لم تكن ذراع إيران.. «ظريف» يدعو للحوار مع سوريا الجديدة

رحيل الأسد.. فرصة إيران لإعادة تقييم سياستها الخارجية

يوسف بنده

من نتائج رحيل نظام الأسد عن سوريا، إعادة النظر التي أبداها المسؤولون في إيران تجاه ذلك الحدث الكبير، إذ اعتبره البعض فرصةً لإعادة تقييم السياسة الخارجية لإيران.

وكان خطاب المرشد الأعلى، علي خامنئي، الأربعاء 11 ديسمبر 2024، قد ركز على التخفيف من مسألة أن تكون إيران قد فقدت مكانتها الإقليمية بعد رحيل الأسد أو خسرت نفوذها الإقليمي بضعف محور المقاومة.

خطاب المرشد الأعلى

خامنئي في خطابه الأربعاء 11 ديسمبر، حول أحداث سوريا

استمرار المقاومة

ركز المسؤولون في إيران على تبرير سقوط دمشق لأسباب تتعلق بطبيعة نظام الأسد نفسه، لكن في الوقت نفسه، كانت تصريحاتهم تشير إلى أن طهران لن تيأس من استمرار نفوذها الإقليمي.

كانت تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، يوم الخميس، تعبر عن نظرة تريث ومراقبة، بأن طهران سترصد سياسات المسلحين في سوريا، لتقييم إمكانية التعامل هناك، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).

مقال جواد ظريف في صحيفة هم ميهن 1

مقال جواد ظريف في صحيفة هم ميهن

إعادة تقييم

المقال الذي نشره معاون الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، في صحيفة هم ميهن، اليوم الخميس، كان محاولة لاستغلال الحدث السوري، من أجل إعادة تقييم السياسة الخارجية، خاصة أن ظريف المحسوب على التيار الإصلاحي والداعي إلى الحوار مع الغرب، يعتبر أن تجربة نظام الأسد فرصة لأخذ إيران الحيطة من أحداث المستقبل والتحولات المفاجئة.

فجاء في مقاله: لا يمكن التنبؤ بسرعة الأحداث في سوريا، هم أنفسهم لم يعتقدوا أن الأمور ستحدث بهذه السرعة، لذلك يجب أن نقبل الحقيقة العالمية وهي أن الظروف تتغير دائمًا ولا يمكننا أن نتخيل الظروف ثابتة ومستقرة. وفي نصيحة للنظام الإيراني: ليس الأمر أنه إذا كانت لك اليد العليا اليوم، فستكون بالضرورة هي نفسها غدًا، وهذه حقيقة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في مثل هذه التطورات.

واستفادةً من تجربة نظام الأسد، خاصة أن وزير الخارجية الأسبق، لطالما نصح النظام الإيراني بالحوار مع الغرب، قال: إذا لم يتوصل كل أصحاب اليد العليا إلى تفاهم وحل مقبول لدى جميع الأطراف، فمن الممكن أن يتغير الوضع أو ينقلب رأسًا على عقب. كان ينبغي على الحكومة السورية السابقة وبشار الأسد أن يتوقعا أنه عندما يهزموا المعارضة على كافة الجبهات، فهناك حاجة بعد ذلك إلى إيجاد حل مقبول ومستدام للطرفين من خلال الحوار معهم.

سوريا ما بعد الأسد تحديات داخلية ومستقبل غامض

استمرار العلاقة مع سوريا

وفي إطار النظرة البراجماتية التي يقدمها دائمًا الوزير الذي قاد مفاوضات الاتفاق النووي خلال حكومة حسن روحاني، أشار إلى إمكانية عقد علاقات جيدة مع الحكومة المقبلة في سوريا، وذلك أن هدف إيران من التدخل في سوريا كان مواجهة تنظيم داعش وليس الشعب السوري، وأن خطر ذلك التنظيم لا يزال قائمًا.

كتب جواد ظريف: إيران كانت في سوريا بناء على طلب حكومتها، وإيران باعتبارها دولة قوية في المنطقة، فهي مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع الحكومة السورية المقبلة. فلقد كنا دائمًا مع الشعب السوري ودافعنا عنه ضد داعش. ونعتقد أن هذا الخطر لم يتم حله وما زال يهدد سوريا.

بعد التوغل الإسرائيلي. 57 عامًا من احتلال الجولان

المقاومة فكرة

تأييدًا لكلام المرشد الأعلى، الذي أكد أن المقاومة لم تنته برحيل نظام الأسد، أخذ وزير الخارجية الأسبق ذلك الحديث إلى جانب إدارة الدبلوماسية، فقد قال إن المقاومة ظاهرة شعبية وعفوية في الأراضي المحتلة، فهي لا تتشكل من الخارج. فقد كانت هناك مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني منذ عام 1917، وطالما استمر الاحتلال، فهناك مقاومة.

ما يعني أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية سيظل مبررًا لإيجاد مقاومة داخل سوريا ضد ذلك الاحتلال، وهو ما يعني استمرار الحاجة إلى دعم قوة إقليمية مثل إيران.

وهو ما يترجم تصريحات رئيس البرلمان، الذي قال إن طهران ستراقب سلوك دمشق في المرحلة المقبلة وموقفها من العدو الصهيوني. ما يعني أن إيران تقلق من ضم سوريا في المرحلة القادمة إلى الحلف الإبراهيمي.

ربما يعجبك أيضا