أصبح اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يمثل عقبة محتملة أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل للأسرى وإنهاء الصراع.
وقد أدى، إضافة إلى اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في جنوب بيروت قبل نحو 12 ساعة من اغتيال هنية، إلى إضافة المزيد من التعقيدات لواشنطن في محاولتها لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
صراع أوسع
تناولت مجلة “The Spectator” البريطانية، في مقال للكاتب دانيال ديبيتريس، نشرته الخميس 1 أغسطس 2024، عمليتي اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وتأثيرهما المحتمل في صفقة الأسرى مع حركة حماس، واحتمال أن يؤديا إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وقالت إن أي شخص لديه القدر القليل من العقلانية سيخبرك أن الحرب في غزة تصاعدت إلى أماكن أخرى قبل أشهر، وفي حين أن المراقبين لا يستخدمون بالضرورة كلمة “حرب” لوصف المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، تظل الحقيقة أن المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان هي منطقة حرب بحكم الأمر الواقع لأكثر من 9 أشهر.
وبالتزامن مع ذلك، كان اليمنيون يطلقون الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل في بعض الأحيان، محولين البحر الأحمر إلى مرمى لنيرانهم، وفي أحيان أخرى، أغرقوا ناقلات في هذه العملية، كما تتعرض القوات الأمريكية أيضًا للهجوم من الحركات العراقية.
عواقب خطيرة
أوضحت المجلة أن عدم علم واشنطن بعملية اغتيال هنية في طهران قبل وقوعها يكشف عن الكثير، لقد أبقى الإسرائيليون العملية مغلقة، ليس لأنهم كانوا قلقين من أن الأمريكيين قد يسربون تفاصيل حساسة إلى الصحافة، بل لأن المسؤولين الإسرائيليين فهموا على الأرجح أن الضربة ضد هنية ستكون لها عواقب خطيرة للغاية في جميع المجالات.
وأضافت أن هذه العواقب لا تشمل احتمال إطفاء أي جذوة تفاوضية متبقية بين إسرائيل وحماس فحسب، إذ تساءل رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو وسيط رئيس في تلك المحادثات، عما إذا كانت جهود الوساطة يمكن أن تنجح الآن، كما تشمل العواقب أيضًا صراعًا في الشرق الأوسط أكثر سخونة.
وذكرت أن نحو 3500 جندي أمريكي يتمركزون في العراق وسوريا، وسيتعين عليهم الآن أن يشاهدوا الهجمات الصاروخية التي انتشرت بشكل كبير منذ بداية العام، وقد تكون الهدنة التي استمرت لعدة أشهر بين واشنطن والقوات المدعومة من إيران في طريقها إلى النهاية، ما يضيف مأزقًا آخر.
هل يمكن كبح جماحها؟
قالت المجلة إن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستستمر خلال كل هذا، وسيستمر المسؤولون الأمريكيون في القول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وكما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “إذا تعرضت إسرائيل لهجوم، فإننا بالتأكيد سوف نساعد”.
وأضافت أنه لا يمكن إلقاء اللوم على جو بايدن، أو كامالا هاريس، أو أي شخص آخر، إذ تتعارض تصرفات إسرائيل في كثير من الأحيان مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، والكثيرون يتساءلون عما إذا كان ينبغي على واشنطن كبح جماحها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1933414