في مشهد سياسي يعج بالتحديات، حيث تتشابك الأزمات الأمنية مع الطموحات السياسية، يعلن أفيجدور ليبرمان تحديه لهيمنة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المشهد الإسرائيلي.
وسط أجواء متوترة، تتصدر قضايا الرهائن، والتهديدات الإقليمية، والمنافسة على القيادة، واجهة المشهد، فيما تتجه الأنظار إلى الانتخابات المقبلة التي قد تعيد رسم خريطة السلطة في إسرائيل.
ليبرمان يعلن ترشحه
في مشهد سياسي متغير، أعلن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان، عزمه الترشح لمنصب رئيس الوزراء، موجهًا انتقادات حادة لرئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لتحقيق مكاسب سياسية.
تأتي هذه التصريحات في ظل أجواء متوترة على الساحة الإسرائيلية، حيث تزداد الضغوط لإيجاد حل لأزمة الرهائن العالقة منذ أشهر، وفق ما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الأحد 16 مارس 2025.
رؤية مستقلة وترشح للقيادة
في مقابلة مع إذاعة 103FM، أكد ليبرمان نيته خوض السباق الانتخابي لرئاسة الحكومة، مشيرًا إلى أن لديه رؤية واضحة وخبرة عملية تؤهله للمنصب، وعندما سُئل عما إذا كان سيدعم جادي أيزنكوت، عضو حزب الوحدة الوطنية، كقائد، أجاب بأنه يكن له احترامًا كبيرًا، لكنه يختلف عنه في الرؤية السياسية والأمنية والاجتماعية.
وأضاف أنه لا يرى نفسه متشابهًا مع يائير لابيد أو بيني جانتس، مؤكدًا أنه سيخوض الانتخابات بناءً على رؤيته الخاصة.
نبه بهجوم 7 أكتوبر
كما شدد ليبرمان على مؤهلاته السياسية والأمنية، مشيرًا إلى أنه يمتلك سجلًا حافلًا في إدارة الملفات الاقتصادية والأمنية.
وأكد أنه كان الوحيد الذي حذر مسبقًا، وليس بأثر رجعي، من الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أنه استشرف المخاطر قبل وقوعها.
انتقادات حادة لنتنياهو
في سياق حديثه عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، أوضح ليبرمان أن إسرائيل مطالبة ببذل جهد أكبر لاستعادة 59 رهينة ما زالوا محتجزين، واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الأزمة لأسباب سياسية بحتة.
وقال ليبرمان: “في اللحظة التي يوافق فيها نتنياهو على صفقة الرهائن، ستنهار حكومته، بالنسبة له، هذا الملف هو ما يبقي ائتلافه متماسكًا”، مضيفًا أن روايات الناجين تشير إلى أن كل يوم يمر يزيد من خطورة وضع المحتجزين.

التصويت على الميزانية
أشار ليبرمان أيضًا إلى أن نتنياهو يعتمد على المماطلة، ويهدف إلى كسب الوقت قبل التصويت على الميزانية خلال الأسابيع القادمة.
واتهمه بأنه ينسق تحركاته بشكل دائم مع الحلفاء الأمريكيين، منتظرًا توجيهاتهم قبل اتخاذ أي خطوة.
التهديد الإيراني والأمن القومي
إلى جانب ملف الرهائن، تطرق ليبرمان إلى التهديد الإيراني، مشددًا على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأكد قائلًا: “هل يمكن لإسرائيل أن تعيش في ظل وجود سلاح نووي إيراني؟، هناك من لديهم إجابات مختلفة، لكن إجابتي هي لا”.
وأشار إلى أن التهديد الإيراني لا يقتصر فقط على البرنامج النووي، بل يشمل أيضًا دعم طهران للفصائل المسلحة في المنطقة، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني الإسرائيلي.
تحديات قادمة
يضع إعلان ليبرمان عن ترشحه لرئاسة الوزراء تحديات جديدة أمام المشهد السياسي في إسرائيل، ومع تزايد الانتقادات لنتنياهو من داخل المعارضة وحتى من بعض أعضاء ائتلافه، يبدو أن الانتخابات المقبلة قد تشهد تحولات جوهرية في توزيع القوى السياسية.
يُنتظر أن تشكل قضية الرهائن والملف الإيراني محورين رئيسيين في الحملة الانتخابية المقبلة، حيث تسعى الشخصيات السياسية لإثبات جدارتها في التعامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه إسرائيل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2165543