يتردد حاليًّا في فرنسا هذا السؤال الأساسي، وتقريبا الوحيد، الذي يتعلق بشخصية رئيس الحكومة الجديدة انطلاقا من تركيبة البرلمان التي فرضتها نتائج الانتخابات التشريعية مع وجود 3 كتل نيابية متقاربة من حيث الحجم، لا يتمتع أي منها بأغلبية مطلقة.
ووفقا لما نشرته “إذاعة مونت كارلو” الثلاثاء 9 يوليو 2024، فإن النظام الانتخابي التشريعي على دورتين في الجمهورية الخامسة، يهدف أساسا للحصول على أغلبية واضحة في البرلمان، على حساب الأحزاب الصغيرة، لتجنب برلمان منقسم بصورة حادة عاجز عن العمل بسبب الخلافات والمناورات السياسية المختلفة.
من يختار رئيس الحكومة؟
أضافت الإذاعة انه منذ بداية الجمهورية الخامسة لم تظهر حالة أغلبية نسبية في البرلمان سوى 3 مرات، الأولى مع ميشيل روكار عام 1988، جابريال أتال 2022، وأخيرا البرلمان الجديد الذي لم تتشكل الحكومة بناء على تركيبته بعد.
اختيار رئيس الحكومة هو من اختصاص رئيس الجمهورية وحده، ويقضي التقليد السياسي بأن يختار الرئيس زعيم الأغلبية المطلقة أو الشخصية التي تطرحها قوى الأغلبية، ليقوم بتشكيل الحكومة.
ولكن هذا الأمر هو تقليد سياسي، ولا يوجد أي نص دستوري أو قانون يجبر رئيس الجمهورية على اختيار هذه الشخصية أو تلك، أو الاختيار تحديدا من صفوف الأغلبية المطلقة.
دور الأحزاب في عملية الاختيار
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من رئيس حكومته الحالي الاستمرار لمرحلة مؤقتة حتى يتم اختيار رئيس الحكومة الجديد، ولا يحدد الدستور أي فترة زمنية لتعيين رئيس الحكومة الجديد، ولكن المسألة لا يمكن أن تمتد، بطبيعة الحال إلى شهور طويلة.
و”الجبهة الشعبية الجديدة” اليسارية، التي تتمتع بالأغلبية النسبية، مصممة على تعيين رئيس حكومة من صفوفها، وتخوض نقاشات ومفاوضات داخلية مكثفة، لاختيار تلك الشخصية لتقديمها لرئيس الجمهورية.
في الوقت ذاته، قال الرئيس أنه ينتظر استقرار (بنية) البرلمان ليقوم بالخيار، وهو ما يشكل صدى لبعض الدعوات التي أطلقها مسؤولون في حزب “النهضة” – المؤيد لماكرون وحلفائه، وفي حزب “الجمهوريون” – اليمين التقليدي.
تشكيل ائتلافات
وتهدف هذه الدعوات إلى تشكيل ائتلافات تجمع مؤيدي ماكرون واليمين، ومحاولة اجتذاب الاشتراكيين والمدافعين عن البيئة لتشكيل ائتلاف يتمتع بأغلبية ويستبعد حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف وحزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، يمنحه الأغلبية، قد لا تكون مطلقة ولكنها أكبر من أغلبية اليسار الحالية.
وتنبغي الإشارة إلى أن الاشتراكيين والمدافعين عن البيئة رفضوا هذه الدعوات، حتى هذه اللحظة، متمسكين بتحالفهم في “الجبهة الشعبية الجديدة”
وتقول “مونت كارلو” إن عملية اختيار رئيس الحكومة تبدو معقدة إلى درجة كبيرة، وربما كانت الاختبار الأول لهذا البرلمان، وأيضا لرئيس الجمهورية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1906432