«لإيجاد ممر لها داخل أرمينيا».. تركيا تدفع أذربيجان لتعطيل ممر «كابان-كوريس»

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

دعمت تركيا أذربيجان في حربها الأخيرة ضد أرمينيا لتحرير مرتفعات ناغورقرباغ. والأهداف التركية من هذا الدعم عديدة، بداية من توسيع الإمبراطورية الطورانية لتركيا؛ حتى سيطرة تركيا على أذربيجان والاستفادة من أراضيها في العبور نحو القوقاز وأسيا الوسطى. لكن ما زالت الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان تعصف بحلم تركيا العبور من داخل الأراضي الأرمينية.

وبعد التوتر على حدود إيران الشمالية، بسبب ما قالت طهران إنه إجراءات تضييقية من أذربيجان، بدعم من تركيا، على حركة النقل الإيرانية إلى أرمينيا على طريق “كابان – كوريس” الحدودي الرابط بين البلدين؛ ما أدى إلى أن واجهت الشاحنات الإيرانية مشاكل في الوصول إلى أرمينيا؛ وهو ما دفع طهران إلى حشد قوات من الحرس الثوري على الحدود بانتظار أي قرار من المستوى السياسي. إلى جانب استعداد طهران لتحريك مليشياتها ضد الوجود التركي العسكري في سورية والعراق للضغط على أنقرة وباكو للتراجع عن تلك الإجراءات.

وياتي هذا التصعيد، بعدما انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب زاده، المناورة العسكرية المشتركة في بحر قزوين بين تركيا وأذربيجان، التي جرت قبل أيام، وقال إن الاتفاقيات بين الدول الخمس المطلة على البحر تنص على عدم شرعية أي وجود عسكري من أي كان على ضفته، مؤكداً أن بلاده تتابع القضية.

جاء ذلك بينما بدأت القوات الخاصة لتركيا وأذربيجان وباكستان، مناورات عسكرية مشتركة حملت اسم «الأشقاء الثلاثة 2021» واستمرت حتى 20 الجاري.

ترانزيت متبادل

والواضح أن التضييق الأذري على أرمينيا هو من أجل الوصول إلى اتفاق ترانزيت متبادل بين البلدين بما يخدم المصالح التركية؛ فقد قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، إن قوات أرمينيا تراجعت إلى حدود أرمينيا السوفييتية في ديسمبر عام 2020م، تجنبا لتوتر عسكري جديد، ومع ذلك تحولت الحدود الإدارية الباقية من حقبة السوفيييت إلى حدود الدولة.

وأوضح باشينيان أن قيام شرطة أذربيجان في جزء الطريق البري السريع الواصل بين “كابان – كوريس” الأرمينيتين الذي يمر من خلال أراضي أذربيجان بتفتيش شاحنات إيران العابرة من والى أرمينيا أن”كابان – كوريس” يخرج من أراضي جمهورية أرمينيا أو أراضي أرمينيا السوفييتية وبهذا السبب بالذات تم تركيب لافتات يشهدها الجميع وكذلك نقاط شرطة وتفتيش.

وقال رئيس الوزراء الأرميني إنه تم التوصل في ديسمبر عام 2020م إلى اتفاقية على استخدام هذا الطريق بالترانزيت لوسائل النقل ولكن تلك الوثيقة لا تنص على نقل الشحنات الخاصة بالبلدان الأجنبية ولذلك اعتبر أن أذربيجان تستفيد من هذه النقطة استفادة صحيحة في مثل هذه الظروف.

وقال باشينيان: “إن تصرفات الجانب الأذري الأخير على طريق “كوريس- كابان” السريع يتم تنفيذها رداً على تصريحات الجانب الأرميني، والتي تذكر أن كلا من بيانات 9 نوفمبر و 11 يناير لا تشير إلى شرط توفير ممر عبر أراضي أرمينيا”.

وقد تم فتح طريق كابان-كوريس، حسبما صرح عمدة كابان كيفورك بارسيا، “لقد تم فتح الطريق للتو. ستتم استعادة حركة المرور قريباً”.

الضغط الإيراني على تركيا

قبل أيام سقط صاروخ قرب قاعدة تركية في شمال العراق يعتقد أن فصائل مقربة من إيران أطلقته. وأمس قتل سبعة مسلّحين على الأقل من فصيل سوري موالٍ لأنقرة في عفرين وهي منطقة تخضع لسيطرة تركيا وحلفائها المحليين في شمال سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين قتلوا بغارات روسية.

والواضح أن إيران تضغط على تركيا في سوريا والعراق من أجل التراجع عن سياستها ضد المصالح الإيرانية مع أرمينيا، المتعلقة بأمن الحدود وحركة النقل والتجارة بين البلدين.

ويبدو أن طهران وضعت كافة الاحتمالات؛ ففي حالة عدم تراجع أذربيجان عن التضييق على الشاحنات الإيرانية، ستقوم إيران باستنساخ الدور التي مع أذربيجان، ولكن هذه المرة مع أرمينيا، وستقوم بالتدخل العسكري إيجاد شريط حدودي آمن، بشرط مخاطبة يرفان وإقناعها بطلب ذلك رسمياً من طهران. وذلك إذا فشلت الضغوط الإيرانية على تركيا في سوريا العراق.

ومن جانب إيران، فقد هاجم النائب فدى حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أذربيجان متهماً إياها بعرقلة عبور البضائع بين إيران وأرمينيا، واعترض على التدريبات العسكرية الثلاثية على الحدود الإيرانية، متحدثاً عن «مخطط إسرائيلي لتعطيل التوازن الأمني ​​في المنطقة».

ورد عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني روح الله متفكرآزاد بالمثل على تهديد صدر عن رئيس الحزب الديموقراطي الأذربيجاني وهو نائب في البرلمان الأذري، هدد فيه بالهجوم على إيران إذا أقدمت على أي تحركات عسكرية على الحدود بين البلدين.

ومع تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان، سافر مساعد وزير الخارجية الإيراني، محمد كاظم سجادبور إلى باكو لإجراء محادثات مع رئيس قسم السياسة الخارجية في مكتب الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف، يوم الجمعة الماضية. كما شارك المسؤول الإيراني في لقاء ثلاثي بين جمهورية أذربيجان وإيران وتركيا.

وقال سفير إيران- في هذا الصدد دون أن يذكر اسم دولة بعينها- “في هذا الاجتماع، درسنا كل هذه القضايا وأدركنا جميعًا أن هناك أطرافًا ثالثة متورطة في هذه القضية”.

ربما يعجبك أيضا