لماذا تعارض الولايات المتحدة انضمام أوكرانيا للناتو؟

شروق صبري
في حالة فوز ترامب.. هل تتخلى أمريكا عن دور «شرطي العالم»؟

لم تبد الولايات المتحدة أي نية لدفع أوكرانيا للانضمام للناتو، وربما أن واشنطن تعلم عواقب هذه الخطوة جيدًا، فهل يتغير الموقف الأمريكي بعد الحرب الروسية الأوكرانية؟


تواصل أوكرانيا الضغط على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ليقدم لها ما يسميه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “طريقًا نحو العضوية”.

وستكون تطلعات عضوية أوكرانيا الآن موضوعًا مركزيًّا للنقاش في قمة الناتو اليوم وغدًا 11 و12 يوليو، في فيلنيوس، حيث تجادل أوكرانيا، كما قال وزير دفاعها السابق أندري زاغورودنيوك، مؤخرًا بأنه ينبغي الترحيب بها واحتضانها في الحلف.

الرئيس الأمريكي جو بايدن والناتو

الرئيس الأمريكي جو بايدن والناتو

الترحيب بأوكرانيا في الناتو

أشار تقرير مجلة، فورين آفيرز، الأمريكية، يوم 7 يوليو 2023، أنه لا ينبغي الترحيب بأوكرانيا في حلف الناتو، وهذا شيء يجب أن يوضحه الرئيس الأمريكي جو بايدن فقد كانت مقاومة كييف للحرب الروسية بطولية، لكن الدول في النهاية تفعل ما هو في مصلحتها الذاتية.

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الفوائد الأمنية التي تعود على الولايات المتحدة من انضمام أوكرانيا للحلف تتضاءل مقارنة بمخاطر انضمامها للناتو.

اقرأ أيضًا| أردوغان: إنهاء الحرب يسهل انضمام أوكرانيا إلى الناتو

وأوضحت أن قبول أوكرانيا في الناتو من شأنه أن يثير احتمالية الاختيار بين الحرب مع روسيا والعواقب المدمرة التي لهذه الخطوة أو التراجع عن ضمانات الناتو الأمنية للحلف بأكمله والتقليل من قيمتها. لذلك سيكون من الحكمة في قمة فيلنيوس وما بعدها، أن يعترف قادة الناتو بهذه الحقائق ويغلقون الباب أمام أوكرانيا.

Untitled 51

طيران الناتو

رد فعل روسيا

أشارت المجلة الأمريكية إلى أنه في قمة الناتو في رومانيا عام 2008، فاجأ الرئيس الأمريكي، جورج دبليو بوش، الجميع بالضغط على جورجيا وأوكرانيا للانضمام إلى الحلف. كانت هذه آخر قمة لبوش في حلف شمال الأطلسي كرئيس، والذي كان يريد وضع بصمة مميزة لإرثه، لكن أبدت عدد من الدول الأوروبية الأعضاء رفضها، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، وذلك خوفًا من رد الفعل الروسي.

اقرأ أيضًا| وزيرا خارجية تركيا وأمريكا يبحثان توسع حلف الناتو في ليتوانيا

وأسفر الجمود الدبلوماسي عن حل وسط أعلن فيه الناتو أن الدول ستصبح أعضاءً في يوم من الأيام، لكنه لم يقدم أي خطة لهذه الخطوة. لكن هذه المبادرة شهدت إدانة قوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الذي قال في بوخارست:”إن ظهور القوة العسكرية على حدودنا، يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن بلادنا”.

غزو جورجيا

بعد 4 أشهر، غزت روسيا جورجيا وما زالت تحتل بعضًا من أراضيها حتى اليوم. وفي عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم تمهيدًا للحرب الشاملة ضد أوكرانيا في فبراير 2022. ويتسم سلوك روسيا بالبلطجة وغير الشرعي والخطير.

ويسلط ذلك الضوء على القضية الأساسية المطروحة وهي أنه حتى مع استمرار التزام الناتو رسميًّا بعدم انضمام أوكرانيا، فإن توسع الناتو في المناطق التي تعتبرها موسكو مركزية لأمنها القومي يعني شن حرب مع روسيا.

ربما يعجبك أيضا