لقاء ميلوني وبايدن.. هل تنصلت اليمينية الإيطالية من علاقتها بترامب؟

عمر رأفت
لقاء ميلوني وبايدن .. هل تنصلت اليمينية الإيطالية من علاقتها بترامب؟

كانت مقابلة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمثابة تنصل المسؤولة الإيطالية من علاقتها بالرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.


لطالما أطلفت رئيسة الوزراء الإيطالية حملات ضد الاتحاد الأوروبي، ساعية للتحالف مع رئيس أمريكا السابق، دونالد ترامب.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير للكاتب جيسون هورويتز، أول من أمس الخميس 27 يوليو 2023، إن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، يمكن أن يكون لديها قواسم مشتركة مع الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن.

ميلوني تزور البيت الأبيض

زارت ميلوني البيت الأبيض، أمس الخميس، وكانت أبرز الملفات التي طرحت بين الجانبين هو كيفية دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وضرورة تعزيز حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأيضًا، صعود الصين كقوى عالمية عظمى.

وشدد بايدن على دور إيطاليا الهام بصفتها حليفًا عسكريًّا لحلف شمال الأطلسي، خصوصًا من ناحية الدعم الذي قدّمته لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. من جهتها، قالت ميلوني: “نحن نعرف أصدقاءنا في المحن. أعتقد أنّ الدول الغربية أظهرت أنّها تستطيع الاعتماد على بعضها البعض”.

اقرأ أيضًا: ميلوني: برلسكوني أحد الرجال الأكثر تأثيرًا في تاريخ إيطاليا

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه كان هناك خلافات في بعض الملفات بين الجانبين، مثل حقوق المثليين، إلى جانب الهجرة، وهي أمور جعلت بايدن يشعر بالتوتر بشأن ميلوني، ولكن في نفس الوقت، فإن هذا الاجتماع يراه المحللون تحولًا في موقفها اليميني.

ميلوني

أزمة المهاجرين

منذ انتخابها في سبتمبر الماضي كرئيسة لوزراء إيطاليا، خففت ميلوني، مخاوف العديد من الليبراليين والمعتدلين الأوروبيين الذين أطلقوا ناقوس الخطر للديمقراطية الإيطالية عند تأكدهم من توليها هذا المنصب الحساس في روما.

وأضافت الصحيفة أن ميلوني ابتعدت عن مارين لوبان في فرنسا، وكذلك حلفاءها في المجر وبولندا، الذين يعارضونها الآن بشأن قضية الهجرة، بعد أن كانت بجانبهم صراحة، مستنكرة الهجرة من إفريقيا باعتبارها مؤامرة من المصرفيين لاستبدال العمال الإيطاليين.

اقرأ أيضًا: ميلوني في تونس.. هل تحل أزمتي الهجرة وقرض صندوق النقد؟

ودعت ميلوني إلى فرض حصار بحري على المهاجرين، وهددت بإغراق سفن المهربين دون أشخاص بداخلها، كما أوضحت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي.

ميلوني

جورجيا ميلوني

ميلوني والهجرة غير الشرعية

في فبراير، غرق 94 شخصًا على الأقل من أفغانستان وباكستان وسوريا، بينهم نساء وأطفال، في حادثة غرق سفينة على بعد أمتار قليلة قبالة الساحل الإيطالي، ما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان بإمكان إيطاليا إنقاذهم، ودفعت المأساة ميلوني إلى دعوة أوروبا والعمل معها لمعالجة هذه القضية.

وفي الأيام الأخيرة، برزت ميلوني كقائدة غير متوقعة بشأن هذه القضية بالنسبة لأوروبا، وقادت مجموعة من الدول من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في اتفاقية رئيسة لإبطاء الهجرة غير الشرعية من خلال ليس فقط منع تهريب البشر، ولكن وكذلك من خلال معالجة الضغوط التي تدفع الناس إلى الهجرة.

وأسفر الاجتماع عن التزامات بتمويل مشاريع تنموية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، لمكافحة تغير المناخ، وتحسين حياة الأشخاص المعوزين الذين يسعون إلى القدوم إلى أوروبا، كما قالت ميلوني إن حكومتها مستعدة لاستقبال المزيد من المهاجرين عبر الطرق القانونية.

بايدن

بايدن

ميلوني تتنصل من ترامب

قالت ميلوني إن أوروبا وإيطاليا بحاجة إلى الهجرة، وإن حكومتها تخطط لإصدار أكثر من 400 ألف تصريح عمل لمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي بين هذا العام و2025. وهذا الشهر، لعبت ميلوني دورًا رئيسًا في صفقة مهمة أخرى بين الاتحاد الأوروبي وتونس.

وقبل الاجتماع مع بايدن، قال بعض الأشخاص إن مقابلة ميلوني لبايدن هي فرصة لكي تبتعد عن ترامب، وهذا ما أوضحه العنوان الرئيس على الموقع الإلكتروني لمعهد بروكينجز، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن: “يجب على ميلوني أن تتنصل من ترامب عندما تلتقي بايدن”، لكن ميلوني سعت منذ سنوات إلى إقامة علاقة وثيقة مع الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب.

وفي مقابلة سابقة لميلوني، قالت: “لقد فعل ترامب بعض الأشياء الجيدة جدًا عندما كان رئيسًا، على سبيل المثال، في السياسة الخارجية، لم تكن لدينا مشاكل، لم تكن هناك حروب، وأعتقد أن أوباما كان أسوأ رئيس في الشؤون الخارجية”.

ربما يعجبك أيضا