لقاء نادر بين وزيري الدفاع الأمريكي والصيني.. ما أبرز الملفات المطروحة؟

أوستن ودونج يبحثان ملفات شائكة في أول لقاء منذ عامين: هل تمهد للتهدئة؟

محمد النحاس

أفاد مسؤولون أمريكيون رفيعي المستوى، بأن قنوات الاتصال المباشرة مع الجيش الصيني يمكن أن تساعد في منع سوء الفهم حول البؤر الساخنة في المنطقة، بما في ذلك تايوان وبحر الصين الجنوبي، والتي قد تقود إلى مواجهة خطيرة.  


التقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنظيره الصيني دونج جون، اليوم الجمعة 31 مايو 2024 في سنغافورة، في لقاء وُصف بـ”النادر”، على هامش منتدى شانجريلا الأمني. 

هذا اللقاء هو أول مُحادثات تجري وجهًا لوجه، بين وزيري الدفاع الأمريكي والصيني منذ أواخر عام 2022، حينما التقى أوستن، وزير الدفاع الصيني آنذاك، وي فنج في كمبوديا، خلال اجتماع وزراء الدفاع الإقليميين. 

ما سبب قطع الاتصالات العسكرية بين الجانبين؟

كان التواصل العسكري بين الجانبين موضوعًا أساسيًا للمناقشة في اجتماع وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره الصيني، كما يخطط الجانبان أيضًا لعقد مجموعة عمل لاتصالات الأزمات بحلول نهاية العام، وحسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، فإن واشنطن وبكين تعتزمان استئناف المباحثات العسكرية الهاتفية، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

كانت قنوات الاتصال العسكري بين أقوى جيشين في العالم قد قُطعت في أغسطس 2022، احتجاجًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان، وجرى الاتفاق على إعادة فتح قنوات للتواصل في نوفمبر 2023.

استئناف المباحثات العسكرية 

وفق بيان البنتاجون، أوستن أكد خلال اللقاء الإعلان الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في الماضي بشأن “استئناف البلدين المباحثات الهاتفية على مستوى القادة العسكريين خلال الأشهر المقبلة”.

وشدد أوستن على أن واشنطن وبكين تعتزمان استئناف هذه المباحثات العسكرية هاتفيًا “خلال الأشهر المقبلة”، وتعد الاتصالات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، إحدى أولويات البيت الأبيض”، الرئيسة، بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي.

حوار إيجابي

أفاد مسؤولون أمريكيون رفيعي المستوى، بأن قنوات الاتصال المباشرة مع الجيش الصيني يمكن أن تساعد في منع سوء الفهم بشأن البؤر الساخنة في المنطقة، بما في ذلك تايوان وبحر الصين الجنوبي، والتي قد تقود إلى مواجهة خطيرة.  

ووفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية العقيد وو تشيان: “كان هذا حوارًا إيجابيًا وعمليًا وبناءً على المستوى الاستراتيجي”، وقال إن الاجتماع الذي استمر حوالي 75 دقيقة، والذي استمر لفترة أطول قليلًا من المتوقع “حقق تأثيرا إيجابيا في مساعدة الجانبين على زيادة التفاهم المتبادل وتجنب الحسابات الخاطئة”.

توترات إقليمية

الاجتماع الذي كان على هامش مؤتمر الدفاع السنوي في سنغافورة، يأتي في وقت تحتدم في الخلافات إقليمية متوترة، حيث تستمر بكين في التأكيد على المطالبات الإقليمية المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، كما تندد بمساعي الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات الأمنية مع حلفاء اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، علاوةً على الخلافات بشأن جزيرة تايوان. 

كانت الصين قد أجرت خلال مايو الجاري، مناورات كبرى بشأن تايوان بعد تنصيب الرئيس الجديد للجزيرة، التي تحظى بالحكم الذاتي، فيما تؤكد بكين سيادتها عليها، وأنها جزء لا يتجزأ من البر الرئيس، وفي حين تعزز الولايات المتحدة العلاقات مع الجزيرة، تقول إنها تلتزم بمبدأ “صين واحدة”.

ربما يعجبك أيضا