في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة والهجمات الصاروخية التي تواجهها إسرائيل من وقت لآخر، تلعب الملاجئ الإسرائيلية دورًا حاسمًا في حماية السكان المدنيين.
يقول تقرير صادر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، إنه مع تصاعد الهجمات الصاروخية سواء من قطاع غزة أو من الجبهة الشمالية مع حزب الله، أصبح اللجوء إلى الملاجئ جزءًا من الروتين اليومي للعديد من الإسرائيليين في المناطق المعرضة للخطر، فكيف تسهم هذه الملاجئ في إنقاذ حياة المدنيين أثناء الهجمات الصاروخية؟
البنية التحتية المتقدمة للملاجئ
إسرائيل تمتلك واحدة من أكثر شبكات الملاجئ تطورًا على مستوى العالم، وفقًا للقوانين الإسرائيلية، فإن كل مبنى جديد يتم إنشاؤه يجب أن يحتوي على “غرفة محصنة”، وهي غرفة مبنية وفق معايير خاصة لتوفير حماية قصوى من القصف الصاروخي، هذه الغرف تتكون من جدران خرسانية سميكة وأبواب ونوافذ محصنة، وتكون قادرة على تحمل الانفجارات والشظايا.
إضافة إلى ذلك، تنتشر الملاجئ العامة في الأحياء والمدن الإسرائيلية، خصوصًا في المناطق التي تتعرض بشكل دوري للتهديدات الصاروخية مثل المناطق الجنوبية القريبة من قطاع غزة، والشمالية بالقرب من الحدود اللبنانية. يتم بناء هذه الملاجئ في الأماكن العامة مثل المدارس، المستشفيات، والحدائق العامة، بهدف توفير مكان آمن للسكان في حالة الطوارئ.
التنبيه السريع ونظام القبة الحديدية
تلعب الملاجئ دورًا تكامليًا مع نظام التنبيه السريع الذي يعتمد على صافرات الإنذار والرسائل النصية التي تُرسل إلى هواتف المواطنين عندما يتم رصد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، هذا النظام يعطي المدنيين ثوانٍ معدودة للوصول إلى الملاجئ قبل أن تصل الصواريخ إلى أهدافها.
نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي هو جزء آخر من منظومة الحماية المدنية، هذا النظام قادر على اعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي تُطلق باتجاه المدن الإسرائيلية، ما يقلل من فرص حدوث إصابات أو أضرار كبيرة، لكن في حال تجاوز الصواريخ الدفاعات، تلعب الملاجئ دورها الحيوي في إنقاذ الأرواح.
كيف تعمل الملاجئ أثناء الهجمات؟
عند سماع صافرات الإنذار، يتوجه السكان إلى أقرب ملجأ أو غرفة محصنة، يتم تصميم الملاجئ بحيث تكون قريبة من المناطق السكنية، وعادة ما تستغرق عملية الوصول إليها بضع ثوانٍ إلى دقيقة واحدة فقط.
يتم تزويد الملاجئ بالأدوات الأساسية مثل المياه، الإضاءة، والكهرباء، كما تحتوي بعض الملاجئ على أجهزة اتصال لاسلكي للتواصل مع فرق الإنقاذ في حالة الطوارئ.
في المناطق الأكثر عرضة للهجمات مثل بلدات سديروت وعسقلان القريبة من غزة، تعد هذه الملاجئ أداة حيوية للبقاء على قيد الحياة، حيث تنخفض معدلات الإصابات بشكل كبير بفضل سرعة استجابة السكان واحتمائهم في هذه الملاجئ.
النجاحات والتحديات
رغم أن الملاجئ الإسرائيلية أثبتت فعاليتها في إنقاذ الأرواح، إلا أن هناك تحديات تواجه السكان، خصوصًا في المناطق البعيدة عن خطوط المواجهة المباشرة.
في بعض الأحيان، لا يتوفر الوقت الكافي للوصول إلى الملاجئ في ظل الهجمات المفاجئة، أو قد تكون الملاجئ بعيدة عن بعض السكان في القرى والمناطق النائية.
كما أن كثافة السكان في بعض المدن الكبرى مثل تل أبيب قد تجعل من الصعب على الجميع الوصول إلى الملاجئ في الوقت المناسب. ومع ذلك، فإن الملاجئ تظل أحد أهم وسائل الحماية للسكان المدنيين في ظل الهجمات الصاروخية.
مستقبل الملاجئ في إسرائيل
مع استمرار التهديدات الصاروخية من حماس وحزب الله وإيران، تعمل إسرائيل على تطوير البنية التحتية للملاجئ وتحسين نظام الإنذار المبكر، وهناك خطط لتحسين القدرة الاستيعابية للملاجئ وتوسيعها لتغطية كافة المناطق السكنية، بما في ذلك تطوير غرف محصنة في المنازل القديمة.
إضافة إلى ذلك، يتم العمل على تطوير نظم دفاعية جديدة ومبتكرة لتحسين معدلات اعتراض الصواريخ وتقليل الأضرار، وهو ما سيقلل من الاعتماد على الملاجئ في المستقبل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1998981