كيم يُسلح المستقبل.. مسيرات انتحارية وذكاء اصطناعي

إسراء عبدالمطلب

تشهد الساحة الدولية تطورًا ملحوظًا في استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجالات العسكرية، حيث أصبحت الطائرات المسيرة من أبرز الأدوات المستخدمة في الحروب الحديثة.

وفي هذا السياق، تسعى كوريا الشمالية إلى تعزيز قدراتها القتالية عبر تطوير طائرات مسيرة انتحارية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في تسليح جيشها، ويأتي هذا التطور في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، والتعاون العسكري المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا.

إشراف مباشر من كيم

أشرف الزعيم كيم جونج أون شخصيًا على اختبار طائرات مسيرة انتحارية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس الأهمية التي توليها القيادة الكورية الشمالية لهذه التقنية، وشدد كيم خلال الاختبار على أن تطوير أنظمة التحكم في الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية قصوى ضمن مسار تحديث القوات المسلحة، حسب وكالة الأنباء المركزية الكورية، الخميس 27 مارس 2025.

وأكد الزعيم الكوري الشمالي، ضرورة تعزيز القدرات القتالية لهذه التقنيات، ما يساهم في تحقيق التفوق العسكري وتعزيز قوة الردع. وأشار إلى أن تطوير الطائرات المسيرة الذكية يجب أن يتم وفق رؤية وطنية طويلة الأمد، لضمان استمرار كوريا الشمالية في ريادة هذا المجال.

الاستطلاع والتكتيكات الجديدة

إلى جانب الطائرات المسيرة الانتحارية، تفقد كيم جونج أون أيضًا طائرات استطلاع مطورة قادرة على رصد أهداف تكتيكية متعددة برًا وبحرًا. وأكد خلال جولته أن هذه القدرات ضرورية لمواكبة التغيرات في ساحة المعركة، حيث أصبحت التكنولوجيا تلعب دورًا محوريًا في تحديد نتائج المواجهات العسكرية.

وأشار كيم إلى أن تطوير هذه الطائرات يجب أن يتماشى مع استراتيجية عسكرية متكاملة تهدف إلى تحسين قدرات الجيش الكوري الشمالي في مجالات المراقبة والاستطلاع، مما يمنحه ميزة تنافسية في أي صراع مستقبلي.

كوريا الشمالية تكشف عن أكبر سفينة حربية

دور روسيا في تطوير البرنامج العسكري الكوري الشمالي

تأتي هذه الخطوة في ظل تعزيز التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، حيث تشير تقارير استخباراتية إلى أن قوات كورية شمالية شاركت في القتال بأوكرانيا، ما أتاح لها فرصة لاختبار تقنيات الطائرات المسيرة في بيئة حرب حقيقية.

ويرى مراقبون أن هذه التجربة الميدانية ساعدت كوريا الشمالية على تحسين أنظمتها المسيرة وتطوير استراتيجيات قتالية جديدة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على توازن القوى في المنطقة، كما أن التعاون مع روسيا يوفر لكوريا الشمالية فرصة للحصول على تقنيات متقدمة تسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.

ويمثل تطوير كوريا الشمالية لطائرات مسيرة انتحارية بتقنيات الذكاء الاصطناعي تحولًا استراتيجيًا في قدراتها العسكرية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، ومع استمرار التعاون العسكري بين بيونج يانج وموسكو، يتوقع أن يشهد هذا المجال مزيدًا من التطور، ما قد يغير من طبيعة المواجهات المستقبلية في المنطقة. ويبقى السؤال المطروح: كيف سترد القوى العالمية على هذه التطورات، وما مدى تأثيرها على الأمن والاستقرار الدولي؟

ربما يعجبك أيضا