لمواجهة روسيا.. بولندا تطلب نشر أسلحة نووية على أراضيها

قال رئيس وزرا بولندا، ماتيوش مورافيتسكي، إن بلاده تريد الانضمام إلى برنامج حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمشاركة الأسلحة النووية.

ويأتي هذا ردًّا مباشرًا على نشر روسيا بعض أسلحتها النووية في بيلاروسيا، في الوقت الذي تسعى فيه بولندا لإعادة التسلح التقليدي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما أفاد موقع “ذا وور زون” الأمريكي، أمس الجمعة 30 يونيو 2023.

تحرك سريع

رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيتسكي

جاءت تصريحات مورافيتسكي ردًا على سؤال في مؤتمر صحفي، على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس الجمعة. وقال رئيس الوزراء البولندي: “القرار النهائي سيعتمد على شركائنا في الولايات المتحدة والناتو”.

وأضاف: “نحن نعلن رغبتنا في التحرك سريعًا في هذا الشأن. نحن لا نريد أن نقف مكتوفي الأيدي في حين يصعّد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين كل أنواع التهديدات”، وفق ما نقل الموقع الأمريكي.

اقرأ أيضًا| أدلة تشير إلى تنفيذ انفجارات نورد ستريم من بولندا

مشاركة بولندية

هذه ليست المرة الأولى التي تفصح فيها السلطات البولندية عن رغبتها في الانضمام إلى برنامج المشاركة النووية للناتو، في ضوء القرار الروسي بنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا المجاورة، حسب “ذا وور زون”.

وفي أكتوبر الماضي، قال الرئيس البولندي، أندريه دودا: “توجد دائمًا فرصة محتملة للانضمام إلى برنامج المشاركة النووية. لقد تحدثنا مع القادة الأمريكيين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في هذه الإمكانية. المسألة مفتوحة”.

وفي نفس ذلك الشهر، أجرى الناتو مناورات “الظهر الصامد” للردع النووي، التي تشمل التدرب على وضع خطط المشاركة النووية للحلف موضع التنفيذ. وشارك الجيش البولندي في تلك المناورات، لكن في دور داعم وليس كعضو سيستخدم الذخيرة النووية.

اقرأ أيضًا| لغز جديد في الحرب الروسية الأوكرانية.. من أطلق «صاروخ بولندا»؟

التهديد الروسي

في بداية شهر يونيو المنقضي، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الأسلحة النووية الروسية بدأت في الوصول إلى بيلاروسيا كجزء من اتفاقية أبرمتها الدولتان الصيف الماضي.

ومن جهته، قال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الأسبوع الماضي، إن جزءًا “كبيرًا” من العدد الإجمالي للذخيرة النووية التي تخطط روسيا لوضعها في بلاده وصلت الآن.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو

وحسب ما استنتج موقع “ذا وور زون” من التصريحات السابقة لبوتين ولوكاشينكو، هذه الأسلحة مزيج من صواريخ “إسكندر-إم” الباليستية قصيرة المدى ذات القدرة النووية، وقنابل نووية تُلقى من الجو، التي تزعم القوات الجوية البيلاروسية أنها أصبحت قادرة الآن على استخدامها.

برنامج المشاركة النووية

في الوقت الحالي، ترتكز اتفاقية الناتو لمشاركة الأسلحة النووية على قنابل “بي-61” النووية الأمريكية. ويتيح البرنامج النشر الأمامي لهذه الأسلحة في خزائن آمنة في قواعد جوية خاضعة للسيطرة الأمريكية في العديد من الدول الأعضاء.

وعندما يوافق الحلف على استخدامها في حالة اندلاع أزمة، سيجري تحميلها في طائرات مقاتلة تابعة للدول المشاركة. ولفت  “ذا وور زون” إلى أن طائرات الناتو القادرة على توظيف هذه الأسلحة النووية تُعرف باسم “الطائرات ذات القدرة المزدوجة”، في إشارة إلى القدرتين النووية والتقليدية.

خريطة لمواقع الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا

وحسب تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين، توجد حوالي 100 قنبلة “بي-61” في 6 قواعد في 5 دول أوروبية، وهي بلجيكا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وتركيا.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا

انضمام بولندا للبرنامج

من الناحية الفنية، إذا كانت بولندا ستنضم إلى برنامج المشاركة النووية، ستحتاج إلى تعديل عدد معين من طائراتها المقاتلة. وذكر الموقع الأمريكي أن بولندا تشغل بالفعل مقاتلات من طراز “إف-16” التي يمكن تعديلها لأداء هذا الدور، كما أن الدولة في طريقها للحصول على مقاتلات “إف-35”.

وإذا كانت بولندا ستستضيف قنابل داخل حدودها، ستحتاج كذلك إلى بناء المرافق الآمنة المطلوبة، وتطبيق السياسات والبروتوكولات الأخرى المتعلقة بالأمن والسلامة.

ورجح الموقع أن تنضم بولندا إلى البرنامج وفق جدول زمني متقطع، عبر تعديل الطائرات أولًا والتخطيط لتشغيلها من قواعد الناتو المخزن بها قنابل “بي-61”. وقد تخدم البلاد أيضًا كنقطة انطلاق أمامية للطائرات ذات القدرة المزدوجة المسلحة نوويًّا.