لماذا تدعم إيران السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟

أمام سلام أذربيجان وأرمينيا.. إيران تعارض "زنكه زور"

يوسف بنده

قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة إلى يريفان عاصمة أرمينيا، في وقت تستعد الجارة الشمالية لإيران لتوقيع اتفاق سلام مع جارتها أذربيجان.

وتحمل هذه الزيارة الأهمية، وسط مخاوف إيرانية من نتائج الصراع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان بعد تحرير الأخيرة مرتفعات ناغورني قره باغ، وتحذير طهران المتكررة من إحداث أية تغييرات في الحدود السياسية لكلا البلدين مع إيران.

عراقجي في أرمينيا 4

عراقجي في أرمينيا

استقرار جنوب القوقاز

تقلق طهران من الصراعات المسلحة في منطقة جنوب القوقاز وانعكاسها على أمنها القومي وحركة تجارتها العابرة نحو الشمال، فقد أدى الصراع بين أذربيجان وأرمينيا لتعزيز الحضور الإسرائيلي والتركي في منطقة جنوب القوقاز لدرجة أن بدأت تقلق طهران على محافظتها الشمالية من تسرب الحركات الانفصالية بسبب الاستقطاب تجاه تلك الصراعات.

ولذلك حث عراقجي، خلال زيارته إلى يريفان، الاثنين 24 مارس، أرمينيا وأذربيجان على التوقع السريع لاتفاقية السلام بينهما، مؤكدًا دعم إيران لهذه الخطوة. خاصة أن هذه المنطقة تعتبر بمثابة الجسر الذي يربط إيران بأوراسيا وأوروبا، ولهذا السبب فهي ذات أهمية خاصة.

وتصر إيران على الحل الإقليمي لقضايا منطقة جنوب القوقاز في إطار صيغة 3+3 (روسيا وإيران وتركيا+أذربيجان وأرمينيا وجورجيا)، وذلك في إطار قلقها من الاستقطاب الخارجي لحضور القوى الأجنبية في تلك المنطقة التي تعبر من جنوب روسيا وصولًا إلى الصين، فيما يُعرف بالممر الأوسط الذي يشغل اهتمام الأوروبيين.

ممر زنكه زور

ممر زنكه زور

ممر زنكه زور

تعارض طهران أية تغييرات جيوسياسية في الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، لأن ذلك سينعكس بالسلب على إيران، ويعزلها عن أرمينيا إذا ما قامت أذربيجان بتبادل أراضي معها، خاصة أن حكومة باكو وبدعم من حكومة أنقرة تسعيان إلى فتح ممر زنكه زور، وهو ما سيضر بحركة التجارة والترانزيت عبر الأراضي الإيرانية.

فقد كرر عراقجي تحذيرات بلاده خلال وجوده في أرمينيا، مؤكدًا رفض التغييرات الجيوسياسية، مع التشديد على حل النزاعات عبر الدبلوماسية. وتدعم إيران الحفاظ على حركة التجارة عبر أراضيها بين أذربيجان وأرمينيا وذلك من خلال تفعيل ممر “شمال-جنوب” الذي يربط جنوب إيران بشمالها، وكذلك عبر ممر “أرس” الذي يربط بين الشرق والغرب وكذلك يسمح بحركة التجارة من الجنوب نحو الشمال عبر أراضي أذربيجان وأرمينيا.

فقد قال عراقجي: “نحن مهتمون بتسهيل حركة المرور بين البلدين وعبور البضائع والشاحنات الإيرانية من أرمينيا إلى جورجيا والبحر الأسود، وبالمقابل عبور البضائع والمركبات الأرمينية عبر إيران إلى الخليج وبحر عمان والمحيط الهندي. أجرينا مناقشات جيدة حول خفض تكاليف العبور وبناء جسر جديد فوق نهر أراس لعبور المركبات، وتم التوصل إلى بعض الاتفاقيات.

ربما يعجبك أيضا