لماذا يقيد الجيش الأوكراني حرية حركة الرجال؟ رد فعل عنيف

أحمد ليثي

تطوع الآلاف من الأوكرانيين للقتال، وبحلول 6 مارس، جُند نحو 100 ألف في قوة الدفاع الإقليمية وحدها، ولكن يوجد أيضًا من يقلق من إرساله إلى الخطوط الأمامية.


أعلن الجيش الأوكراني خططًا لإدخال نظام تصاريح يحظر على الرجال المؤهلين للتجنيد مغادرة المنطقة التي جرى تسجيلهم فيها.

وبحسب تقرير للصحفية الأوكرانية، إيزوبيل كوشيو، نشرته الأربعاء الماضي 6 يوليو 2022، في الجارديان البريطانية، كان الهدف من وراء هذه الخطوة، التي تستند إلى تشريع من عام 1992، تمكين جيش البلاد من تحديد المجندين المحتملين أسهل، ولكنها أدت إلى رد فعل عنيف.

رد فعل رئاسي غاضب

حسب التقرير، انتقد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الإعلان في خطابه التلفزيوني المسائي للأمة يوم 5 يوليو، قائلاً إن هيئة الأركان العامة يجب ألا تتخذ قرارات من دون الرجوع إليه، في حين قدّم نائبان مشروع قانون من شأنه إلغاء مبادرة الجيش على الفور، التي وصفوها بأنها “عفا عليها الزمن”.

وسلط إعلان الجيش الضوء على الموقف غير المستقر الذي يواجه الرجال الأوكرانيين الذين يمكن تجنيدهم للقتال في أي لحظة، فمنذ إعلان زيلينسكي الأحكام العرفية في بداية الحرب الروسية الأوكرانية، أصبح الرجال الأوكرانيون الذين تتراوح سنهم بين 18 و60 عامًا مؤهلين للخدمة العسكرية ومُنعوا من مغادرة البلاد

أوكرانيون يرفضون

وفقًا للتقرير، قال رومان، مطوّر برمجيات يبلغ 31 عامًا في كييف: “أنا لا أريد القتال، أريد أن أواصل العمل، لكنني أيضًا لا أريد أن أفكر في الأمر سلبيًّا لأن العديد من أصدقائي يُحشدون للقتال، وهذا ليس عدلًا بالنسبة إليهم، ومن جانبي، أحاول ألا أعتقد أنه إذا انضممت إلى الجيش، فهذا يعني 100% أنني سأموت أو أُصاب”.

وعند إعلان الأحكام العرفية أول مرة، قالت السلطات الأوكرانية إن التجنيد الإجباري سيحدث على مراحل، بدءًا من أولئك الذين لديهم خبرة عسكرية سابقة، وسيعكس احتياجات الجيش، مع التركيز على الأطباء أو الأشخاص ذوي الخلفية العلمية، ويمكن حشد النساء أيضًا إذا كانت خبرتهن المهنية مطلوبة، ولكن لا يمكن إجبارهن ولا يُتوقع منهن القتال.

أوكرانيون يتطوعون

وفقًا لتقرير كوشيو، تطوع الآلاف من الأوكرانيين للقتال، وبحلول 6 مارس، جندت قوة الدفاع الإقليمية وحدها نحو 100 ألف، ولكن يوجد أيضًا من يقلق من إرساله إلى الخطوط الأمامية، حيث تدور رحى معركة مدفعية مروعة، ويقال إن ما بين 100 و200 جندي أوكراني يموتون كل يوم.

احتمال التجنيد الإجباري أمر قمعى من الجيش الأوكراني بالنسبة إلى بعض الرجال. يقول رومان: “أسوأ ما في الأمر أنني لا أعرف كيف تحدث التعبئة في الوقت الحالي، هل سيأتي إشعار التجنيد إلى منزلي أم سيوقفني أحدهم في الشارع؟ هل يجب أن أستمر في استئجار شقتي؟ هل يجب أن أشتري معدات عسكرية أم لا؟”

يودين

يودين

الضباط يوقفون المارة في الشارع

في الشهر الماضي، اعتقلت الشرطة مجموعة من الرجال في ملهى أوتيل، وهو ملهى ليلي معروف في كييف، بزعم خرق حظر التجول ومن ثم أعطتهم إخطارات التجنيد من المكتب الإداري العسكري المحلي، كان من بينهم ماكس يودين، فني التركيبات في ملهى أوتيل، وبافلو ديراتشوف، مالك الملهى، الذي قال إنه ذهب لفتح الباب الخلفي الساعة 11 مساءً ليجد حشدًا من ضباط الشرطة ينتظرون في الخارج.

قال يودين، وهو رجل ذو أصل روسي، لكنه انتقل إلى أوكرانيا في العام 2019: “كان يوجد 5 ضباط شرطة لكل شخص”، ولكن يودين تطوع كطبيب في الجيش في بداية الحرب، ولكن على الرغم من حصوله على شهادة في الطب والخبرة العسكرية السابقة، فإنه رُفض بسبب جنسيته الروسية.

حالة التعبئة العامة

أوضح أولكسندر شولجا، وهو أكاديمي سابق في علم الاجتماع في أكاديمية العلوم الأوكرانية، وسجل للقتال في اليوم الأول من الحرب: “لسنا في مرحلة التعبئة الكاملة كما في الحرب العالمية الثانية، ولكن يوجد الكثير من المستعدين للتعبئة، وما يقلقني هو الانقسام في المجتمع بين أولئك الذين شاركوا ومن لم يقاتلوا بعد الحرب”.

من جهته، قال مالك الملهى: “منذ أن بدأت الحرب، عانيت متلازمة الذنب لدى الناجين، لأن الناس يموتون ولا أستطيع أن أشعر بالراحة، ونوع إشعار التجنيد الذي قدمه لنا الضباط يشبه إلى حد ما البريد العشوائي، فهو إعلان مصمم لتشجيع الناس على الاشتراك في القتال ولكن لا يوجد نظام للمتابعة، ولحسن الحظ، يوجد العديد من هؤلاء الذين سيتفاعلون ويريدون القتال”.

ربما يعجبك أيضا