كشف مقتل حسن نصر الله تباين المواقف العربية، حيث لم تُظهر جماعة الإخوان تعاطفًا، مما يُبرز الانقسامات الطائفية.
مقتل حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، في 27 سبتمبر الماضي، إثر غارة جوية إسرائيلية، لم يُحدث صدىً إيجابيًا لدى جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي.
بينما أظهرت بعض الجماعات تعاطفها مع حزب الله، ولم تُظهر جماعة الإخوان أي تعزية، مما يثير تساؤلات حول الأسباب وراء هذا الموقف.
تاسيس حزب الله
تأسس حزب الله في الثمانينات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ويُعتبر جماعة مسلحة مدعومة من إيران. يُنظر إليه على أنه “تنظيم إرهابي” في نظر العديد من الدول، ويستفيد من دعم إيران الذي بدأ بشكل مكثف منذ عام 2006.
بعد غزو العراق في عام 2003، استغلت إيران الفوضى لتعزيز نفوذها عبر دعم جماعات متعددة مثل حماس. على الرغم من وجود اختلافات بين الإسلام السياسي السني والشيعي، يبقى الولاء لإيران هو القاسم المشترك بين هذه التنظيمات.
حسن نصر الله
يُعتبر نصر الله شخصية محورية في الصراع السني الشيعي. منذ توليه زعامة حزب الله، عزز نفوذ إيران في لبنان، مما يجعله يمثل تهديدًا محتملًا للعديد من القوى السنية. يُنظر إلى حزب الله كأداة بيد إيران، مما يعقد فرص الدعم من قبل قادة الإخوان المسلمين.
خلال العقدين الماضيين، ارتبط الحزب بتهديدات داخلية وخارجية، مما أدى إلى زيادة منسوب التوترات.
ردود فعل جماعة الإخوان
بعد مقتل نصر الله، لم تُظهر جماعة الإخوان المسلمين أي تعاطف، بل أظهرت بعض الأوساط ردود فعل إيجابية. ويُعتبر بعض قادة الإخوان أن نصر الله كان يمثل تهديدًا للسلم الأهلي بسبب تدخله في الصراعات الداخلية، خاصة في سوريا. وقد أُشير إلى هذه الآراء في تقارير، مثل ما نشرته مجلة “New Statesman” البريطانية في 30 سبتمبر 2024.
تُعقّد العلاقات بين الإخوان المسلمين وحزب الله بسبب الانقسام الطائفي. إذ يعتبر الإخوان جماعة سنية بينما حزب الله حركة شيعية، مما يُعزز من الصراعات في العالم العربي. يظهر موقف الإخوان من نصر الله كعامل يؤكد الفجوة السنية الشيعية المستمرة التي تؤثر على الأحداث السياسية في المنطقة.
الإخوان في المرحلة الحالية
تتجه أنظار الإخوان المسلمين نحو تعزيز مواقعهم في الدول العربية، وقد يُعتبر موقفهم من مقتل نصر الله جزءًا من استراتيجيتهم الأوسع. فهم يسعون لتقديم أنفسهم كممثلين عن “الإسلام المعتدل” في مواجهة تهديدات الحركات المتطرفة. يعكس هذا الموقف سعيهم لتوسيع قاعدتهم الشعبية في ظل الظروف المتغيرة في العالم العربي.
إن وفاة حسن نصر الله وموقف الإخوان المسلمين من تلك الحادثة يُظهران كيف يمكن أن تؤثر الأحداث السياسية على الانقسامات الطائفية والتوجهات في المنطقة. ويُعد هذا الموقف بمثابة بيان عن التحديات المستمرة التي تواجهها الجماعات الإسلامية السنية في سعيها لاستعادة نفوذها، مما يشير إلى فترة جديدة من الانقسامات والاستقطاب.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2003046