لقاء أردوغان وبوتين.. هل تُنقذ تركيا صفقة الحبوب الأوكرانية؟

إسراء عبدالمطلب

تأتي الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه أنقرة على تسريع جهودها لإقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاق وسط تصاعد الاشتباكات في البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا.


يتجه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى مدينة سوتشي الروسية، الأسبوع المقبل، للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

كان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التابع له أردوغان، عمر جيليك، قال، أول من أمس الاثنين 28 أغسطس: “اتخذ رئيسنا مبادرة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية لتجنب أن يواجه العالم أزمة غذائية، ونعتقد أن هذه الزيارة ستحدث تطورات جديدة”.

هل ستكون أرمينيا بؤرة التوتر التالية القابلة للاشتعال بين تركيا وروسيا؟ | The Washington Institute

 إحياء اتفاق الحبوب

حسب صحيفة المونيتور الأمريكية، لم يقدم جيليك جدولًا زمنيًّا للزيارة، ولكن وسائل الإعلام الرسمية الروسية ذكرت الأسبوع الماضي أن الاجتماع سيعقد يوم الاثنين المقبل 4 سبتمبر، وقالت وكالة بلومبرج إنه سيكون يوم 8 سبتمبر.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه أنقرة على تسريع جهودها لإقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاق وسط تصاعد الاشتباكات في البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا، وبعد رفضها تمديد الاتفاق بعد انتهاء مدته في 17 يوليو، بدأت روسيا ضرب الموانئ الأوكرانية ومرافق التخزين على ساحل البحر الأسود، وهو ما دفع أوكرانيا إلى شن ضربات مضادة.

طريق بديل للشحنات الأوكرانية

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، يوم الاثنين، إنه من المتوقع أن يجتمع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي زار أوكرانيا الأسبوع الماضي، مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، قريبًا لمناقشة هذه القضية.

وفي أعقاب اجتماعات فيدان مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره دميترو كوليبا، بحضور مسؤولين أوكرانيين آخرين رفيعي المستوى في أوكرانيا، شدد فيدان على موقف بلاده، ونأى بأنقرة عن الجهود التي يقودها الغرب وكييف لإقامة “اتفاق سلام” من خلال طريق بديل للشحنات الأوكرانية دون تدخل روسيا.

 هل تعود روسيا للمعادلة؟

قال وزير الخارجية التركي: “لا يمكننا الموافقة على تدمير أو قصف الموانئ والأدوات الأساسية لنقل الحبوب، ولهذا السبب تحديدًا، نرى منذ البداية أن روسيا يجب أن تعود إلى المعادلة. فيما قال كوليبا، إنهم يعتقدون أن الطريق البديل يمكن أن يكون ناجحًا، مضيفًا: “ولكن إحياء الاتفاق الأصلي هو أيضًا الحل الأمثل بالنسبة لهم”.

وفي التوقيت التي تستمر فيه الاشتباكات بين الطرفين المتحاربين، وصلت ثاني سفينة شحن أوكرانية تتحدى الحصار الروسي في البحر الأسود منذ انسحاب روسيا من الصفقة، إلى المياه التركية يوم الاثنين، بعد مغادرتها ميناء أوكراني يوم السبت.

استخدام الحبوب كسلاح

توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق الحبوب بالبحر الأسود العام الماضي بعد أن أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى توقف المواد الغذائية الأوكرانية، وخاصة صادرات الحبوب، ما أثار تحذيرات شديدة من أزمة غذاء عالمية قد تصل حد المجاعة.

وبررت روسيا إحجامها عن تمديد الصفقة بالعقوبات الغربية معللة أن منع البنوك الروسية من استخدام نظام الدفع الدولي “سويفت”، والعقوبات المرتبطة بالتأمين، تمنع بقدر فعال صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية من الوصول إلى الأسواق العالمية.

وترى الدول الغربية أن العقوبات لا تستهدف صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية، واتهم نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، روسيا بـ “استخدام الحبوب كسلاح”، داعيًا روسيا للعودة إلى الاتفاق، خلال حديثه يوم السبت 26 أغسطس، على هامش قمة وزراء تجارة مجموعة العشرين في نيودلهي بالهند.

 اقرأ أيضًا: العاصفة المدارية هارولد تقطع الكهرباء عن آلاف المنازل بتكساس

الحياد الاستباقي

سيكون اجتماع الأسبوع المقبل أول اجتماع مباشر بين الرئيسين التركي والروسي منذ إعادة انتخاب أردوغان في مايو الماضي، وسبق أن قال أردوغان إن بوتين سيسافر إلى تركيا في أغسطس، ولكن الزيارة لم تتم ولم يقدم المسؤولون الأتراك أي توضيح بشأن إعادة الجدولة.

وفي حال موافقة روسيا على الاتفاق بعد الاجتماع، سيشجع ذلك جهود تركيا لوضع نفسها كجهة فاعلة يمكنها التحدث مع كلا الجانبين في الحرب من خلال “الحياد الاستباقي” الذي اعلنته بنفسها، وأغلقت أنقرة مضيقي الدردنيل والبوسفور أمام السفن الحربية الروسية، وتواصل إرسال الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، ولكنها في نفس الوقت، لم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.

نصر حاسم

نقل المونيتور عن نيكولاس هيراس من معهد نيو لاينز للاستراتيجيات والسياسات، قوله: “إن هذه المبادرة التركية مثال رئيس على الدور الذي تريد تركيا لعبه في العالم كدولة قوية يمكنها القول إن لديها أصدقاء من جميع الأطراف وأنه يمكنها التأثير عليهم”. مردفاً “مع ذلك، يواجه أردوغان مهمة شاقة هذه المرة، وحذر هيراس من أن بوتين لن يعطي موافقته على أي اتفاق جديد ما لم تحصل روسيا على شيء في المقابل.

ويرى هيراس أن “هذه مهمة صعبة بالنسبة للرئيس التركي لأن بوتين يحاول تحويل الحرب في أوكرانيا إلى نصر حاسم وفي الأساس، سيدفع بوتين أردوغان إلى أن يكون أوروآسيويًا وليس الناتو في النهج التركي قبل الموافقة على صفقة الحبوب الجديدة”.

اقرأ أيضًا: فيديو| خائن بريجوجين.. من هو سيدوي المرشح المحتمل لقيادة فاجنر؟

ربما يعجبك أيضا