لماذا يهدد انسحاب «فاجنر» من أوكرانيا الديمقراطية في إفريقيا؟

عمر رأفت
انسحاب فاجنر من باخموت .. كيف يشكل ذلك خطرًا كبيرًا على قارة أفريقيا؟

لن يكون انسحاب قوات فاجنر الروسية الخاصة من أوكرانيا فأل خير بالنسبة لقارة إفريقيا.


كانت التقارير التي أفادت بانسحاب قوات فاجنر العسكرية الروسية الخاصة من مدينة باخموت بمثابة أخبار سارة لأوكرانيا والدول الغربية.

وتسببت الخسائر المتلاحقة في باخموت في إطلاق مؤسس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، تهديدات بالانسحاب من المدينة الاستراتيجية في مقاطعة دونيتسك، وانتقاد قيادات الجيش الروسي لعدم دعم مجموعته بالسلاح.

القارة السمراء كنز «فاجنر»

طلب بريجوزين أن يتولى الجيش الروسي المواقع، التي سيتركها فاجنر، الأربعاء المقبل 10 مايو 2023، ووجه سؤالًا لقيادات الجيش عن السلاح والذخيرة، وقال: ” وزير الدفاع، سيرجي شويجو ، وقائد القوات المسلحة، فاليري جيراسيموف، أين الذخيرة؟” لكنه أعلن أخيرًا أنه تلقى وعود بالحصول على الذخيرة اللازمة.

وذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، في مقال رأي للكاتب ورئيس تحرير سابق لصحيفة هندوستان تايمز، بوب جوش، أن ما حدث في كييف لا يبشر بالخير بالنسبة لقارة إفريقيا، فأراضي القارة السمراء بمثابة كنز لفاجنر.

اقرأ أيضًا| «فاجنر» تستعد لتسليم مواقعها في أوكرانيا لقوات قديروف

فاجنر

فاجنر

توسع فاجنر في قارة إفريقيا

أوضح جوش، في مقاله، أن توسع فاجنر في إفريقيا توقف بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي أجبرت بريجوزين على نقل المقاتلين إلى كييف، لكن بالرغم من خسائرها هناك، استمرت المجموعة العسكرية الروسية مهامها بالقارة السمراء.

وأشار جوش إلى أن فاجنر أصبحت تشارك بعض قادة المجالس العسكرية بالقارة الحكم، وهؤلاء يقولون إن القوات الروسية تساعد جيوشهم في محاربة الإرهاب، ومنحوها حرية التصرف، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة قالت إن فاجنر انضمت إلى الجيش في مالي، باستهداف المدنيين على نحو غير مناسب.

أداة سياسة خارجية

أوضح جوش أن هذه الأمور لن تكون مفاجئة لأي شخص يتابع القارة الإفريقية من قرب، فقادة الجيوش في القارة السمراء يدفعون لصالح قوى أخرى من أجل حمايتهم، ومساعدتهم في تأمين الأصول الحيوية أو فرض النظام بالقوة،  لكن الأمر مختلف بالنسبة لفاجنر.

اقرأ أيضًا| «فاجنر» تنسحب من باخموت.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟

ووصف المجموعة العسكرية الخاصة بأنها شيء أكبر بكثير من مجموعات المرتزقة الأخرى، فهي أداة تنفذ سياسة خارجية واضحة، فروسيا تعتمد عليها لممارسة نفوذها، وللتنافس مع واشنطن أو بكين على الموارد الإفريقية، وفي المقابل، تمد موسكو فاجنر بالمرتزقة والمال.

قوات فاجنر الروسية

قوات فاجنر الروسية

إمتيازات للشركات المتحالفة مع فاجنر

قال الكاتب إن بريجوزين يطلب المال مقابل الخدمات، التي تقدمها شركته، وهذا ليس كل شئ، بل يطلب امتيازات للشركات المتحالفة معه للتنقيب عن الذهب والألماس والنفط في البلدان الإفريقية،  مشددًا على أنه لا توجد شركة أمنية خاصة أخرى تتلقى تلك الامتيازات، سوى فاجنر.

وأشار إلى تحقيق لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أظهر أن شركة مرتبطة بفاجنر تعمل في السودان تولت تهريب الذهب إلى قاعدة جوية روسية في سوريا، في حين تظهر وثائق نشرتها شبكة بلومبرج أنه بالإضافة إلى الوصول إلى الرواسب المعدنية في السودان، فإن الشركة لديها تراخيص للعمل في صناعات تتراوح من النقل والزراعة إلى البلاستيك.

اقرأ أيضًا| فيديو| بكلمات بذيئة.. رئيس فاجنر يوبخ وزير الدفاع الروسي

قوات فاجنر الروسية

قوات فاجنر الروسية

صعوبة إرساء الديمقراطية في إفريقيا

لفت جوش إلى أن بريجوزين بات في موقف لا يحسد عليه في السودان، في ظل المعركة الدائرة هناك، وقد يشارك لصالح أحد الأطراف المتحاربة، وفي حال وجد صعوبة في الاختيار بينهما، فسيكون له وجود في أماكن أخرى في إفريقيا.

وحذر من أن وصول قوات جديدة من مرتزقة فاجنر إلى إفريقيا يصعب على الغرب إرساء القيم الديمقراطية في القارة، وبالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فسيكون ذلك بمثابة ضربة قاسية لجهود إعادة توطيد علاقاتها بإفريقيا، بعد سنوات من الإهمال.

كيف يمكن مواجهة «فاجنر» في إفريقيا؟

تحدث كل المسؤولين الأمريكيين، الذين زاروا القارة عن انتشار فاجنر، وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، خلال زيارته النيجر، مارس الماضي: “حيثما كانت قوات فاجنر حاضرة، يوجد حتمًا أشياء سيئة، مثل انعدام الأمن، وضعف استقلالية البلدان التي توجد فيها تلك القوات”.

وأشار جوش إلى أن بلينكن وبلاده ستحتاج إلى نوع من التحفيز لدول القارة، من أجل الحد من اعتمادها على فاجنر، مثل زيادة المساعدات للمنظمات الإفريقية، مثل الاتحاد الإفريقي، الذي يمكن من خلاله الحد من توسع القوات الخاصة الروسية.

ربما يعجبك أيضا