لماذا يضع ترامب عينه على المعادن النادرة الأوكرانية؟

أحمد عبد الحفيظ
ترامب وزيلينسكي

مع عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم كرئيس للولايات المتحدة، تتجه الأنظار نحو سياساته الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالموارد الاستراتيجية التي تضمن تفوق الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا والدفاع.

في هذا السياق، برزت أوكرانيا كدولة تمتلك كنزًا من المعادن النادرة، ما جعلها محط اهتمام ترامب وإدارته الحالية، نظرًا لأهمية هذه الموارد في دعم الصناعات الحيوية الأمريكية وتقليل الاعتماد على الصين.

المعادن النادرة في أوكرانيا

تقول صحيفة “الإيكونميست” في تقرير لها نشر الثلاثاء 18 فبراير 2025، إن أوكرانيا تتمتع بوفرة في المعادن النادرة مثل التيتانيوم، الليثيوم، الزركونيوم، والنيكل، وهي معادن تُستخدم بشكل أساسي في تصنيع الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، السيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية.

مناطق مثل كيروفوهراد ودنيبروبتروفسك تحتوي على رواسب كبيرة من التيتانيوم، الذي يُعد عنصرًا رئيسيًا في صناعة الطائرات والمعدات الدفاعية.

أهمية المعادن النادرة في الاقتصاد العالمي

المعادن النادرة تُعتبر العمود الفقري للصناعات الحديثة، فالليثيوم ضروري لصناعة البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة، بينما التيتانيوم والزركونيوم يُستخدمان في الصناعات الفضائية والدفاعية.

هذه المعادن تجعل أوكرانيا لاعبًا محتملًا في سوق الموارد العالمية، ما يزيد من قيمتها الاستراتيجية في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.

اهتمام ترامب بأوكرانيا والمعادن النادرة

منذ فترة رئاسته الأولى، شدد دونالد ترامب على ضرورة تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الصين، التي تسيطر على نحو 80% من إنتاج المعادن النادرة عالمياً.

الآن، مع عودته إلى الرئاسة، يبدو أن ترامب يركز على أوكرانيا كبديل استراتيجي، حيث يسعى لتأمين هذه الموارد التي تعتبر حيوية للصناعات الأمريكية، لا سيما في مجالات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه أوكرانيا صراعاً مستمراً مع روسيا، ما يعزز من أهمية الدعم الأمريكي لكييف ليس فقط سياسياً وعسكرياً، بل أيضاً اقتصادياً من خلال الاستثمارات في قطاع التعدين، ترامب، المعروف بسياساته الاقتصادية الصارمة، يرى في أوكرانيا فرصة لتأمين إمدادات المعادن النادرة بعيداً عن النفوذ الصيني، ما يدعم استراتيجية “أمريكا أولاً” التي لطالما روج لها.

التحديات والفرص

رغم الموارد الهائلة التي تمتلكها أوكرانيا، فإن التحديات عديدة، بدءاً من النزاعات المستمرة مع روسيا، وصولاً إلى البنية التحتية المحدودة في قطاع التعدين.

مع ذلك، فإن الدعم الأمريكي والاستثمارات المحتملة قد تفتح الباب أمام أوكرانيا لتصبح مورداً رئيسياً للمعادن النادرة، ما يعزز من نفوذ الولايات المتحدة في هذا القطاع الحيوي.

تدرك إدارة ترامب أن السيطرة على المعادن النادرة تعني السيطرة على المستقبل التكنولوجي والصناعي. لذلك، فإن أي تعاون مع أوكرانيا في هذا المجال سيعد خطوة استراتيجية لضمان التفوق الأمريكي عالمياً، وتقليل الاعتماد على المنافسين، خاصة الصين.

ربما يعجبك أيضا