لماذا يرفض المتشددون في إيران منصب «جواد ظريف»؟

بعد دافوس.. المتشددون في إيران يهاجمون نائب الرئيس

يوسف بنده

أثارت مُشاركة نائب الرئيس الإيراني، محمد جواد ظريف، في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، بدلًا من وزير الخارجية عباس عراقجي، الكثير من الجدل داخل إيران.

إذ قاد ظريف بلاده إلى الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا + ألمانيا) عام 2015، وتأتي عودته إلى العمل داخل دولاب الحكومة الإيرانية مرة أخرى، في ظل استعداد طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الغرب والحوار بشكل مباشر مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الجمهوري دونالد ترامب.

معارضة للحوار مع امريكا

معارضة للحوار مع امريكا تتهم ظريف بالعمالة لصالح أمريكا

قلق من ظريف

يعتقد التيار المتشدد في إيران أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لن تؤدي إطلاقًا إلى تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي في إيران، بل قد تسهم في إضعاف استقلال وعزة البلاد، فهم يرون أن أمريكا غير مُلتزمة بتعهداتها، وأن التجارب السابقة أظهرت أن هذا البلد قد تراجع عدة مرات عن اتفاقياته.

وحسب تقرير صحيفة “آرمان ملي”، الأحد 26 يناير 2025، فإن مهاجمة المتشددين لظريف يأتي من باب القلق من الدور الذي يستطيع أن يلعبه في الحوار مع الغرب، على غرار دوره إبان حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني.

فإذا لم يتول مسؤولية رسمية بخصوص المفاوضات مع الغرب، فإنه يمكنه أن يلعب دورًا خلف الكواليس وبالطبع دورًا أساسيًا في المفاوضات من جانب الحكومة باعتباره نائبًا للرئيس الإيراني في الشؤون الاستراتيجية، وهو المنصب الذي تم استحداثه من أجل تسهيل عمله عن قرب من الرئيس مسعود بزشكيان.

جواد ظريف 2

مفاوض ناجح

حسب تحليل الصحيفة الإيرانية، فإن حاجة الحكومة الإصلاحية الحالية للحوار مع الغرب من أجل تخفيف العقوبات الغربية ورفعها عن كاهل الاقتصاد الإيراني، يدفعها للاستفادة من محمد جواد ظريف لقدرته البارعة على التفاوض مع الغرب، وكذلك من أجل خروج إيران من مرمى النيران في ذروة التوترات الإقليمية الحالية.

وأوضحت الصحيفة أن ظريف نجح في الوصول لاتفاق نووي يضمن لبلاده حق تخصيب اليورانيوم، بينما الغربيون كانوا يعارضون ذلك واقترحوا نقل مشروع التخصيب الإيراني إلى دولة ثالثة، فهو دبلوماسي يعرف جيدًا الطريقة التي ينظر بها الغربيون إلى إيران وملفها النووي.

ظريف وعراقجي

ظريف وعراقجي وروانجي.. ثلاثي التفاوض النووي عام 2015

مطالب بعزله

حسب تقرير وكالة “فارس” الإيرانية، الأحد 26 يناير، فإن نواب البرلمان من التيار المُتشدد طالبوا بعزل محمد جواد ظريف من منصبه في الحكومة الإيرانية بسبب انتهاكات أمنية تتعلق بجنسية أولاده الأجنبية.

وأوضح تقرير الوكالة، أنه بعد زيارة ظريف إلى دافوس وتصريحاته بشأن القضايا الداخلية، اشتدت مرة أخرى الانتقادات الموجهة لتعيينه نائبًا للرئيس للشؤون الاستراتيجية، حيث يعمل نواب في البرلمان على تعديل قانون تعيين المسؤولين في الوظائف الحساسة بالبلاد.

ربما يعجبك أيضا