لاكروا: انتقال السلطة في سوريا محفوف بالمخاطر

قالت صحيفة “لاكروا” الفرنسية في أعقاب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وسيطرة تحالف من التنظيمات المسلحة على جزء كبير من البلاد، تثار مسألة شكل الحكم المستقبلي في سوريا.

وتساءلت لاكروا الاثنين 9 ديسمبر 2024: كيف سيكون نظام الحكم في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد؟، مشيرة إلى أن أبو محمد الجولاني، يسيطر على معظم محافظة إدلب منذ عام 2019، ويمكن القول إن الحكم في سوريا في المرحلة المقبلة سيكون مشابها لإدارة الجولاني لإدلب.

حكم  تكنوقراطي

يقول الكاتب جوزيف ظاهر إن عملية الحكم في إدلب تتسم بطابع تكنوقراطي إلى حد كبير وتكاد تكون تقليدية مع وجود وزارات وإدارات، لكنها استبدادية ومحافظة، لكن هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري منظمتان تفتقران إلى الديمقراطية حسب تعبيره.

ويشرح ظاهر، مؤلف كتاب سوريا: معاناة ثور: نموذج إدلب لا يمكن تطبيقه على نطاق سوريا بالكامل. فلدى هيئة تحرير الشام نفوذ كبير، لكنها تفتقر إلى القدرات العسكرية والبشرية لإدارة البلاد بأكملها.

وأضاف: سيضطر قادتها إلى تقاسم السلطة، مع محاولة الحفاظ على النظام والانتقال بسلاسة، ليظهروا كطرف مسؤول أمام الولايات المتحدة، وأوروبا، والدول الإقليمية”.

تهديدات في الشمال الشرقي

كما يشكل الساحل السوري، الذي يضم نسبة كبيرة من السكان العلويين الموالين للأسد، تحديًا خاصًا للسلطة المقبلة، فالانتقام بعد حرب أهلية دامية يشكل خطرًا كبيرًا.

لكن التحدي الأكبر ربما يأتي من الشمال الشرقي. تحالفت “هيئة تحرير الشام” مع عدة فصائل أخرى، وطمأنة حلفاءها حول نيتها حماية الأقليات. ومع ذلك، فإن التنسيق مع “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا والذي لديه أجندة مختلفة بشأن القضية الكردية، يثير تعقيدات.

مستقبل البلاد والمجتمع المدني

رغم الاضطرابات، ذكّرت فرنسا بأهمية احترام “السيادة والسلامة الإقليمية لسوريا”، داعيةً إلى “حل سياسي شامل” وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254. هذا القرار لعام 2015 يحدد خارطة طريق لإنهاء النزاع عبر عملية سياسية يقودها السوريون وتنظيم انتخابات حرة.

وبينما لا تتضمن خطط هيئة تحرير الشام الحالية إجراء انتخابات، يرى جوزيف ظاهر أن هناك فرصة سانحة. “ما يعطي الأمل هو أن أي قوة عسكرية لن تتمكن من إدارة البلاد وحدها. وهذا يوسع المجال للنضال الديمقراطي.

ويؤكد أنه على المجتمع المدني السوري أن يستغل هذا المجال لتشكيل قوة مضادة قادرة على الدفاع عن القيم الديمقراطية والاجتماعية، وهي معركة جديدة تنتظر سوريا بعد الأسد.