لمواجهة التهديدات الروسية والصينية.. كندا تعلن تحديث «نوراد»

آية سيد
نوراد

أعلنت كندا استثمار 30 مليار دولار أمريكي في تحديث الدفاع القاري والشمالي على مدار العقدين المقبلين.. فما أسباب تلك الخطوة غير المسبوقة؟


تعهدت كندا بزيادة الإنفاق العسكري لاكتشاف وتعقب التهديدات العسكرية من روسيا والصين في المنطقة القطبية الشمالية.

وأعلنت وزيرة الدفاع الكندية، أنيتا أناند، يوم الاثنين 20 يونيو 2022، إنفاق 4.9 مليار دولار كندي، أي ما يعادل 3.8 مليار دولار أمريكي، على مدار 6 أعوام، لتحديث منظومة الدفاع القارية القديمة التي تشغّلها إلى جانب الولايات المتحدة، والمعروفة باسم “نوراد”، وفق ما جاء في تقرير لموقع سي بي سي الكندي.

تهديدات جديدة

في مؤتمر صحفي بقاعدة جوية في ترنتون، أونتاريو، قالت أناند: “لقد تكيف نوراد، وتطور باستمرار ردًا على التهديدات الجديدة. واليوم، نبدأ فصلًا جديدًا في نوراد”. وردًا على سؤال أحد المراسلين، قالت أناند: “لقد تغيرت بيئة التهديدات. وبينما تتطور التهديدات التي نواجهها، يجب أن تتطور قدراتنا الدفاعية”.

وتابعت “إن ما نهدف لفعله بإعلان اليوم هو التأكد من أننا، على جميع المستويات، نشارك في التحديث الأهم لقدرات نوراد الكندية منذ 4 عقود تقريبًا”.

استثمار ضخم في «نوراد»

وفق التقرير، قالت الوزيرة إن الاستثمار الكلي للحكومة في الدفاع القاري والشمالي سيتجاوز 40 مليار دولار كندي، أي نحو 30 مليار دولار أمريكي، على مدار العقدين المقبلين.

ومن المتوقع أن تأتي الأموال من الميزانية الفيدرالية الأخيرة التي خصصت ما يصل إلى 8 مليار دولار كندي أي 6 مليار دولار أمريكي في التمويل الجديد، بخلاف الزيادات في مخصصات الدفاع التي وافقت عليها الحكومة الليبرالية بالفعل.

وذكر التقرير أنه جرى تخصيص ما يصل إلى 6 مليار دولار كندي أي نحو 4.6 مليار دولار أمريكي، من هذه الأموال لمجموعة متنوعة من الالتزامات، منها تحديث منظومة نوراد، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتحمل 60% من فواتير المنظومة.

إصلاح «نوراد»

أشار التقرير إلى أن طبيعة نوراد تغيرت في السنوات الأخيرة، وتحمل مسؤوليات إضافية لمراقبة الممرات البحرية المؤدية إلى أمريكا الشمالية، والحماية من الهجمات السيبرانية. وذكر أن إصلاح نوراد يشمل استبدال نظام الإنذار الشمالي، وهو عبارة عن سلسلة من محطات الرادار في أقصى الشمال، ليحل محله نوعين مختلفين من أنظمة الرادار التي تمتلك القدرة على استطلاع الأفق.

وعلاوة على هذا، يوظف الإصلاح أقمارًا صناعية جديدة لتعقب الأهداف المتحركة على الأرض، ومجموعة فائقة السرية من أجهزة الاستشعار عن بعد. ولفت التقرير إلى أن هذه الشبكة الجديدة ستراقب الأهداف المقتربة من القارة من المحيطين الهادئ والأطلنطي، إضافة إلى المنطقة القطبية الشمالية.

غزو أوكرانيا يثير مخاوف كندا

في ظل تطوير روسيا لجيل جديد من صواريخ كروز طويلة المدى التي تُطلق من البر أو البحر، وصواريخ فرط صوتية، حذر محللون عسكريون مرارًا من أن قدرات الرادار وصور الأقمار الصناعية في “نوراد” تحتاج لتحديث، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

ويقول مسؤولون كنديون إن التهديد على الشمال تصاعد عقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير الماضي. ويرى قادة عسكريون سابقون إن روسيا تمتلك الآن القدرة على دعم عمليات عسكرية في أعالي القطب الشمالي، نظرًا لتجديد منشآتها العسكرية على طول ساحلها الشمالي.

وبفضل ذوبان الغطاء الجليدي، أصبح المحيط المتجمد الشمالي خاليًّا من الجليد لفترات أطول، ما يخلق نقاط ضعف جديدة لقارة أمريكا الشمالية، بحسب وول ستريت جورنال.

الاستفزازات الصينية

اتهم الجيش الكندي مقاتلات صينية بالتحرش بطائراته في أثناء مراقبتها عمليات التهرب من العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، ما أجبر الطائرات الكندية في بعض الأحيان على الانحراف عن مسارها، بحسب ما أوردت رويترز.

وقالت القوات المسلحة الكندية، في بيان، إنه “في الفترة من 26 إبريل إلى 26 مايو، اقتربت طائرات تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني من طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الكندي من طراز “سي بي-140 أورورا” مرات عدة. وتابع البيان أن الطاقم الجوي الكندي شعر بالخطر الشديد في بعض الحالات لدرجة أنه اضطر إلى تغيير مساره سريعًا لتجنب الاصطدام المحتمل.

وتعليقًا على ذلك، وصف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أفعال الصين بأنها “استفزازية وغير مسؤولة”، بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية. ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين الصين وكندا تدهورت بشدة عقب اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي، مينج وانزو، بناءً على طلب من الولايات المتحدة، وما تلاه من اعتقال الصين للدبلوماسي السابق، مايكل كوفريج، ورجل الأعمال، مايكل سبافور، وكلاهما مواطنان كنديان. قبل إطلاق سراح الـ3 في سبتمبر 2021.

ربما يعجبك أيضا