لمواجهة الفتنة.. شيخ الأزهر يقترح ميثاقًا للأخوة الإسلامية

علي عبدالعزيز

عُقد الأربعاء 19 فبراير 2025، مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي تحت شعار “أمة واحدة.. ومصير مشترك”، في العاصمة البحرينية المنامة، بمشاركة نخبة من كبار العلماء وقادة الفكر الإسلامي، في مقدمتهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين.

وشهد المؤتمر حضور شخصيات بارزة، من بينها الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، وأنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والشيخ أحمد مبلغي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، وحسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والشيخ أحمد بن سعود السيابي، الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان، والدكتور مولين إشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، والشيخ يحيى بن حسين الديلمي، خطيب مسجد العلمي في صنعاء.

إقرار بالأزمة وضرورة التوحد

أكد شيخ الأزهر خلال كلمته أهمية الاعتراف بالأزمة التي تعانيها الأمة الإسلامية، مشددًا على أن مواجهة التحديات المعاصرة تتطلب اتحادًا إسلاميًا حقيقيًا يفتح قنوات التواصل بين جميع المذاهب والمدارس الفكرية دون إقصاء.

كما أوضح أن السبيل إلى تحقيق ذلك هو نبذ الفتنة والخلافات الطائفية، والتمسك بمبدأ التعاون فيما اتُّفق عليه، والعذر فيما اختلف فيه، مع ضرورة وقف خطابات التكفير والكراهية وتجاوز الصراعات التاريخية لتعزيز استقرار الأوطان.

ميثاق “الأخوة الإسلامية”

خلال المؤتمر، قدم شيخ الأزهر اقتراحًا بوضع ميثاق أو دستور للأخوة الإسلامية، بهدف تعزيز وحدة الأمة والتفاهم بين مذاهبها المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا الميثاق ينبغي أن يكون نابعًا من الضرورات وليس من باب التحسينات.

واقترح أن يُطلق على هذا الميثاق اسم “دستور أهل القبلة” أو “الأخوة الإسلامية”، على أن يتصدره الحديث الشريف: “من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته”.

كما أوضح أن الإمام الشيخ محمد أبو زهرة سبق أن اقترح فكرة مشابهة لهذا الميثاق، حيث وضع أصولًا له وحددها بدقة، داعيًا الحضور إلى دراسة هذا المقترح والعمل على تطويره بما يخدم وحدة الأمة الإسلامية.

تعزيز الوحدة ونبذ الفتنة

في ختام كلمته، شدد الدكتور أحمد الطيب على أن التحديات التي تواجه المسلمين بالوقت الحالي تستوجب توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات التاريخية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يشكل فرصة تاريخية لوضع خطة جادة لتعزيز الوحدة الإسلامية، على أن تكون أولوية العلماء والقادة العمل على تحقيق التفاهم، ووقف الفتن والنزاعات الطائفية التي تعصف بالأمة.

من المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية لتعزيز الحوار الإسلامي، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية، مع التركيز على مواجهة خطاب الكراهية والتكفير، وتأكيد أهمية التسامح والتعايش بين المسلمين بمختلف انتماءاتهم المذهبية.

ربما يعجبك أيضا