كوريا الشمالية تهدد بضربات نووية استباقية.. كيف سترد جارتها الجنوبية؟

أقرت كوريا الشمالية قانونًا جديدًا، يسمح لها بشن ضربات نووية استباقية لحماية نفسها، يوم الخميس الماضي 8 سبتمبر 2022.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، صرح بأنه “لا رجعة” في وضع بلاده كقوة نووية وأن القانون الجديد يوقف محادثات نزع السلاح النووي، مشددًا على أنه لن يتخلى أبدًا عن الأسلحة النووية، وفق ما أوردت وكالة “رويترز“، الجمعة 9 سبتمبر.

تفاصيل القانون الجديد

بحسب وكالة الأنباء الكورية المركزية، مرر البرلمان الكوري الشمالي القانون، الخميس الماضي 8 سبتمبر، كبديل لقانون يعود إلى عام 2013، والذي كان يحدد الوضع النووي للبلاد. وقال كيم جونج أون أمام البرلمان: “إن أهمية تشريع سياسة للأسلحة النووية هي رسم خط لا رجعة فيه، بحيث لا تحدث مساومة على أسلحتنا النووية”، مشددًا على أنه لن يتخلى أبدًا عن الأسلحة النووية.

ويسمح القانون الجديد بشن ضربات نووية استباقية، إذا رصدت كوريا الشمالية هجومًا وشيكًا بأسلحة دمار شامل أو أي نوع من الأسلحة يستهدف قيادتها أو قواتها النووية، لكنه يمنع مشاركة الأسلحة أو التكنولوجيا النووية مع الدول الأخرى. وبموجب القانون، يمتلك كيم “كل الصلاحيات الحاسمة” على الأسلحة النووية، لكن إذا تعرض نظام القيادة والسيطرة للتهديد، حينها يمكن إطلاق الأسلحة النووية “تلقائيًّا”.

قلق أممي وأمريكي

وفق “رويترز”، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن “قلقه الشديد” إزاء القانون الجديد، وكرر دعواته لبيونج يانج للعودة إلى محادثات نزع السلاح النووي. ومن جانبها، شددت الولايات المتحدة الأمريكية على أنها لا تملك أي نية عدائية تجاه كوريا الشمالية.

وفي هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير: “مثل ما قلنا من قبل، نحن نسعى للدبلوماسية ومستعدون للاجتماع دون شروط مسبقة. ولكن كوريا الشمالية لا تستجيب”، مضيفةً أن أمريكا تواصل التركيز على التنسيق مع حلفائها وشركائها لمواجهة التهديدات التي تفرضها بيونج يانج.

كيف ردت كوريا الجنوبية؟

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الوطني لكوريا الجنوبية، أول من أمس الثلاثاء 13 سبتمبر 2022، إن جيش كوريا الجنوبية لم يتفاجأ بالتهديدات الأخيرة للجارة الشمالية، وفق ما أوردت صحيفة “ستارز آند سترايبس” الأمريكية. وأضاف أن الجيش الكوري الجنوبي سيتخذ الإجراءات المضادة المناسبة إذا استخدم النظام الشيوعي الأسلحة النووية.

وخلال مؤتمر صحفي في سيول، قال مون هونج سيك إن الوزارة توقعت أن تعلن بيونج يانج عن تشريع جديد يقنن تطوير الأسلحة النووية واستخدامها. وقال: “إعلان كوريا الشمالية يستعرض أنها قوة نووية في الداخل والخارج، ويوضح أنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية”. وينقل المسؤولية عن الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية”.

تحذير لكوريا الشمالية

بحسب “ستارز آند سترايبس”، قال مون إن الموقف الكوري الشمالي “سيعزز قدرات الردع والرد” للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ويسبب المزيد من المعاناة للنظام الكوري الشمالي. وقال: “إذا حاولت كوريا الشمالية استخدام الأسلحة النووية، فستواجه ردًّا ساحقًا من التحالف الكوري الجنوبي-الأمريكي، ونحن نحذر من أن نظام بيونج يانج يسير في طريق الدمار الذاتي”.

ومن جهته، قال وزير الدفاع، لي جونج- سوب، في 11 أغسطس الماضي، إن أي اختبار نووي جديد لكوريا الشمالية سيستدعي ردًّا “مختلفًا تمامًا” من كوريا الجنوبية. ومن 22 أغسطس حتى 1 سبتمبر الحالي، أجرت أمريكا وكوريا الجنوبية مناورات “درع الحرية“، وهي أكبر تدريبات عسكرية مشتركة منذ 2018، لتعزيز موقفهما الدفاعي في مواجهة التهديد النووي لكوريا الشمالية.

كوريا الشمالية تجري اختبارات نووية

أفادت صحيفة “ستارز آند سترايبس” أن كوريا الشمالية أجرت 6 اختبارات نووية وتستعد للاختبار السابع، وفق مسؤولين أمريكيين وكوريين جنوبيين. وأظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطًا حول المواقع التي أجرت فيها بيونج يانج اختباراتها السابقة، بحسب تقارير صادرة مؤخرًا عن موقع “نورث 38” المهتم بتحليل الشؤون الكورية الشمالية، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وهذه الأدلة المتزايدة على النشاط النووي دفعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحذير من ذلك التهديد على مدار العام. وفي يونيو الماضي، قال المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي: “إن إجراء أي اختبار نووي سيتعارض مع قرارات مجلس الأمن وسيكون سببًا للقلق البالغ”. ولفتت “ستارز آند سترايبس” إلى أن النظام أجرى أكثر من 18 جولة لاختبار الأسلحة، منها إطلاق أكثر من 30 صاروخًا، حتى الآن.