لقاء منتظر بين وزيري خارجية طهران والرياض.. هل يضع أرضية لحل شامل؟

بنده يوسف

أقر اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية الذي استضافته الصين، 10 مارس الجاري، تبادل سفراء البلدين في مدة لا تتجاوز الشهرين. وسط رهانات وآمال من مكاسب هذا الاتفاق على مصالح البلدين.


بحث وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، في محادثة هاتفية، 26 مارس 2023، آخر تطورات الاتفاق بين البلدين.

واتفق الطرفان، خلال المحادثة الهاتفية، على عقد اجتماع ثنائي خلال شهر رمضان، بهدف استكمال اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين، ورغم عدم الإعلان عن مكان الاجتماع، إلا أن هناك 4 عواصم مرشحة لاستضافته هي “بغداد، مسقط، الدوحة، وبكين”.

دعوات متبادلة

يبدو أن هناك زيارة متوقعة على مستوى قادة إيران والسعودية بعد اللقاء المنتظر لوزراء خارجية البلدين، فقد قال وزير الخارجية الإيراني إن “العاهل السعودي أرسل دعوة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي لزيارة المملكة وسنرسل إليه دعوة مماثلة لزيارة إيران”.

وأجرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اتصالًا هاتفيًّا بالرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الثلاثاء، معربًا عن تقدير المملكة للمبادرة الصينية لدعم جهود تطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأشاد الرئيس الصيني بدور المملكة في تعزيز تطوير علاقات بلاده مع دول مجلس التعاون ودول منطقة الشرق الأوسط.

ولم يعلن وزيرا خارجية البلدين عن المكان المقرر لاستضافة اجتماع الطرفين، وحسب تقرير موقع شفقنا الإيراني، 28 مارس، هناك 4 أماكن محتملة لاستضافة هذه القمة الوزارية، هي بغداد أو مسقط أو الدوحة، أو بكين، وهي العواصم الأربعة التي استضافت أو رعت حوار المصالحة بين إيران والمملكة السعودية.

رهانات وآمال

حسب تقرير موقع ميدل ايست الإيراني، 28 مارس، تنهمك الأوساط المعنية في دراسة وتفسير النتائج المترتبة على تنفيذ الاتفاق منذ الإعلان عن نصه، وحساب انعكاساته الإقليمية والدولية، خصوصًا أن هناك قضايا شائكة وصعبة لا يمكن حلها على مستوى ثنائي، وتحتاج إلى توافقات إقليمية ودولية، مثل أمن الخليج، وملف الطاقة، والتدخلات في شؤون الدول الأخرى، والنشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار.

من جانب إيران، يبدو أن المنتظر من الاتفاق هو أمني وسياسي واقتصادي، في وقت تواجه استحقاقات مهمة داخلية، وخارجية، وإقليمية. ويأتي في الصدارة الحراك الاجتماعي السياسي المعارض للنظام، والذي يتواصل منذ عدة أشهر على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، وتواجه إيران وضعًا اقتصاديًّا صعبًا من جراء تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، وانعكس ذلك على ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية، واستمرار انهيار العملة الوطنية.

حل شامل

حسب تقرير الموقع الإيراني من الجانب السعودي، يأتي الوضع اليمني في الصدارة، لجهة تثبيت وقف إطلاق النار عن طريق التزامات تقبل بها كل الأطراف وتضع أرضية لحل شامل، إلا إن المسألة ليست يسيرة كما يتصور البعض لأن 8 سنوات من الحرب فتحت جراحًا كثيرة، يتطلب علاجها وقتًا وتنازلات واستعدادًا من الجميع.

ويبدو أن هناك صعوبة في الذهاب بعيدًا أكثر من تثبيت وقف النار، إلا أنه من المرجح أن تستخدم إيران نفوذها من أجل إقناع الأطراف بالدخول في تسوية سياسية، وستلجأ إلى استخدام هذه الورقة من أجل عدم الخوض في الملفات الأخرى بالعمق، كما هو الحال في سوريا والعراق ولبنان. ولكن ستواجه بصعوبات تتعلق بشروط الأطراف اليمنية.

اقرأ أيضا|

بعد اتفاق إيران والسعودية.. لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل
في إطار دعم المصالحة.. دول الخليج تتطلع إلى علاقة جيدة مع إيران

ربما يعجبك أيضا