يوم عرفة عيد للحجاج، والأفضل ألا يصوموه لأن الصوم يضعفهم عن الوقوف وأداء المناسك، خاصة في أيام الصيف وشدة الحر.
يحرص الكثير من المسلمين على اغتنام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، بالعبادات وأعمال الطاعات منها الصيام والذكر، فهي أيام خير يُستحب إحياؤها بالطاعات وفعل الخيرات.
ويوم عرفة خير أيام الدنيا عند المسلمين، وهو محل شعيرة عظيمة من أعظم شعائر الإسلامِ ألا وهي شعيرة الحج، وللعمل الصالح فيه فضل عظيم، وقد كان من هدي نبي الإسلام محمد ﷺ استقبال يوم عرفة بالتضرع والدعاء، فلماذا لا يصوم حجاج بيت الله يوم عرفة؟
حكم صيام عرفة للحاج
يحرص المسلمون على صيام يوم عرفة لما له من فصيامه سنة عن نبي الإسلام، وروى أبوقتادة أن النبِي ﷺ قال: “صيام يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، أخرجه مسلم. ويعد يوم عرفة عيدًا للحجاج، فالأفضل لهم عدم الصيام، ولأن الفطر يعينهم على العمل والذكر والدعاء، والصوم قد يضعفهم عن الوقوف وأداء المناسك، خاصة في أيام الصيف.
وقال ﷺ: “إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب”، رواه النسائي. وكما لا يصوم الحاج يوم النحر وأيام التشريق، ولا يجوز له صيامها هكذا يوم عرفة، الأفضل أن لا يصوم، والنبي ﷺ أفطر فيها وشرب لبنًا والناس ينظرون إليه عليه الصلاة والسلام ليتأسوا به.
رأي الفقهاء في صوم ضيوف الرحمن
ذهب جمهور الفقهاء، المالكية والشافعية والحنابلة، إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية، لما روت أم الفضل بنت الحارث، رضي الله عنهما، أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ، أخرجه البخاري.
وَعن عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِي ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أخرجه الترمذي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1200485