية في القاهرة نص على بدء مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الجديدة وإجراء الانتخابات الفلسطينية بعد ثلاثة أشهر ونصف من إعلان الدوحة. اتخذ اتفاق القاهرة الجديد خطوات أساسية لتنفيذ إعلان الدوحة السابق وخصوصا تسجيل الناخبين الجدد في قطاع غزة وتشكيل حكومة مؤقتة.
2 يوليو/تموز 2012: حركة حماس توقف عمل لجنة الانتخابات المركزية في القطاع عشية عملية تسجيل نحو 220 الف ناخب جديد منددة باعتقال أعضائها في الضفة الغربية واختيار مسؤولي الانتخابات في القطاع وتندد بقيام السلطة الفلسطينية “بتعطيل المصالحة”.
2013، اتفاق القاهرة لإعلان تطبيق اتفاق المصالحة وآليات تشكيل حكومة التوافق الوطني، وبعد اختلاف في التفسيرات لم يحدث تقدم.
اتفاقيتي غزة والقاهرة 2014
23 أبريل 2014 وقعت فتح وحماس في غزة اتفاقا جديدا للمصالحة بوساطة مصرية كان من المقرر فيه تشكيل حكومة وحدة في غضون خمسة أسابيع تليها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في غضون 6 أشهر.
25 سبتمبر 2014، وقعت فتح وحماس في القاهرة اتفاقا حدد مهام ومسؤوليات الحكومة الجديدة، والعمل على إعادة تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني وتنفيذ وثيقة التوافق الوطني لعام 2006 ووثيقة المصالحة الوطنية المؤرخة 5 أبريل 2011.
اتفاق القاهرة 2017
13 أكتوبر 2017، وقعت فتح وحماس اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية مصرية كثمرة من ثمار الجهود المصرية للمصالحة بين فتح وحماس بناء على ما جاء في وثيقة عام 2011. ونص على تمكين حكومة الوفاق لتقوم بكافة مهامها في غزة في موعد أقصاه الأول من ديسمبر/كانون الأول 2017، كما اتفق الطرفان على استلام الحكومة الفلسطينية كافة معابر غزة في موعد أقصاه الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
فبراير ومارس 2018 ، أرسلت مصر وفدا أمنيا إلى قطاع غزة لعقد اجتماعات مع وفود الفصائل الفلسطينية ومكونات المشهد الفلسطينى فى إطار الجهود لإتمام عملية المصالحة وتمكين الحكومة الفلسطينية من أداء مهامها.
2 أغسطس/ آب 2018، عقد وفدان من حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين اجتماعات منفصلة في القاهرة مع مسؤولين مصريين ركزت على مقترحات لتنفيذ اتفاق القاهرة 1917.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1055832