تدعم كوريا الشمالية روسيا بذخائر حاسمة تعزز قوتها العسكرية في أوكرانيا، مما يزيد الضغط على الدفاع الأوكراني.
بدأت كوريا الشمالية على ما يبدو في إرسال كميات كبيرة من الذخائر إلى روسيا بشكل سري.
وفقًا لتقرير جديد يُستخدم في هذه الإمدادات سفنًا وقطارات لنقل الأسلحة وتعزيز جهود موسكو في الحرب ضد أوكرانيا. ويستند إلى صورجوية عالية الجودة تراقب الموانئ وشحنات القطارات.
بيونج يانج تساعد كييف
وفق ما أوردته إذعة “Radio Free Europe” اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 فإن هناك المزيد من الأدلة على الاتهامات التي قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بأن بيونج يانج كانت تساعد روسيا في إعادة بناء مخزوناتها من الأسلحة.
ووعتمد تقرير إذاعة أوروبا الحرة على التقرير الذي نشره المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، يوم 16 أكتوبر 2023، والذي يشير إلى أنه بعد مرور أكثر من 18 شهرًا على الحرب الروسية على أوكرانيا، زودت روسيا بنيتها التحتية العسكرية بشكل ملحوظ، حيث أعادت تجهيز المصانع وسلاسل الإمداد لتعزيز إنتاج الأسلحة والذخيرة والمعدات الأخرى اللازمة للجهود الحربية في أوكرانيا.
الأسلحة الكورية والدفاع الأوكراني
في ظل استمرار الحرب الروسية الشاملة لأوكرانيا للعام الثالث على التوالي، أصبحت الأسلحة الكورية الشمالية مصدر قلق كبير بالنسبة للدفاع الأوكراني.
كشف العقيد ليونيد بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوم السبت 15 سبتمبر 2024 عن تفاصيل مثيرة خلال مؤتمر يالطا الأوروبي الاستراتيجي، الذي نظمته شركة فيكتور بينتشوك، حول كيفية تأثير إمدادات الأسلحة من بيونغ يانغ على الوضع العسكري في أوكرانيا.
الآثار المباشرة للإمدادات الكورية
وفقًا لبودانوف، فإن شحنات الأسلحة الكورية الشمالية التي تصل إلى الموانئ الروسية تثير زيادة ملحوظة في النشاط العسكري الروسي. حسب ما نشرت صحيفة “اليابان تايمز” يوم 15 سبتمبر 2024.
بعد وصول شحنة الأسلحة إلى الميناء الروسي، يبدأ النشاط العسكري الروسي في الازدياد عادة خلال فترة تتراوح بين ثمانية وتسعة أيام، ويستمر هذا النشاط المرتفع لمدة تصل إلى حوالي أسبوعين. هذا الارتفاع المفاجئ في النشاط العسكري يشير إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه الأسلحة بالنسبة للجيش الروسي.
الحجم الكبير للإمدادات الكورية
قال بودانوف إن كوريا الشمالية “تقدم كميات هائلة من قذائف المدفعية، وهو ما يُعتبر حاسمًا بالنسبة للاتحاد الروسي”.
وأضاف أن هذه الإمدادات تعتبر حاسمة أيضًا بالنسبة لأوكرانيا، مشيرًا إلى عدم قدرة بلاده على فعل أي شيء حيال ذلك في الوقت الحالي. هذه الإمدادات الكبيرة تزيد من الضغوط على الجيش الأوكراني، الذي يواجه بالفعل صعوبة في مواجهة الهجمات الروسية.
تعزيز القدرات العسكرية الروسية
تأثير الأسلحة الكورية الشمالية يأتي في وقت تعزز فيه روسيا قدراتها العسكرية في شرق أوكرانيا، خاصة في منطقة دونيتسك. الجيش الروسي قد رفع من ضغطه على القوات الأوكرانية ويحقق تقدمًا بطيئًا في هجومه البري، مستفيدًا من تفوقه في الأفراد والذخيرة.
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تفوق روسيا في عدد القذائف المستخدمة قرب بلدة باكروفيسك الاستراتيجية كان 12 قذيفة مقابل واحدة تطلقها أوكرانيا، ولكن هذا التفاوت تقلص الآن إلى حوالي 2.5 إلى 1.
الاجتماعات بين موسكو وبيونج يانج
الأسبوع الماضي، أجرى أمين مجلس الأمن الروسي ووزير الدفاع السابق، سيرجي شويغو، محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وقد شملت المناقشات مجموعة واسعة من المواضيع الثنائية والدولية. هذه المحادثات تشير إلى مستوى التعاون الوثيق بين روسيا وكوريا الشمالية، وهو ما يعزز من موقف روسيا العسكري ويزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لأوكرانيا.
تأثير الأسلحة على الخطوط الأمامية
أشار بودانوف إلى أن أوكرانيا قادرة على تتبع مسار إمدادات الأسلحة الكورية الشمالية من الموانئ إلى السكك الحديدية، ثم إلى التخزين، وأخيرًا إلى القوات الروسية على أرض المعركة. وأوضح أن هذه الإمدادات تُمثل مشكلة أكبر مقارنةً بأي مساعدة أخرى تتلقاها روسيا من أماكن أخرى، بما في ذلك إيران.
في الوقت الذي تعاني فيه روسيا من انخفاض إنتاج الدبابات والطائرات، فقد نجحت في زيادة إنتاج صواريخ إسكندر بشكل كبير. كما ارتفع أيضًا إنتاج القنابل الموجهة، مما يضيف إلى التحديات التي تواجه القوات الأوكرانية على الجبهة.
الضغوط النفسية والضربات العميقة
الهجمات الأوكرانية العميقة داخل الأراضي الروسية، التي استهدفت مصافي النفط وذخائر الأسلحة، ساعدت على تغيير الوضع النفسي في روسيا.
قال بودانوف إن الشعب الروسي عاش في اعتقاد بأن بلاده هي الأقوى في العالم، ولكن مع أولى الانفجارات في موسكو، تحطمت هذه الفكرة، وهو ما يُعد من أبرز إنجازات تلك الضربات العميقة.
مطالب أوكرانيا للأسلحة الغربية
تضغط أوكرانيا على حلفائها للسماح باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف عسكرية أعمق داخل روسيا، والتي تم نقل العديد منها بعيدًا عن منطقة الحدود.
هذه الضغوط تهدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا على مواجهة التهديدات الروسية وتحقيق توازن أفضل في الصراع.
توقعات نهاية الحرب
بودانوف أشار إلى أنه، بناءً على الحسابات الروسية، يُعتقد أن روسيا تود إنهاء الحرب بحلول عام 2026 نظرًا لتدهور وضعها الاقتصادي والمالي.
هذا التوقع يعكس الضغط المتزايد الذي تواجهه روسيا من جهة، وتحديات أوكرانيا في التأقلم مع تدفق الأسلحة الكورية الشمالية وتأثيرها على مسار الصراع.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1982663