لماذا اختفى الحزب الديمقراطي بعد فوز ترامب بولاية ثانية؟

إسراء عبدالمطلب
الديموقراطيين

شهد المشهد السياسي الأمريكي تغييرات كبيرة بعد فوز الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، بولاية ثانية إذ واجه الحزب الديمقراطي حالة من التراجع والضياع.

وأصبح الحزب بلا زعيم واضح، ومنقسماً على نفسه، وغير قادر على إدارة معارضة فعالة ضد الإدارة الجديدة، ولا يمتلك الحزب خطة واضحة للمستقبل، ما جعله يختفي عن الساحة السياسية والنقاش العام.

الحزب الديموقراطي

الحزب الديموقراطي

انقسام بلا زعامة

يواجه الحزب الديمقراطي أزمة قيادية حقيقية، حيث لم يتمكن من تعيين زعيم حقيقي أو وضع استراتيجية واضحة لمواجهة القرارات التنفيذية التي أصدرها ترامب منذ توليه المنصب مجددًا في يناير 2025، ورغم مرور عدة أشهر على الهزيمة الانتخابية في نوفمبر 2024، لم يُجرِ الحزب تحليلاً دقيقًا للأسباب التي أدت إلى فقدانه الرئاسة ولم يحدد مسارًا جديدًا، وفقًا لصحيفة “إيل بوست” الإيطالية، الثلاثاء 4 فبراير 2025.

وتراجعت شعبيته بين الناخبين وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، حيث تبدو قاعدته منهكة وخائبة الأمل، مما انعكس سلبًا على قدرته على تنظيم الاحتجاجات أو تشكيل معارضة قوية. وفي فبراير 2025، انتُخب كين مارتن، زعيم الحزب في مينيسوتا، رئيسًا جديدًا للديمقراطيين، لكن منصبه لا يبدو أنه يحمل تأثيرًا كبيرًا كما أثبتت تجربة سلفه جيمي هاريسون.

استراتيجية غير واضحة للمعارضة

في ظل القرارات السريعة التي اتخذتها إدارة ترامب، لم يتمكن الديمقراطيون من تقديم معارضة فعالة، بل بدوا عاجزين عن مجاراة الأحداث، وأشار زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى أنهم سيختارون معاركهم بعناية، بينما يطالب العديد من السياسيين الديمقراطيين بنهج أكثر تصعيدًا ضد سياسات ترامب.

ويوجد انقسام واضح داخل الحزب حول الاستراتيجية الأفضل، ويرى فريق أن على الحزب انتظار تداعيات سياسات ترامب حتى تتسبب في أزمات تُعيد الناخبين إلى صفوفهم، بينما يدعو آخرون إلى التحرك الفوري لمواجهة الإدارة الجمهورية الجديدة، ومن أبرز القضايا المركزية التي تثير الجدل هي الاقتصاد والهجرة والأمن والضرائب، في مقابل القضايا التي يركز عليها الديمقراطيون مثل حقوق الإجهاض وتغير المناخ وحقوق المثليين، وهي مسائل لا تستهوي جمهورًا واسعًا من الناخبين.

خيارات محدودة ومستقبل غامض

واجه الديمقراطيون في السنوات الأخيرة ضغوطًا كبيرة من التيارات الليبرالية والراديكالية داخل الحزب، مما دفعهم إلى تبني مواقف أكثر تطرفًا أفقدتهم الدعم الشعبي، ويرى بعض المحللين أن الهزيمة الانتخابية ليست أزمة هيكلية، بل مجرد نتيجة لخيار خاطئ بترشيح جو بايدن رغم تقدمه في العمر، واستبداله بكامالا هاريس منتصف الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى تعاطف الناخبين مع ترامب بعد محاولة اغتياله.

وفي ظل هذه الظروف، يتطلع بعض الديمقراطيين إلى انتخابات التجديد النصفي في 2026 لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب، بينما يأمل آخرون في ظهور قيادة جديدة للحزب قبيل انتخابات 2028، ومع ذلك يشير العديد من المحللين إلى أن الحزب يواجه تحديات أكبر من مجرد استعادة المقاعد، حيث يعاني من أزمة هوية قد تعوقه عن تقديم رؤية مقنعة تجذب الناخبين مرة أخرى.

ويجد الحزب الديمقراطي نفسه في وضع صعب بعد فوز ترامب بولاية ثانية، حيث يفتقر إلى القيادة الواضحة والخطة الفعالة لمواجهة سياسات الإدارة الجمهورية، وفي ظل الانقسامات الداخلية وتراجع الدعم الشعبي، يحتاج الحزب إلى إعادة تقييم استراتيجيته وبناء رؤية جديدة تعيد ثقة الناخبين به، وإلا فقد يظل غائبًا عن المشهد السياسي لفترة أطول مما يتوقعه أنصاره.

ربما يعجبك أيضا